أزمة المبارة

[علي الدين]

ندوة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين تستنكر نشوب أزمة بين مصر والجزائر بسبب مباراة

كتب تيسير قوايد ٢٤/ ١١/ ٢٠٠٩
استنكر المشاركون فى الدورة الثانية للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، خلال ندوة وسطية الإسلام، نشوب أزمة بين الشعبين المصرى والجزائرى، بسبب المباراة الأخيرة.

وأكدوا أن ما يحدث يتنافى مع مبادئ الإسلام، ولفتوا إلى أن الإعلام لعب دوراً كبيراً فى تصعيد الأزمة، وأن الحكومات تلعب بالجماهير عن طريق الكرة، وأكدوا أن الرياضة تستهدف دعم العلاقات بين الشعوب وليس قطعها.

قال الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى، الأمة التى تجعل كرة القدم أساس صراعها مع الدول الأخرى هى أمة «تفكر برجلها» وليس بعقلها، متناسية المشاكل الأساسية التى يتعرض لها العالم الإسلامى، خاصة المسجد الأقصى.

وأضاف عمارة: «لو حد عايز يعمل انقلاب فى بلد، ممكن يعمله ساعة ماتش كرة»، لأن الدولة تسمح للشعب بالتجمهر والتظاهر بشكل متزايد، فى حين أنها ترفض السماح بأى مظاهرات لأى حزب سياسى، مشيراً إلى أن ما يحدث فى هذه المباريات ليس رياضة نعلمها لأولادنا ولكنها «خناقة» ولابد من الحد منها وعدم الانسياق وراء هذا التيار وعمل «فرملة».

وتابع: «فى الماضى كان الصراع بين السنة والشيعة، بينما نراهالآن بين الدول العربية بسبب كرة القدم، الأمر الذى أدى إلى استدعاء السفير الجزائرى، وهو ما لم يحدث من قبل مع السفير الإسرائيلى، مستشهدا بالآية القرآنية التى تقول «محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم»، وتابع: ما يحدث الآن هو العكس لأن المسلمين أصبحوا أشداء بينهم رحماء على الكفار.

ولفت إلى أن الإعلام كان أحد العوامل التى أدت إلى تصاعد الأزمة بين مصر والجزائر، موضحاً أن الحكومات تلعب بالجماهير عن طريق الكرة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الحكام لا يحضرون اجتماعات مؤتمرات القمة العربية، بينما يحضرون مباريات الكرة.

وقال الدكتور إبراهيم البيومى، أستاذ التاريخ والعلوم السياسية، إن الرئيس التركى عبدالله جول استطاع أن يستخدم مباراة كرة القدم بين تركيا وأرمينيا فى إطار التصفيات للصعود إلى كأس العالم فى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتى كانت منقطعة منذ استقلال أرمينيا، لاتهامها لتركيا بقتل مليون أرمينى فى الحرب العالمية الأولى، لافتاً إلى أن الرئيس التركى استطاع استغلال المباراة فى عودة العلاقات ومعه جميع الوزراء ومجموعة من رجال الأعمال لحل المشكلة بين البلدين، حيث لم تستطع جميع الوسائل حل النزاع المستمر منذ ما يقرب من ١٠٠ عام.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن بين مصر والجزائر يفتقد إلى الروح الرياضية، ويتنافى مع رسالة التسامح التى تتبناها الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، التى يجب أن تستخدم فى التقريب بين الشعوب، وليس فى نشر العداوة بينهم، واصفاً الأحداث الأخيرة بأنها خطأ جملة وتفصيلاً من جميع الأطراف على الجانبين المصرى والجزائرى