د عمرو الليثي يكتب أدب الدعاء

[على الشامى]

عن ابن عطاء الله السكندرى «لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك».. فالإنسان قد يطلب شيئاً من الله عز وجل ويلح فى المسألة، ثم يجد أن الاستجابة من الله غير موجودة فيوسوس له الشيطان ليشككه فى الأمر ويجعله يظن أنه إنسان كثير الذنوب، وأنه لا فائدة من دعائه، ولكن سبحان الله العلى العظيم، الإنسان يجب أن يلح فى الطلب لأن رب العباد سبحانه وتعالى قد يؤخر الطلب لأنه يحب سماع صوت عبده.. فالإنسان المؤمن يثق فى رحمة الله وفى فضله، فأنت بالدعاء إما أن يتحقق لك، وإما أن يرفع عنك من البلاء ما كان سوف يحل بك، أو أن يؤخر إجابة مطلبك إلى يوم القيامة ليجازيك عنه حتى تتمنى يومها لو أن الله لم يستجب لك ولو دعوة واحدة لعظمة ما ترى من نتيجة الدعاء غير المستجاب..

ومن ناحية أخرى عندما تتأخر إجابة الدعاء يجب أن ينظر الإنسان إلى قضية تأخر الأدب عنده مع الله عز وجل.. فهنا القضية الأساسية تتمحور حول العبد الذى يريد أن يحقق الله له كل ما يريد فى حين أنه لم ينظر إلى تأدبه مع الله ولم يطالب نفسه بالتأدب مع الله، فالله سبحانه وتعالى يطالبه بالسير الهادئ فى بعض الأمور والمسارعة فى بعض الأمور الأخرى، ولكنه قلب الأمور فجعل المسارعة مكان السير والسير مكان المسارعة، أو جعل العجلة مكان البطء والبطء مكان العجلة، وهذا عبد ظالم لنفسه لأن الظلم تعريفه «وضع الشىء فى غير موقعه».. والعجلة فى مرضاة الله عجلة مطلوبة ولكننا قلبنا الموازين.. فنحن يجب أن نتأدب مع الله فى كل أمور حياتنا ونعيد صياغة بعض الأمور التى ظلمنا أنفسنا وظلمنا غيرنا معنا فيها..

فمن الواجب أن نعود إلى أدب الإسلام، فالأدب هو انضباط العبد وفق منهج الله فنأتمر بما أمرنا الله به وننتهى عما نهانا عنه، والعجيب أن طريق الخير لا يكلف إلا النفوس الضعيفة فقط، أما النفوس ذات الهمة العالية فنجدها تسارع إلى مرضاة الله، فالإنسان عندما يتأدب بأدب الله يجد أن لسانه لا يخرج إلا بالكلمات التى ترضى الله، وكل جوارحه لا تقوم بمعصية الخالق.. فاللهم اهدنا إلى ما تحبه وترضاه.