إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-14-2019, 02:41 PM
رضا البطاوى رضا البطاوى غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي تابع تفسير سورة الأنعام

[align=justify]"فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "المعنى فهلك كل الناس الذين كفروا والحكم لله إله الكل ،يبين الله لنبيه(ص) أنه قطع دابر القوم الذين ظلموا أى أهلك أى عذاب كل الناس الذين كذبوا بآيات الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا "والحمد لله رب العالمين والمراد والحكم لله خالق الكل وهذا يعنى أن الله هو الذى يمضى حكمه فى خلقه كلهم .
"قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون "المعنى قل اعلمونى إن طبع الله على قلوبكم أى أنفسكم أى طبع على صدوركم من رب سوى الله يجيئكم به ،اعلم كيف نبين الأحكام ثم هم يعرضون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم والمراد عرفونى إن حال الله بينكم وبين قلوبكم أى أنفسكم وفسر هذا بقوله وختم على قلوبكم أى طبع على أنفسكم والمراد حال بينكم وبين عقولكم فلم تعقلوا مصداق لقوله بسورة الأنفال "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"من إله غير الله يأتيكم به والمراد من رب سوى الله يجيئكم بعقولكم ؟ونلاحظ هنا أن الله أشار إلى السمع والأبصار والقلوب بكلمة به وهذا يعنى أن كلها تعنى معنى واحد والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الله يعيد لهم عقولهم إن شاء لو شاءوا هم الإسلام مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"،ويطلب الله من رسوله (ص)أن ينظر كيف يصرف الآيات والمراد أن يعلم كيف يبين الأحكام للناس مصداق لقوله بسورة المائدة "انظر كيف نبين لهم الآيات"ثم هم يصدفون أى يعرضون والمراد يكذبون بالآيات والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون "المعنى قل اعلمونى إن أصابكم عقاب الرب ليلا أو نهارا هل يعاقب إلا الناس الكافرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة والمراد عرفونى إن مسكم عقاب الله ليلا أى بياتا أو نهارا مصداق لقوله بسورة يونس"قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بياتا أو نهارا"وفسرنا بغتة بالبيات لأنه وقت النوم وقلة الرؤية مما يعنى أن العذاب يباغتهم أى يفاجئهم فلا يشعرون به وأما فى النهار فهو جهرة أى يرونه مما يقلل من المفاجأة،هل يهلك إلا القوم الظالمون والمراد هل يعذب إلا الناس الفاسقون مصداق لقوله بسورة الأحقاف"فهل يهلك إلا القوم الفاسقون "والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن عذاب الله لا يصيب إلا من كفر بحكم الله.
"وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن أمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "المعنى وما نبعث الأنبياء(ص)إلا مبلغين أى مخبرين فمن صدق وأحسن فلا عقاب لهم أى ليسوا يعذبون،يبين الله لنبيه (ص)أنه ما يرسل المرسلين إلا مبشرين والمراد أنه ما يبعث الأنبياء(ص) إلا مخبرين بالوحى وفسرهم بأنهم منذرين أى مبلغين للوحى فمن أمن والمراد فمن صدق بالوحى وأصلح والمراد وأحسن العمل بالوحى فلا خوف عليهم والمراد فلا عقاب عليهم وفسر هذا بأنه لا يحزنون أى لا يعاقبون لأن الحزن يأتى فى الأخرة من العقاب والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون"المعنى والذين كفروا بأحكامنا يصيبهم العقاب بالذى كانوا يسيئون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كذبوا بآيات الله وهم الذين كفروا بأحكام الرب مصداق لقوله بسورة آل عمران"إن الذين كفروا بآيات الله"يمسهم العذاب والمراد يصيبهم العقاب الأليم والسبب ما كانوا يفسقون والمراد الذى كانوا يعملون من جحود بالآيات مصداق لقوله بسورة فصلت "بما كانوا بآياتنا يجحدون "أى يكفرون .
"قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول أنى ملك إن اتبع إلا ما يوحى إلى قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون "المعنى قل لا أزعم لكم لدى منافع الرب ولا أعرف المجهول ولا أزعم أنى ملاك إن أطيع إلا الذى يلقى لى قل هل يتساوى فى الجزاء الكافر والمسلم أفلا تعقلون ؟،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس لا أقول لكم عندى خزائن الله والمراد لا أزعم أن معى مفاتح رحمة ربى وهى الأرزاق ولا أعلم الغيب والمراد ولا أعرف المجهول من الأخبار والمخلوقات ولا أقول أنى ملك والمراد ولا أزعم أنى ملاك من الملائكة وقد طلب الله منه أن يقول هذا حتى لا يطالبوه بمعجزة من خزائن وهى الأرزاق أو معجزة غيبية أو معجزة ملائكية ،إن اتبع إلا ما يوحى إلى والمراد إن أطيع إلا الذى يلقى لى وهذا يعنى أنه لا يقول لهم سوى ما يقوله الله له بالضبط،ويطلب منه أن يسألهم هل يستوى الأعمى والبصير أى "قل لا يستوى الخبيث والطيب"كما قال بسورة المائدة والمراد لا يتساوى فى الجزاء الخبيث وهو الكافر أى الأعمى الذى يعمى عن البصائر والطيب وهو المسلم أى البصير الذى يستخدم بصيرته وهى عقله فيبصر البصائر من الرب لنفسه مصداق لقوله بسورة الأنعام "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها "أفلا تتفكرون أى "أفلا تعقلون"كما قال بنفس السورة والمراد إخبارهم أن الواجب عليهم هو العقل أى البصر للنفس باتباع بصائر الرب والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون "المعنى وأخبر به الذين يخشون أن يدخلوا إلى نار إلههم ليس لهم ممن سواه ناصر أى منقذ لعلهم يطيعون،يطلب الله من نبيه (ص)أن ينذر بالوحى والمراد أن يبلغ أى أن يذكر بالقرآن باستمرار الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم وهم الذين يخشون أن يدخلوا وعيد إلههم وهو النار مصداق لقوله بسورة ق"فذكر بالقرآن من يخاف وعيد"وهم ليس لهم من دونه ولى وفسره بأنه شفيع والمراد ليس لهم سوى الرب منقذ من العذاب أى نصير مصداق لقوله بسورة الشورى "وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير "والسبب فى وجوب تبلغيهم هو لعلهم يتقون أى "لعلهم يتذكرون"كما قال بسورة القصص والمراد لعلهم يطيعون القرآن فيرحمون بطاعتهم له .
"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شىء وما من حسابك عليهم من شىء فتطردهم فتكون من الظالمين "المعنى ولا تبعد عنك الذين يطيعون إلههم بالنهارات والليالى يرجون رحمته ما عليك من جزاءهم من بعض وما من جزائك عليهم من بعض فتبعدهم فتصبح من الكافرين ،يطلب الله من نبيه (ص)ألا يطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى والمراد ألا يبعد عن دائرة متبعيه الذين يتبعون حكم خالقهم فى النهارات والليالى يريدون وجهه والمراد "يرجون رحمة الله"كما قال بسورة البقرة وهذا يعنى أن الداعين غرضهم من دعوة ربهم الحصول على رحمته،ويبين له أنه ما عليه من حسابهم من شىء والمراد ليس له من جزاءهم من بعض وما من حسابه عليهم من شىء والمراد وما من جزاء النبى (ص)على الداعين الله من بعض وهذا يعنى أن كل واحد متحمل عاقبة عمله وحده مصداق لقوله بسورة الإسراء"ولا تزر وازرة وزر أخرى "ويبين له أنه إن طردهم أى أبعدهم عن دائرة متبعيه فإنه يكون من الظالمين وهم الكافرين بحكم الله الخاسرين مصداق لقوله بسورة يونس"فتكون من الخاسرين "والخطاب للنبى(ص).
"وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين "المعنى وهكذا اختبرنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء تفضل الرب عليهم من وسطنا أليس الرب بأعرف بالمطيعين له؟،يبين الله لنبيه (ص)أنه كذلك أى بتلك الطريقة وهى اعتقاد الأغنياء أن غيرهم لا يتساوون معهم بسبب الدرجات وهى عطايا الرزق مصداق لقوله بسورة الزخرف"ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا"ففتنا بعضهم ببعض أى امتحنا بعضهم ببعض والسبب أن يقولوا:أهؤلاء من الله عليهم من بيننا والمراد أهؤلاء اختارهم الله من وسطنا ؟وهذا يعنى أنهم يعتقدون كما قالوا بسورة الأحقاف "لو كانوا خيرا ما سبقونا إليه "فهم يعتقدون أن الله لا يمكن أن يختار غيرهم لرسالته ،ويسأل :أليس الله بأعلم بالشاكرين والمراد أليس الرب بأعرف بالمهتدين مصداق لقوله بسورة القصص"وهو أعلم بالمهتدين "؟والغرض من السؤال إخبار القوم أنه يعرف من يشكره وليس بحاجة لما يزعمون والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم "المعنى وإذا أتاك الذين يصدقون بأحكامنا فقل الخير لكم ،فرض إلهكم على ذاته الخير أنه من فعل منكم ذنبا عمدا ثم استغفر من بعد إذنابه وأحسن فأنه عفو نافع له،يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا جاءه الذين يؤمنون بآيات الله والمراد إذا أتاه الذين يصدقون بأحكام الرب فعليه أن يقول لهم :سلام عليكم أى الرحمة لكم والمراد الخير لكم ،كتب ربكم على نفسه الرحمة والمراد فرض إلهكم على ذاته الخير أى أوجب خالقكم على ذاته النفع وهذا الواجب هو أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده والمراد أنه من فعل منكم فاحشة بقصد ثم استغفروا من بعد فعل الفاحشة فإنه غفور رحيم والمراد فإنه عفو عنه نافع له مصداق لقوله بسورة آل عمران"الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم استغفروا لذنوبهم ".
"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين "المعنى وهكذا نبين الأحكام ولتعرف دين الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى إنزال الوحى يفصل الآيات أى يبين الأحكام وهى حدود الله مصداق لقوله بسورة النور"وكذلك يبين الله لكم الآيات"وقوله بسورة البقرة"وتلك حدود الله يبينها "ويبين له أنه سيتبين سبيل المجرمين والمراد سيعرف نجد أى دين الكافرين من خلال معرفته بنجد أى بدين الله فما يخالفه هو دين الكافرين مصداق لقوله بسورة البلد"وهديناه النجدين".
"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين "المعنى قل إنى زجرت أن أطيع الذين تطيعون من غير الله قل لا أطيع شهواتكم قد خسرت وما أنا من المرحومين ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن اتبع الذين تعبدون من سوى الله مصداق لقوله بسورة يونس"فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله"وهذا يعنى أن الله حرم عليه طاعة دين غير دين الله ،ويطلب منه أن يقول لا أتبع أهواءكم والمراد لا أطيع شهواتكم وهى ظنونكم وهذا يعنى أنه لا يتبع أى دين من أديان الكفر ،قد ضللت أى قد خسرت وما أنا من المهتدين أى وما أنا من المرحومين وهذا يعنى أنه يخسر الجنة ولا يكون ضمن المرحومين وهم الداخلين الجنة .
"قل إنى على بينة من ربى وكذبتم به ما عندى ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين "المعنى قل إنى على دين من خالقى وكفرتم به ،ليس لدى الذى تطالبون به ،إن القضاء إلا لله يقول العدل وهو أحسن الحاكمين،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :إنى على بينة من ربى والمراد إنى أسير على حكم من خالقى وكذبتم به والمراد وكفرتم بحكم الله ،هذا يعنى أنه يسير على دين الله المستقيم مصداق لقوله بسورة الأنعام"قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما "،ما عندى ما تستعجلون به والمراد ليس فى وسعى الذى تطالبون به وهذا يعنى أن النبى (ص)ليس فى قدرته إنزال العذاب الذى يطالبون به مصداق لقوله بسورة العنكبوت"ويستعجلونك بالعذاب"،إن الحكم وهو الأمر وهو القضاء إلا لله مصداق لقوله بسورة الرعد "لله الأمر جميعا"،يقص الحق والمراد يقضى الله العدل مصداق لقوله بسورة غافر"والله يقضى بالحق"وهو خير الفاصلين والمراد وهو أحسن الفاتحين وهم الحاكمين بالعدل مصداق لقوله بسورة الأعراف"وأنت خير الفاتحين "والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"قل لو أن عندى ما تستعجلون به لقضى الأمر بينى وبينكم والله أعلم بالظالمين "المعنى قل لو أن لدى الذى تطالبون به لانتهى الخلاف بينى وبينكم والرب أعرف بالكافرين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :لو أن عندى ما تستعجلون به والمراد لو أنى فى قدرتى الذى تطالبون به وهو إنزال العذاب عليكم لقضى الأمر بينى وبينكم والمراد لانتهى الخلاف بينى وبينكم بإنزالى العذاب عليكم وهو القضاء عليكم والله أعلم بالظالمين والمراد والرب أعرف بالمفسدين وهم الكافرين مصداق لقوله بسورة يونس"وربك أعلم بالمفسدين "وهو أعلم بالمهتدين والخطاب للنبى(ص) ومنه للكفار.
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو يعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين "المعنى ولديه أخبار المجهول لا يعرفها إلا هو يعرف الذى فى اليابس والماء والذى تقع من ورقة إلا يعرف بها ولا بذرة فى طبقات التراب ولا طرى ولا جاف إلا فى سجل عظيم ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو والمراد ولدى الله أخبار المجهول لا يعرفها إلا هو وهذا يعنى أن الله يعرف كل أنباء المجهول وحده،يعلم ما فى البر والبحر والمراد يعرف الذى فى اليابس والماء وهذا يعنى معرفته كل ما فى الأرض ،وما تسقط من ورقة إلا يعلمها والمراد وما تقع من ورقة إلا يعرفها ولا حبة فى ظلمات الأرض والمراد ولا بذرة فى طبقات التراب ولا رطب أى ولا طرى ولا يابس أى ولا جاف من النبات إلا فى كتاب مبين والمراد إلا فى سجل عظيم وهذا يعنى أن كل ما يتحرك يعرف به الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للكفار كسابقه وتاليه.
"هو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون "المعنى هو الذى ينيمكم بالليل ويعرف الذى عملتم بالنهار ثم يحييكم فيه ليمضى موعد محدد ثم إليه عودتكم ثم يخبركم بالذى كنتم تفعلون،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :الله هو الذى يتوفاكم بالليل والمراد الرب هو الذى ينيمكم فى الليل وهو وقت النوم مصداق لقوله بسورة الزمر"والتى لم تمت فى منامها"ويعلم ما جرحتم بالنهار والمراد ويعرف الذى عملتم فى النهار وهو وقت الصحو ثم يبعثكم فيه والمراد ثم يحييكم فى النهار أى"يرسل الأخرى إلى أجل مسمى "كما قال بسورة الزمر والسبب ليقضى أجل مسمى أى ليمضى موعد محدد والمراد ليعيش الصاحى عمره المحدد عند الرب ثم إليه مرجعكم والمراد ثم إلى جزاء الله عودتم وينبئكم بما كنتم تعملون والمراد ويخبركم بالذى كنتم تفعلون مصداق لقوله بسورة الأنعام"ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ".
"وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون "المعنى وهو الغالب لخلقه ويبعث لكم حماة حتى إذا أتت أحدكم الوفاة نقلته مبعوثينا وهم لا يخالفون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس والله هو القاهر فوق عباده والمراد الغالب لخلقه وهذا يعنى أنه يمضى حكمه فيهم فلا يقدر أحد منهم على رده،ويرسل عليكم حفظة والمراد ويبعث لكم حماة وهذا يعنى أن الله يخلق حافظ فى كل نفس مصداق لقوله بسورة الطارق"إن كل نفس لما عليها حافظ "هو العقل أى البصيرة مصداق لقوله بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة " وهو يحمى الإنسان من عذاب الله حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا والمراد حتى إذا حضرت أحدكم الوفاة أماته رسولنا وهو ملك الموت مصداق لقوله بسورة السجدة"قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم "وهم لا يفرطون أى وهم لا يعصون الله ما أمرهم مصداق لقوله بسورة التحريم"لا يعصون الله ما أمرهم "والموت هو نقل من الدنيا لعالم الغيب أى من حياة لحياة أخرى والخطاب للنبى (ص)ومنه للكفار وكذا ما بعده.
"ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "المعنى ثم عادوا إلى الرب إلههم العدل ألا له الأمر وهو أعدل المجازين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :ثم ردوا إلى الله والمراد ورجعوا إلى جزاء الله مصداق لقوله بسورة السجدة"ثم إلى ربكم ترجعون "والله هو مولاهم الحق والمراد إلههم العادل ،ألا له الحكم وهو القضاء أى الأمر الفصل مصداق لقوله بسورة الرعد "لله الأمر جميعا"وهو أسرع الحاسبين والمراد "خير الحاكمين"كما قال بسورة الأعراف وهذا يعنى أنه أفضل المجازين وهم الحكام العادلين .
"قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين "المعنى قل من ينقذكم من أضرار اليابس والماء تنادونه جهرا وسرا لئن أنقذنا من الأضرار لنصبحن من المطيعين لك ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل للناس:من ينجيكم من ظلمات البر والبحر والمراد من ينقذكم من أضرار اليابس والماء مصداق لقوله بسورة الإسراء"وإذا مسكم الضر فى البحر "فالظلمات يقصد بها أنواع الأذى فى اليابس والماء ،تدعونه تضرعا وخفية والمراد تنادونه علنا وسرا وهذا يعنى أنهم ينادون الله فى العلن وفى السر ليكشف الضرر فيقولون لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من الأضرار لنصبحن من الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين "وهذا يعنى أنهم يشترطون لشكر الله رفع الظلمات وهى الأضرار عنهم وهذا دليل على عدم جديتهم فى شكرهم الله .
"قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون"المعنى قل الرب ينقذكم منها ومن كل أذى ثم أنتم تكفرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يجيب على السؤال فى الآية السابقة فيقول :الله ينجيكم منها ومن كل كرب والمراد الرب ينقذكم من الظلمات ومن كل أذى أخر وهذا يعنى أن الله وحده هو المنجى وليس غيره،ويبين لهم أنهم بعد إزالة الظلمات وهى الأضرار يشركون أى يكفرون بحكم الله رغم أنهم اشترطوا على الله إزالة الظلمات ليؤمنوا بحكمه والخطاب للنبى(ص)وما قبله وما بعده ومنه للكفار.
"قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا أو يذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون "المعنى قل هو المستطيع أن يرسل عليكم عقابا من أعلاكم أو من أسفل أقدامكم أو يجعلكم فرقا أى يطعم بعضكم أذى بعض ،اعلم كيف نبين الأحكام لعلهم يطيعون ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار:الله هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم والمراد الله هو المستطيع أن ينزل عليكم عقابا من أعلاكم مثل الريح والحجارة التى ترميها الطير ،أو من تحت أرجلكم والمراد أو من أسفل أقدامكم مثل الزلازل ،أو يلبسكم شيعا والمراد أو يخلقكم فرقا بعد أن كنتم متحدين وفسر هذا بقوله أو يذيق بعضكم بأس بعض والمراد ويسوم بعضكم أذى بعض وهذا يعنى أن الشيع نتيجة معاداة بعضها تحارب بعضها دفاعا عن اعتقادها وهو دينها،ويطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف يصرف الآيات والمراد أن يعلم كيف يبين الأحكام مصداق لقوله بسورة المائدة"انظر كيف نبين لهم الآيات"والسبب لعلهم يفقهون أى لعلهم يتذكرون مصداق لقوله بسورة البقرة "ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون "أى لعلهم يطيعون الأحكام وطلب النظر من الرسول(ص)غرضه أن يعرف كفر القوم رغم وضوح الحق .
"وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون "المعنى وكفر به شعبك وهو العدل قل لست لكم بحفيظ ،لكل أمر حين وسوف تعرفون ،يبين الله لنبيه(ص)أن القوم وهم الناس فى عصره كذبوا به والمراد كفروا بالقرآن وهو الحق أى العدل من ربهم ،ويطلب منه أن يقول لهم لست عليكم بوكيل أى "وما أنا عليكم بحفيظ"كما قال بسورة الأنعام وهذا يعنى أنه ليس حامى لهم من عذاب الله،لكل نبأ مستقر والمراد لكل أمر وقت ومكان وقوع وسوف تعلمون والمراد وسوف تعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه "كما قال بسورة هود ومن هو على الحق والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس .
"وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين "المعنى وإذا علمت الذين يكفرون بأحكامنا فانصرف عنهم حتى يتكلموا فى كلام سواه وإما يغويك الهوى فلا تجلس بعد التفكر مع الناس الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا رأى الذين يخوضون فى آيات الله فعليه أن يعرض عنهم والمراد إنه إذا سمع الذين يستهزءون أى يكفرون بأحكام الله فعليه ألا يقعد معهم مصداق لقوله بسورة النساء"وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزىء فلا تقعدوا معهم"حتى يخوضوا فى حديث غيره والمراد حتى يتكلموا فى موضوع غير الكفر بالقرآن وهذا يعنى إباحة الجلوس مع الكفار فى حالة عدم كلامهم فى الكفر بالقرآن ،ويبين له أنه إذا أنساه الشيطان والمراد إذا أغواه الهوى وهو الشهوات فى نفسه فجلس مع الكفار الذين يكفرون بآيات الله فعليه ألا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين والمراد فعليه ألا يجلس بعد التفكر وهو تذكر حكم الله والإستغفار من ذنب الجلوس مع الكافرين بحكم الله والخطاب للنبى وما بعده وما بعده(ص) .
"وما على الذين يتقون من حسابهم من شىء ولكن ذكرى لعلهم يتقون "المعنى وما على الذين يطيعون من عقابهم من عقاب ولكن بلاغ لعلهم يطيعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن ما على الذين يتقون من حسابهم من شىء والمراد أن ما على الذين يطيعون حكم الله وهم المهتدين من عقاب الكفار من بعض عقابهم ولكن هذا ذكرى لعلهم يتقون والمراد ولكن هذا القول هو بلاغ "لعلهم يفقهون"كما قال بسورة الأنعام والمراد لعل الكفار يسلمون أى يطيعون حكم الله .
"وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله من ولى ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون "المعنى ودع الذين جعلوا حكمهم انشغالا أى تنافسا وخدعتهم المعيشة الأولى وبلغ به كى لا تهلك نفس بما عملت ليس لها من سوى الرب من ناصر أى منقذ وإن تدفع كل مال لا يقبل منها أولئك الذين خسروا بالذى فعلوا لهم سقاء من غساق وعقاب شديد بالذى كانوا يظلمون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا والمراد أن يدع أى أن يعرض عن التعامل مع الذين جعلوا حكمهم انشغالا أى تنافسا فى الشهوات مصداق لقوله بسورة النجم"وأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا"وغرتهم الحياة الدنيا والمراد وخدعت الكفار أمتعة المعيشة الأولى،ويطلب منه أن يذكر به والمراد أن يبلغ الوحى للناس والسبب أن تبسل نفس بما كسبت والمراد كى لا تعاقب نفس بالذى فعلت إن أطاعت الوحى،ليس لها من دون الله من ولى ولا شفيع والمراد ليس للإنسان من غير الرب من واقى من العذاب أى منقذ منه مصداق لقوله بسورة الرعد"ما لك من ولى ولا واق"ويبين له أن الإنسان إن يعدل كل عدل لا يؤخذ منه والمراد إن يدفع الإنسان كل مال معه ليمنع عنه الله العذاب لا يقبله الله منه مصداق لقوله بسورة البقرة"ولا يقبل منها عدل"،ويبين له أن أولئك وهم الكفار هم الذين أبسلوا بما كسبوا والمراد هم الذين خسروا بالذى عملوا وهو الكفر لهم شراب من حميم والمراد لهم سائل للسقى هو الغساق مصداق لقوله بسورة النبأ"لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا"ولهم عذاب أليم والمراد لهم عقاب مهين مصداق لقوله بسورة لقمان"أولئك لهم عذاب مهين "والسبب فى هذا ما كانوا يكفرون والمراد الذى كانوا يعملون من الظلم وهو الكفر .
"قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين "المعنى قل أنطيع من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرجع إلى كفرنا بعد أن رحمنا الرب كالذى استغوته الشهوات فى الدنيا كافر له أصدقاء ينادونه إلى الحق آمن معنا ،قل إن دين الله هو الحق وأوصينا أن نطيع إله الكل ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس:أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا والمراد هل نعبد من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والمراد ونعود إلى ديننا السابق وهو الكفر بعد أن نفعنا الله بدينه؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن الآلهة التى يعبدونها لا تفيد ولا تؤذى ومن ثم فلا فائدة منها وإنما الفائدة فى دين الله،فلو عبدناهم لكنا كالذى استهوته الشياطين فى الأرض والمراد كالذى استغوته أى أضلته الشهوات فى البلاد حيران أى كافر بحكم الله له أصحاب يدعونه إلى الهدى والمراد له أصدقاء ينادونه لطاعة الحق يقولون له :ائتنا أى أمن معنا بحكم الله ،ويطلب منه أن يقول لهم:إن هدى الله هو الهدى والمراد إن حكم الرب هو العدل أى إن دين الرب هو الحق وأمرنا لنسلم لرب العالمين والمراد وأوصينا أن نطيع حكم إله الكل أى وأوصينا أن نعبد الله مصداق لقوله بسورة البينة "وما أمروا إلا ليعبدوا الله " والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للكفار.
"وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذى إليه تحشرون "المعنى وأن أطيعوا الدين أى اتبعوه وهو الذى إليه ترجعون ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :وأن أقيموا الصلاة والمراد "أن أقيموا الدين"كما قال بسورة الشورى والمراد أن اتبعوا حكم الله وفسر هذا بقوله اتقوه أى اتبعوا حكمه وهو الذى إليه تحشرون والمراد والله هو الذى إلى جزائه ترجعون مصداق لقوله بسورة الأنعام"ثم إليه يرجعون ".
"وهو الذى خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ فى الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير "المعنى وهو الذى أنشأ السموات والأرض للعدل ويوم يوحى تواجد فيصبح وحيه الواقع وله الحكم يوم ينادى فى البوق عارف المجهول والمعلوم وهو القاضى العليم ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس والله هو الذى خلق أى "فطر السموات والأرض "كما قال بسورة الأنعام والمراد الله الذى أنشأ السموات والأرض بالحق والمراد للعدل ويوم يقول كن فيكون قوله الحق والمراد يوم يوحى الله أصبح فيصبح وحيه الواقع وهذا يعنى أن أى شىء يقول الله له كن يخلق فى الواقع على الفور وله الملك وهو الحكم مصداق لقوله بسورة الأنعام"ألا له الحكم"يوم ينفخ فى الصور والمراد يوم ينقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقر"والمراد يوم ينادى فى البوق عالم الغيب والشهادة والمراد عارف المجهول والمعلوم وهو الحكيم الخبير والمراد وهو القاضى بالحق العليم بكل شىء والخطاب للنبى(ص)"ومنه للكفار.
"وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إنى أراك وقومك فى ضلال مبين"المعنى وقد قال إبراهيم (ص)لوالدة آزر أتعبد تماثيل أربابا إنى أعرفك وناسك فى كفر عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال لأبيه وهو والده آزر :أتتخذ أصناما آلهة ؟والمراد هل تعبد تماثيلا أربابا؟مصداق لقوله بسورة مريم"يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا" إنى أراك وقومك فى ضلال مبين والمراد إنى أعلمك وشعبك فى جهل كبير ،وهذا يعنى أنه يخبر والده أن دينه وهو عبادة الأصنام كأرباب هو كفر أى كفر يجب التخلص منه للأبد والخطاب للنبى(ص)وما بعده لنهاية القصة ومنه للناس .
"وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين"المعنى وهكذا نعلم إبراهيم (ص)حكم السموات والأرض وليصبح من المؤمنين ،يبين الله لنبيه (ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى عبادة الله وحده يرى الله إبراهيم (ص)ملكوت السموات والأرض والمراد يعرف الله إبراهيم(ص)حكم وهو دين مخلوقات السموات والأرض والسبب أن يكون من الموقنين والمراد أن يصبح من المؤمنين بدين الله.
"فلما جن عليه الليل رآ كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين"المعنى فلما دخل عليه الظلام شاهد نجما قال هذا إلهى فلما غاب قال لا أود الغائبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)لما جن عليه الليل والمراد لما زحف على مكان وجوده ظلام الليل رأى كوكبا والمراد شاهد نجما فى السماء فقال هذا ربى أى خالقى فلما أفل أى غاب عن بصره قال لا أحب الآفلين والمراد لا أعبد الغائبين وهذا يعنى أنه عرف أن الإله لا يغيب وإنما هو موجود دائم ولذا رفض الكوكب الغائب عن الوجود كرب.
"فلما رأ القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين "المعنى فلما شاهد القمر ظاهرا قال هذا إلهى فلما غاب قال لئن لم يعرفنى إلهى لأصبحن من الناس الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)لما رأى القمر بازغا والمراد لما شاهد القمر ساطعا فى السماء قال هذا ربى أى هذا خالقى فلما أفل أى غاب كالنجم قال:لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين والمراد لئن لم يعرفنى خالقى دينه لأصبحن من الناس الكافرين وهذا يعنى أنه عرف أن الرب واجب عليه أن يعرف نفسه ودينه للخلق حتى لا يضلوا كغيرهم .
"فلما رأ الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إنى برىء مما تشركون"المعنى فلما شاهد الشمس ساطعة قال هذا خالقى هذا أعظم فلما غابت قال يا شعبى إنى معتزل للذى تعبدون ،يبين الله لنبيه (ص) أن إبراهيم (ص) لما رأى الشمس بازغة والمراد لما شاهد الشمس ظاهرة فى السماء قال هذا ربى أى هذا إلهى فلما أفلت أى غابت عن بصره عرف أنها ليست الرب لأنه لا يغيب فقال لقومه :يا قوم أى يا شعبى :إنى برىء مما تشركون والمراد إنى معتزل للذى تدعون سوى الله مصداق لقوله بسورة مريم "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ".
"إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين "المعنى إنى أسلمت نفسى للذى خلق السموات والأرض مسلما وما أنا من الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال لقومه :إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض والمراد إنى أسلمت نفسى للذى "خلق السموات والأرض"كما قال بسورة الأنعام حنيفا أى مسلما والمراد مستمر الإسلام له وما أنا من المشركين أى الكافرين بدين الله .
"وحاجه قومه قال أتحاجونى فى الله وقد هدان ولا أخاف مما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيئا وسع ربى كل شىء علما أفلا تتذكرون"المعنى وجادله شعبه قال أتجادلوننى فى دين الرب وقد علمنى ولا أخشى من الذى تعبدون معه إلا أن يريد إلهى أمرا،أحاط إلهى بكل أمرا معرفة أفلا تفهمون؟،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)حاجه قومه والمراد جادله شعبه بالباطل فقال لهم أتحاجون فى الله والمراد أتجادلوننى فى دين الله أى تكذبون حكم الله وقد هدان أى علمنى حكمه الحق؟وهذا يعنى أنه يقول لهم أن جدالهم باطل،وقال ولا أخاف مما تشركون به والمراد ولا أخشى من الذى تعبدون مع الله أذى إلا أن يشاء ربى شيئا والمراد إلا أن يريد خالقى خوفا يحدث منى وهذا يعنى أنه لا يخاف من الأرباب المزعومة أى أذى إلا ما أراد الله أن يقع منه من خوف الأرباب المزعومين،وسع ربى كل شىء علما والمراد أحاط إلهى بكل أمرا معرفة أى "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين"كما قال بسورة يونس فهو لا يغيب شىء عن علمه ،أفلا تتذكرون أى "أفلا تعقلون"كما قال بسورة الصافات والغرض من السؤال إخبارهم بوجوب التعقل وهو الإيمان بالإسلام .
"وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "المعنى وكيف أخشى الذى عبدتم مع الله ولا تخشون أنكم عبدتم مع الرب الذى لم يوحى به لكم وحيا فأى الجماعتين أولى بالسعادة إن كنتم تعرفون ؟،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال للقوم:وكيف أخاف ما أشركتم والمراد وكيف أخشى أذى الذى عبدتم مع الله ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا والمراد ولا تخشون أذى الله مع أنكم عبدتم مع الرب الذى لم يوحى به لكم وحيا ؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنه لا يخاف من أربابهم المزعومة الذين لم يوحى الله لهم وحيا يبيح عبادتهم معه ،وقال فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون والمراد فأى الجماعتين أولى بالسرور إن كنتم تعرفون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الأحق بالأمن وهو السعادة وهى اطمئنان القلب لعدم وجود الأذى هو من يعبد الله .
"الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "المعنى الذين صدقوا حكم الله ولم يخلطوا عملهم بكفر أولئك لهم السعادة وهم مرحومون ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)أجاب على السؤال الذى سأله للكفار فقال:الذين أمنوا أى الذين صدقوا حكم الله ولم يلبسوا إيمانهم بظلم والمراد ولم يضيعوا إسلامهم بكفرهم وهذا يعنى أنهم لم يكفروا بعد إسلامهم أولئك لهم الأمن وهو السعادة أى الصلوات أى الرحمة أى الجنة وهم مهتدون أى مرحومون أى متمتعون بنعم الجنة مصداق لقوله بسورة البقرة"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
"وتلك حجتنا أتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم "المعنى وذلك وحينا أعطيناه إبراهيم (ص) من شعبه،نزيد عطايا من نريد إن إلهك قاضى خبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن تلك وهى حكم الله هى حجة الله وهى وحى الرب أتاها إبراهيم على قومه والمراد اختص الله بها إبراهيم(ص)من وسط شعبه وهذا يعنى أنه الله اختار إبراهيم(ص)رسولا من وسط قومه فأنزل عليه الوحى ،ويبين له أنه يرفع درجات من يشاء والمراد يزيد عطايا من يريد من خلقه أى ينزل الآيات إلى من يشاء من عباده مصداق لقوله بسورة النحل"ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده "،ويبين له أن ربه وهو خالقه حكيم أى قاضى بالحق عليم أى خبير بكل شىء[/align]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع