العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-22-2010, 06:59 PM
سحر سحر غير متواجد حالياً
مشرف
 


افتراضي تعلموووووووووا من تركيه ياعرب

الدولة القوية

بقلم لميس الحديدى
أجبرت تركيا إسرائيل – بكل غطرستها – على الاعتذار، لمجرد أن سفيرها لم يعامل بلباقة فى تل أبيب.. ذلك هو نموذج الدولة القوية التى تحترم مسؤوليها فيحترمها العالم.

والحكاية ببساطة أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى أيالون قد استدعى السفير التركى فى تل أبيب للاعتراض على أحداث مسلسل تركى يعرض على التليفزيون التركى «وادى الذئاب»، يكشف عن ممارسات أجهزة الأمن الإسرائيلى الداخلى «الشين بيت» واختطافها الأطفال وقتلها المسنين الفلسطينيين..

وتعمد أيالون إهانة السفير، حيث استدعى الصحافة لتصوره وقد طال انتظاره فى ردهة المكتب، ثم جلوسه على مقعد أكثر انخفاضا من مقعد أيالون، ورفض مصافحته ثم إبعاد موظف الضيافة الذى دخل المكتب لتقديم الشاى والقهوة كما هو معتاد.. كل ذلك على مرأى ومسمع من الصحافة الإسرائيلية.. وخرج السفير بعد المقابلة ليقول إنه لم يتعرض فى حياته لمثل هذه الإهانة.

هل سكتت حكومته؟! هل قالت المسامح كريم «معلهش» نحن الدولة الكبرى؟!.. لا، بل فى مؤتمر صحفى بالخارج، خرج رئيس الوزراء التركى أردوغان ليهدد بسحب السفير، بل بقطع العلاقات.

اضطر أيالون «المتغطرس» للاعتذار الرسمى.. لكن تركيا لم يعجبها الاعتذار.. واعتبرته غير كاف، وخرج عبدالله جول، الرئيس بنفسه ليقول إنه ما لم تتخذ إسرائيل خطوات أخرى فإنه سيتم استدعاء السفير إلى أنقرة على أول طائرة صباح اليوم التالى!

هل اكتفت تركيا بذلك؟! لا، فقد قالت الصحافة التركية إن الرئيس «جول» ورئيس الوزراء أردوغان لن يلتقيا وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك خلال زيارته أنقرة – المقررة سلفا – وقد برر جول رفضه اللقاء «بالانشغال بمواعيد أخرى»!! وعلى الرغم من الحفاوة التى استقبل بها باراك عند وصوله، إلا أن مستوى المستقبلين لم يكن رفيعا: سفراء، معاون حاكم أنقرة.. يعنى مستوى نائب محافظ القاهرة بالكاد.

هكذا تكون الدول القوية.. إن الحكاية لم تتعد إهانة سفير من نائب وزير خارجية وكان يمكن الرد عليها بالمثل.. لكن قوة تركيا وأهميتها فى المنطقة وانتفاض مسؤوليها بقوة للتلويح بالعقاب جعل دولة مثل إسرائيل تخر عن بكرة أبيها معتذرة، متأسفة، متراجعة عن غطرستها المعهودة.

لم نتحدث هنا عن جنود يقتلون على الحدود، أو وزير خارجية إسرائيلى صفيق يتعدى بكلمات وقحة على كبار المسؤولين المصريين، أو دولة عربية «شقيقة» تعتدى على مصالح مصرية لديها على أرضيها، وتطلق صحافتها «المسعورة» لتسب وتلعن أكبر وأصغر مسؤول فى مصر.. أو دول أخرى «شقيقة برضه» تعامل مواطنينا بأدنى مستويات المعاملة.. إنها مجرد مضايقة لسفير.. لم تقبلها أنقرة لأن سفيرها هو بقدر رئيس جمهوريتها.. هو ممثل لها ولسيادتها ولاستقلال قرارها ولقوتها فى المنطقة.. حتى لو كانت لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

ما فعلته أنقرة هو رسالة واضحة لكل من يتجرأ أو يفكر أو تراوده أحلامه أو حتى أوهامه بأن يتعدى بلفظ أو إشارة قبل التعدى بالفعل على الكرامة التركية.. نموذج لدولة تعرف كيف تعلن مواقفها ولا تخاف من عواقبها، فتركيا لم تتراجع عن موقفها الرافض لاعتداءات إسرائيل على غزة وهو الموقف الذى تسبب فى توتر العلاقات بين البلدين منذ عام.. على الرغم من وجود علاقات دبلوماسية.

هذا هو نموذج الدول القوية.. والإشارة للصديق قبل العدو.. دول تحترم مسؤوليها ومبعوثيها، ومن قبل ذلك مواطنيها.. تقيم علاقات مع إسرائيل، لكنها تعرف كيف تكسر أنفها وقت اللزوم.. ولذا لزم التنوية.

التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تركيه, تعلموووووووووا, ياعرب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع