إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-17-2021, 01:24 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب واحشنى يا صديقى

فى مثل هذه الأيام منذ سبعة أعوام، كان الناس ينتظرون قدوم العام الجديد، ولا أحد يعرف ماذا يخبئ له هذا العام، أما أنا فكنت على عكس الجميع لا أنتظر شيئًا سوى أن يحمل العام الجديد الخير لأحبائى أبى وأمى وأسرتى، فنحن لا نشعر بقيمة الأعزاء فى حياتنا إلا عندما نفقدهم، فطول ما هم على قيد الحياة لا نشعر بقيمتهم الحقيقية وحجم حبهم فى قلوبنا، وهناك من الأبناء من يتأفف عندما يطلب منه أبوه وأمه طلبًا معينًا يؤديه لهما.. بل هناك من يهجرهما ولا يودّهما حتى فى مرضهما، وهذه حالات استثنائية، لكن الغالبية تكون مدركة حجم الحب للأب والأم، ولكن لا يعرفون أو يدركون كيفية تعبيرهم عن هذه المحبة.. وللأسف، لا يستيقظ الإنسان منا من غفوته إلا بعد فوات الأوان، والذى كان بالأمس لا يشعر بقيمة والده، اليوم وبعد وفاته يبحث عنه فى كل مكان.. ولا أخفى عليكم أننى أبحث عن أبى فى كل مكان.



فصديق العمر الذى كان بالأمس القريب أمامى أخاطبه وأناقشه وأجادله أحيانًا.. الآن أبحث عنه فى صورة فوتوغرافية أو فيديو سُجل فى ذكرى ميلاده، أو حتى فى ملابسه التى كان يرتديها قبل وفاته ووضعتها فى كيس بلاستيك لأحافظ على رائحته فيها.. اليوم وبعد مرور سبع سنوات على وفاته، فقدت الملابس عبق رائحة أبى وأصبحت بلا رائحة.. أبحث عنه فى ذكرى موقف ألمّ بى وأقول لنفسى «كان حيقولك إيه لو كان عايش».. هكذا يا أبى وبهذه البساطة بعد أن كنت أمامى ألمسك بيدى وأحتضنك هذا الحضن الدافئ الذى يضمد جروحى وآلامى ويعطينى أملًا وثقة فى النفس اليوم، أبحث عن رائحتك فى ملابس وساعة كنت ترتديها وزجاجة عطرك عندما أضع منها أشم رائحتك.. أو من خلال شريط ذكريات طويل بدأ منذ نعومة أظافرى، وصور لى معك بالأبيض والأسود ونحن على شاطئ المعمورة.. وصور لى بملابس المدرسة وأنت تصحبنى أنا وأخى إلى المدرسة صباحًا.. وصور لى فى حفل زفافى وأنا أقبلك وأمى الغالية.

الآن أعيش على الذكريات والصور والأحلام بعد أن فقدت الجسد والروح.. ولكن أريد أن أقول لكل إنسان لم يفقد أباه ومازال والده ووالدته على قيد الحياة: أرجوك لا تُضيّع هذه الفرصة العظيمة التى منحها الله لك وهى أن تكبر ووالداك على قيد الحياة، فلا تضيع لحظة واحدة دون أن تكون بجانبهما، لا تصدق أن مشاغل الحياة أهم منهما، فسوف يأتى عليك وقت تتمنى أن تراهما ولو للحظة أو ثانية واحدة.. ولكن سيكون ذلك مستحيلا، لأن عقارب الساعة لا تعود للخلف، ومن يرحل لن يعود.. بِرّوا آباءكم ولا تنسوا قوله تعالى (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا)، ولا تنسوهم بالدعاء أحياء وأمواتا، وزوروا قبورهم واقرأوا الفاتحة لآبائكم ولأبى، عسى أن يجمعنا الله معهم على خير.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع