إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2018, 06:36 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب ماما مديحة

كان شعور الفرحة يطغى علىّ وأنا أجلس معها فقد كنت أشعر أنى أجلس مع أمى فهى تنبض بالحنان والطيبة وكل المعانى السامية. فنانة عظيمة وكبيرة نذرت حياتها لتقديم رسالة سامية وتعلم على يديها أجيال وأجيال وكان لها دور كبير فى مجال العمل الخيرى والإنسانى. عندما دخلت منزلها لإجراء حوار معها بمناسبة عيد الأم شعرت أنى فى متحف فنى من كثرة التكريمات والدروع والشهادات التى تُحيط بى من كل جانب فمشوارها كان كبيرا وعظيما امتد لأكثر من سبعين عاماً لم نر لها إلا أعمالاً عظيمة حُفرت فى وجداننا جميعاً لأنها حينما كانت تجسد أدوارها لا تشعر أنها تمثل إنما تشعر أنها شخص قريب لك تراه فى حياتك العادية التى تعيشها. فقد جسدت جميع الأدوار الفنية باختلاف المراحل العمرية لها وجسدت من خلال تلك الأدوار واقع المرأة المصرية وطموحاتها فى تحقيق ذاتها.. كانت تتكلم دائماً بحب شديد عن زميلاتها وأصدقائها من الوسط الفنى فلقد كانت تعتبرهم أسرتها وأخواتها وأبناءها وبناتها وكانت تشعر أن حبهم لها هو ثروتها الحقيقية وأجمل ما تمتلك فى حياتها، فهم كانوا يعتبرونها أمهم الثانية.



وحكت لى وهى تضحك أحد المواقف لها مع عبد الحليم الذى كان يناديها بماما مديحة ويعتبرها مثل والدته فعلاً عندما دخل عند عبد الوهاب فى منزله وكانت هى تجلس هى ومحمد فوزى فدخل عبد الحليم ويقول ماما مديحة وجاء ليحضنها إلا أن محمد فوزى قال له «لا الكلام ده كان فى الفيلم بس مش هنا». كم كانت ضحكتها عذبة ونفسها هادئة تشعرك بطمأنينة أن الجمال لا يزال موجوداً بيننا. عندما سألتها عن من تعتز به أكثر من أولادها الفنانين قالت بحسم وبصدق الأم «صدقنى دول ولادى كلهم فأولادك لا تستطيع أن تقول أنا بحب فلان أكثر إنما أنا بهتم أكثر باللى بيتعب فيهم، فالحب بيزيد فى حالة ازمة نفسية لبنت من بناتى إنما كلهم عندى فى قلبى من جوه».

كانت ونعم الأم ونعم الإنسانة ونعم المرأة التى تعتد بنفسها وبكرامتها وبعزة نفسها. أذكر إجابتها جيداً عندما سألتها عند بدايتها وكم كانت محظوظة بالعمل مع فنانين كبار مثل محمد عبد الوهاب ومحمد فوزى فمن منهم أثر فى حياتك؟ ردت وقتها بكل شموخ وثقة بالنفس وقالت «أنا ما حدش يأثر عليا أنا اللى أأثر على الغير أنا ليا مبدئى وأخلاقياتى وثقافتى لست مجبرة أن أعمل أى حاجة ولوحد قالى زعلانة ليه برد عليه». «أنا لا أشكو فالشكوى انحناء.. أنا لا أشكو فدم عروقى كبرياء» كلمات لخصت فلسفتها فى الحياة وأكدتها هى بقولها: «هذه طبيعتى عمرى ما زعلت من حد، عمرى ما لُمت حد، عمرى ما حسيت بمنافسة مع حد». رحلت العظيمة مديحة يسرى من دنيانا بجسدها لكنها باقية بأعمالها وبتراثها الفنى الذى أثرت به السينما المصرية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع