إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:51 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر (9) أحلام اليقظة



فى فترة وجودى مع أبى فى ألمانيا فى منتصف شهر نوفمبر الماضى بدأت أعيد اكتشافه.. فالإنسان منا يعيش مع والديه سنوات طويلة.. ولكن عندما يقترب منهما وبمعنى أدق يصاحبهما.. يبدأ يكتشف أنه لم يكن يعرفهما جيدا ولم يتأملهما ويتعمق فى شخصياتهما.. بل يكتشف أنه نادم على كل لحظة مرت عليه فى حياته وهو بعيد عن أبيه وأمه.. كان يقول لى: لا أنسى عندما كنت أنزل من فم الخليج علشان أروح أجيب الفطار لى ولإخوتى عبارة عن حلة فارغة أذهب بها إلى بائع الفول وأعود حتى نفطر.. كان يحكى لى عن والده بسعادة واشتياق.. ويحكى لى عن خاله حسن وكيف كان قريبا لقلبه ويحكى لى عن والدته ستى نفيسة، ويأخذ الحوار بيننا ساعات طويلة طوال الليل ولا تخلو ذاكرته وحكاياته عندما يتذكر أيام عمله ضابط شرطة فى الفيوم وكيف كان لديه كلب وفى اسمه (ستيف).. وينساب شريط الذكريات مع أبى ونحن نجلس فى هذا الفندق الصغير فى ميونخ بجانب المستشفى.. وهو يحكى لى عن ذكرياته مع أمى وكيف تزوجها فى نهاية الستينات وشهر العسل الذى قضياه فى رأس البر.. الغريب أن أبى كانت ذكرياته مختلفة بين الماضى البعيد والماضى القريب..
وكانت أجمل ذكرياته مع أمى وكيف كافحا معا بعد أن استقال هو من البوليس وكانت أمى تعمل محاسبة فى بنك مصر.. وفجأة يتحول الحوار إلى: فاكر عمك صلاح ذوالفقار لما كنا بنصيف مع بعض فى مراقيا.. فأرد عليه: إنت كنت بتحب عمو صلاح أوى فيقول أبى: كان عمك صلاح أستاذى فى كلية الشرطة.. ولما أنا مسكت قطاع الإنتاج كنت بقولّه دائما أستاذى وصديقى.. وينتهى الكلام عند هذه اللحظات.. وأنا بقولّه: مش حنّام فيرد علىّ: تصبح على خير. ينام أبى فى السرير الذى بجانبى وطول الليل أسمعه وهو يتكلم وينادى أسماء أتصور أنهم رحلوا عن عالمنا.. فأفزع وأقول له: بابا بابا مالك.. فيستيقظ من نومه مفزوعا.. يقول لى فيه إيه يا عمرو خضتنى.. قلت له: انت أصلك كنت بتتكلم وانت نايم وبتنادى على ناس معينة.. قال لى: بصراحة شفت حلم جميل.. شفت خالى حسن وشفت خالاتى. اندهشت.. فجميع من رآهم كانوا أمواتا.. وبعدها قال لى: لكن الظاهر العملية قربت.. قلت له: عملية إيه.. ضحك وقال لى: ياللا حسن الختام.. أبديت اعتراضى بوجهى.. فعاجلنى بكلماته.. تعرف يا عمرو نفسى فى إيه.. فقلت له: نفسك فى إيه يا بابا.. رد قائلا: نفسى أموت كده طاخ فجأة.. علشان يا ابنى.. لا أتعب ولا أتعبكم معايا.. وكان ذلك يوم 17 نوفمبر عام 2013، ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة واستجاب الله له ومات بعدها بأيام وهو نائم على سريره فى القاهرة فلم يتعب ولم يتعب أحدا.. إلا بفراقه.. وللحديث عن صديق العمر بقية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع