إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:54 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر ويوم فى القبر



اعتدت طوال حياتى على زيارة القبور بل والوقوف على دفن الأموات وتغسيلهم وتكفينهم ودفنهم فى القبر.. وقد اكتسبت هذه الخبرة منذ أن كنت طفلاً صغيراً.. ففى عام 1979 قرر صديق العمر والدى رحمه الله أن يبنى له قبرا فى منطقة مصر الجديدة.. وكان كل يوم جمعة يصحبنى أنا وأخى شريف، رحمه الله، إلى المقابر ليتابع المراحل التى وصل إليها (المقاول) الذى يبنى المقبرة.. وكنت أنا وشريف نعتبر هذه الزيارة فسحة يوم الجمعة، لم نكن ندرك وقتها حساسية المكان الذى نحن فيه.. والأغرب جاء شريف مرة وقال لى عمرو متيجى ندخل المقبرة اللى جنبنا دى.. دى مفتوحة وننزل تحت نشوف فيها إيه!! وفى الواقع وأثناء انشغال أبى بالحديث مع المقاول دخلت أنا وأخى شريف المقبرة المجاورة لنا ونزلنا إلى أسفل بمنتهى البساطة والسلاسة ونحن لا نفهم شيئاً عما يحدث فى القبر وكيف يدفن الميت.. وفى تلك اللحظات جاءنا التربى بتاع المنطقة يسألنا: انتم بتعملوا إيه يا ولاد؟ فقلنا له: بنلعب.. وهنا بادرت بسؤاله: هو هنا بيحصل إيه؟
فرد التربى وكان اسمه (عم شعبان): إحنا هنا بنحط الميتين.. وبادره شريف وسأله: بتحط الميت فين؟ وبدأ عم شعبان يشرح لى ولشريف إزاى بيدفنوا الموتى ونحن داخل غرفة القبر تحت الأرض، وبدأ يشير إلى أن هذه الغرفة اللى إحنا واقفين فيها للرجال، وأشار بيده للناحية الأخرى وهناك غرفة السيدات.. وانتابنى أنا وشريف شعور بالرهبة، لم يدم طويلاً بعد أن خرجنا من القبر وبابا سألنى وسأل شريف: انتم إيه اللى نزلكم تحت؟..
فرد شريف وكان يصغرنى بـ4 سنوات: كنا عاوزين يا بابا نعرف الميتين بيدفنوا إزاى، وهنا وقف أبى أمام كلمات شريف هذا الطفل الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره ويقول هذا الكلام.. المهم أصبحت أنا وشريف لا نخشى المقابر بل إن الأيام التى كان أبى لا يذهب فيها إلى المقبرة ليتابع بناءها كنا نقول له هو إحنا مش حنروح المقبرة.. فيرد مازحاً: انتم إيه فاكرنها النادى ولا إيه.. والغريب أنه بعد أن أتم المقبرة.. وطلب من عامل الرخام أن يكتب على مدخلها مدفن عائلة ممدوح الليثى ووضع اسمه واسم أمى واسم شريف واسمى.. توقفنا عن الزيارة والذهاب لهذا المكان، ولكن نسيت أن أقول لكم إن المقبرة التى بناها والدى ونزلتها أنا وأخى شريف دار بيننا حديث حولها أغرب من الخيال.. شريف بيقولى مين اللى حيدفن جنب الحيطة فأرد عليه ببساطة أنا فيرد علىّ شريف لا أنا.. وكان القبر بالنسبة لى ولشريف شيئا طبيعيا مثل أى شىء..
وكان صديق العمر رحمه الله يندهش من إصرارى وشريف على النزول إلى القبر فى كل مرة نذهب فيها.. إلا أنه وبعد مرور شهور قليلة على آخر زيارة لى ولشريف أخى إلى المقبرة.. عدنا إلى المقبرة.. لكن كان شريف قد توفى وتحققت نبوءة شريف أخى أنه هو الذى سيدفن جانب الحيط أول واحد ونزلت إلى المقبرة. ورفضت أن أخرج من المقبرة لكن بعدها صعدت إلى أعلى ولأول مرة يتم إغلاق القبر ويتم ردم التراب عليه وأبى المكلوم وأمى المكلومة ينزفان دموعا لكن بعدها بأيام أوصانى والدى وصية لى معها وقفات أخرى.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع