د عمرو الليثي يكتب حكايات عمر «5»

[على الشامى]

كان عمر بن الخطاب ثانى من تولى الخلافة بعد أول الخلفاء، سيدنا أبوبكر الصديق حيث عمل برنامجا انتخابيا وشرح للناس برنامجه بمنتهى الوضوح، وكان هذا البرنامج مكونا من ست نقاط، وكان ذلك فى أول خطبة، النقطة الأولى:ـ علم أن الناس كانت خائفة منه لأنه كان شديدا جدا وذلك معروف، فطمأنهم وقال لهم إنه كان كذلك وقت لين النبى صلى الله عليه وسلم ولين أبى بكر الصديق، فأنا كنت سيفهما يستخدمانى ويضعانى فى الغم، والآن وبعد وفاة كل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبى بكر الصديق فلم يبق عندى إلا اللين،
أما عن الشدة فهى تمثل عندى الاتزان، وكان الناس وقتها خائفين من شىء آخر وهو أن الشدة تطمئنهم على الجانب الأمين فقال لهم إن شدتى ازدادت أضعاف شدة زمان ولكنها على أهل الظلم الذين يظلمون الناس، أما الناس الذين يجتهدون ويعملون على بناء هذا البلد فأنا أضع وجهى على الأرض وأقول لهم ضعوا أقدامكم على وجهى، وذلك من كثرة تواضعى لكم. كذلك طمأنهم على أحوال الأمن وحدثهم أنه سيكون أكثر شدة على أى شخص يظلم الناس،
النقطة الثانية:ـ كانت عن الاقتصاد فقال لهم إنه سوف يزيد من المعطيات التى يعطيها لهم لأن الدولة فى مرحلة بناء ولابد أن يكون الناس راضين كى يتم البناء دون أى أعطال،
النقطة الثالثة: وكانت عن البطالة، أما النقطة الرابعة فهى: أن الولاة الذين يتم تعيينهم سوف يكونون من أهل العدل والقسط وفى الوقت نفسه لابد أن يكون عنده أسلوب لمراقبة هؤلاء الولاة إن لم يعدلوا معكم سوف أنكل بهم وإن عدلوا فسيتم ترقيتهم وسيكونون من المقربين، النقطة الخامسة: عن العلاقة الإنسانية بينه كحاكم وبين الرعية، فقال إن غاب الناس فى البعوث (الرجالة فى الجهاد غابوا) فأنا أبو أولادهم فبدأ يتكلم مع الرعية بمنتهى العطف، النقطة السادسة والأخيرة فى خطابه: فكانت عن القرب من الله فبدأ يكلمهم عن التزين أمام الله يوم العرض الأكبر، يوم لا تخفى عليه خافية فلابد من التقرب من الله.. هذه هى الخلاصة من البرنامج الانتخابى لسيدنا عمر بن الخطاب أثناء كلامه مع الناس.