إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-29-2009, 07:13 PM
lion hart lion hart غير متواجد حالياً
عضو VIP
 


إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى lion hart
افتراضي دموع في يوم عيد؟

دموع في يوم عيد

أقبل العيد وزُفّت بُشْراه وحنّت النفوس شوقا لذكراه


أقبل العيد ببهجته كالعادة فالناس في سرور بالغ وفرحة طاغية، يتبادلون التحايا ويتداولون الهدايا في جو من الاحتفال السعيد.
عاد العيد فاستقبلناه جميعا ضاحكين مستبشرين، لبسنا الجديد من الثياب وأكلنا اللذيذ من الطعام والشراب. وانخرطنا في زيارات لأهلنا وأحبابنا ولقاءات مع أصدقائنا وأصحابنا. هذا هو حال أغلب الناس في العيد، وكله حسن جميل بل هذا هو المقصود الأول من العيد ليعلم غيرنا أن في ديننا فسحة.
لكن مما ينغص فرحة العيد ويقطع متعة هذا اليوم السعيد، هو وجود بيوت قد خيم عليها الحزن في يوم العيد، ولم تعرف الفرحة طريقا إليها بسبب ظروف عابسة أحاطت بساكنيها، بيوت فيها إما أب مسجون أو يتيم محزون أو طفل محروم أو أرملة يائسة ... هؤلاء كيف ننساهم في غمرة الفرحة ونحن بين أهلنا وأطفالنا؟.
ينبغي ألا تصرفنا بهجة العيد وشواغله عن القيام بواجبنا نحو هؤلاء في هذا اليوم خاصة، هؤلاء المحتاجون المتلهفون إلى أبسط الأشياء وأقلها، قد لا يعلم بوجودهم كثير من الناس، لكن المؤمن الرحيم رقيق القلب يرى بؤسهم بعين قلبه، ويحس بمعاناتهم وإن غابوا عن ناظريه.
والله لا تكتمل فرحة المسلم وهو يرى ويسمع عن مظاهر الخذلان وصور الحرمان، بل كيف يطيب عيشه وتصفو حياته مع علمه أن إخوانه من المسلمين قد حزنوا في يوم يفرح فيه الناس، وسالت دموعهم في يوم عيد. من يمسح أحزانهم ويكفكف دموعهم؟ لا يفعل ذلك إلا أحد ثلاثة رجال همْ في الجنة قطعا كما أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- « أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ... وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ» رواه مسلم.
كل مسلم في قلبه مثقال ذرة من إيمان لا بد أن يرق لحال هؤلاء، وأن يعمل لا محالة على تقديم يد العون لهم مما قلّ أو كثُر. وإني لا أرى يوم العيد إلا امتحانا للأخوّة وبرهاناً على التكافل، هذا يومكم يا من تزعمون الحب في الله والأخوة في الله! هلاّ ترجمتم هذا الشعور النبيل إلى عمل إن كنتم صادقين. هل طرقتم أبواب المحتاجين من أقاربكم وجيرانكم؟ هل سألتم عن الأرامل وأطفالهن وكيف هم؟ هل تخيلتم أطفالاً عضّهم اليتم وغمسهم في الفقر والحرمان فهم يتطلعون إلى من يطرق عليهم الباب بهدية أو ثوب جديد؟.
هل خطر ببالكم الطفل الذي لم يجد أباً يقبله أو يمسح على رأسه ويبارك له العيد؟. هل تذكرتم الأرملة التي فاضت عيناها حزناً ألا تجد ما تنفقه على بناتها في هذا اليوم، وانفطر قلبها كمداً وهي تنظر إلى أطفالها فلا ترى على وجوههم فرحة العيد كغيرهم؟، فهي كما قال الشاعر:

أَثْوَابُهَا رَثَّةٌ والرِّجْلُ حَافِيَــــةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَــا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَا
المَوْتُ أَفْجَعَهَا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَـــــــا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَـمُّ أَضْنَـــــاهَا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـــــا
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـــا

فهل سخت نفوسكم بما يؤنسهم وينفس كربهم؟. أم هي الأثرة كالعادة والعضّ على الدرهم والدينار؟. عن أبي ذر رضي الله عنه قال : "ما على الأرض من صدقة تخرج حتى تفك عنها لحي سبعين شيطان كلهم ينهاه عنها"( ).

نقول لبعضنا: عيد مبارك سعيد، أين البركة وإلى جنبك جار جائع؟ أين السعادة وحولك أيتام يئنون؟ فالواجب علينا - كل من موقعه- إما أن نُشرك هؤلاء في أفراحنا وإما أن نشاطرهم أحزانهم. ولو أن أفراد المجتمع كانوا جميعهم سعداء في هذا اليوم السعيد، وفيهم واحد حزين لكان هذا خللا في المجتمع، بل لكان شقياً على الحقيقة وإن بدا سعيداً، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». رواه مسلم.
إن إدخال الفرح والسرور على إخوانك إنما هو من الدين، بل هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال -صلى الله عليه وسلم- : «وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ» حسنه الألباني. الله تعالى يحب إدخال السرور على المسلم. وجعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحب الأعمال إلى الله تعالى لماذا؟ لأنه يدخل إلى أعماق الإنسان، فهذا الفعل يمس القلب ويلامس الروح فيظهر أثره على أسارير الوجه. فانظر إلى هذا الرقي في المشاعر والرقة في المعاملة وحسن الذوق في المخالطة.
ولا أنسى وأنا في سياق الحديث عن الحرمان وضرورة إشراك إخواننا معنا في فرحة العيد، أن واجباً آخر علينا تجاه إخوان لنا على امتداد الأرض ممن حرموا فرحة هذا اليوم، وانتزعت الحروب أمنهم وراحتهم. فالعيد عندهم خوف وذعر، وقتل وأسر، وحاجة وفقر. وانقل طرْفك عبر بلادنا الإسلامية، فلن ترى إلا كما قال القائل:

فرح هنا وهُـناك قام المأتم
شعب ينـوح وآخر يتـرنم

هذا ما خطر ببالي لما تفكرت في يوم العيد، وأحببت أن أسجل ما حدثتُ به نفسي وأضمّنَه هذه السطور، فربما حرك قلوباً ناسية بالإحسان وأياديَ غافلة بالبذل. ولنذكر في هذا المقام صاحب الرغيف. وستكون قصة صاحب الرغيف هي هديتي إليكم بمناسبة العيد، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركة... وهاكم قصته:
عن أبي بردة قال: لما حضر أبا موسى (الأشعري) رضي الله عنه الوفاة قال: يا بني اذكروا صاحب الرغيف، قال: كان رجل يتعبد في صومعة أُراه قال: سبعين سنة، لا ينزل إلا في يوم أحد، قال: فنزل في يوم أحد، قال: فشبه الشيطان في عينه امرأة، فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال، قال: ثم كُشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا، فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد. قال: فآواه الليل إلى مكان عليه اثنا عشر مسكينا، فأدركه الإعياء فرمى بنفسه بين الرجلين منهم. وكان ثَم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة، فيعطي كل إنسان رغيفا، فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا، ومر على ذلك الذي خرج تائبا، فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا، فقال المتروك لصاحب الرغيف: مالك لمْ تعطني رغيفي؟ قال: تراني أمسكه عنك؟، سلْ هل أعطيت أحداً منكم رغيفين، قالوا: لا، قال: إني أمسك عنك والله لا أعطيك شيئاً الليلة. قال: فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه، فدفعه إلى الرجل الذي تُرك، فأصبح التائب ميتاً. قال: فوُزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فلم تزنْ، قال: فوُزن الرغيف بالسبع الليالي، قال: فرجح الرغيف، فقال أبو موسى: يا بني اذكروا صاحب الرغيف( ).


الموضوع منقول للعلم





بطاقة معايدة
إلى كل يتيم وإلى كل بائس فقير
وإلى كل محروم
كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم سعداء
كل عام وأنتم الأفضل

التوقيع:

إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك .. وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً .. فلا تبحث عن اخر أطفأه وإذا لم تجد من يغرس في أيامك ورده .. فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى

http://forum.sh3bwah.maktoob.com/up/...1840644708.swf
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يمنع, عيد؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع