العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-29-2011, 09:51 PM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post المنسيون في عصر المخلوع

المنسيون في عصر المخلوع







قاطعتهم التنمية فعاشوا في مستوي متدنٍ من الفقر والتعليم والصحة.. ورغم خروجهم من تصنيف الألف قرية الأكثر فقراً التي أقام الحزب الوطني المنحل مشروعاً لتطويرها في المحافظات إلا أن المشاكل والأزمات تحيط بكل جوانب الحياة في هذه القري.. إنها قري المنسيون في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.. أما المسئولون فيعترفون بهذه المشاكل ويقدمون الحلول ولكن بلا تنفيذ علي أرض الواقع ويبقي الحال علي ما هو عليه منذ عشرات السنين





أهالي عرب بني صالح يسكنون الأكواخ ويتنقلون بالجمال والحمير

يعيش أهالي عرب بني صالح التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة محاصرين بالفقر ومعظمهم يعملون في مجال الزراعة ورعي الأغنام والماعز وأطفال يتسربون من التعليم للعمل في مصانع الطوب بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة ويسكنون في أكواخ بنيت بالطوب اللبن والبوص وسط الصخور والرمال ويفتقدون معظم مقومات الحياة من انعدام المواصلات وعدم وجود طرق ممهدة للسير مما يضطرهم لاستخدام بدائل أخري من الحمير والجمال والموتوسكلات.

"روزاليوسف" رصدت حالة أهالي هذه المنطقة السيئة وانتشار الامية والفقر وانعدام لكافة المرافق والخدمات بالاضافة للحياة في بيوت تظهر عليها معالم الفقر فوق مرتفعات ومنزلقات الصخور ، فالأهالي يصفون حياتهم بالجحيم وهو ما عبر عنه غريب نافع الذي يعمل في الزراعة ويبلغ 44 عاماً ولديه ثلاثة أولاد بالمرحلة الابتدائية فهو لا يستطيع سد احتياجاتهم اليومية نظرا لتدني اجرة اليوم الذي يبلغ 25 جنيهاً ، ولا يوجد لديه دخل آخر، مؤكداً بأنه ينوي إخراج أبنائه من الدراسة ليساعدوه بالعمل في مصانع الطوب او الزراعة.

اكواخ من البوس

مأساة أخري يعيشها اهالي "بني صالح" من انتشار الثعابين والعقارب والكلاب الضالة لمنازلهم فالبيوت مبينة بالطوب اللبن وبعضها أكواخ من البوص ويوجد بها فتحات كبيرة تسمح بتسلل الحشرات مما عرضهم للخطورة وهو ما دفع أشرف أبو السعود مزارع 38 عاماً للمطالبة بتدخل الحكومة في مساعدتهم واقامة منازل باعتبار ان هذا من ابسط حقوقهم.

وتعمل غالبية السيدات في هذه المنطقة في رعي الاغنام كما تفعل عايدة حسان وبناتها الأربع فتقوم بجمع الاغنام من الاهالي لرعايتها واعلافها مقابل 20 جنيها للماعز و30 جنيها للخروف في الشهر الواحد، وتسكن في كوخ من الطوب اللبن وسقف بالخيش والبوص وهذا بالطبع لا يكفي لحمايتهم من برودة الشتاء او حرارة الصيف، كما تعاني عايدة من عدم توافر الخدمة الصحية فالقرية بها وحدة صحية ولكن لا يوجد بها سوي طبيب واحد وغير متواجد طوال 24 ساعة وتحكي أن ابنتها الصغيرة التي تبلغ 8 اعوام عندما عقرها كلب مسعور بالليل لم تجد وقتها احداً بالوحدة الصحية ولا سيارة اسعاف مما اضطرها لحملها علي الحمار وسارت بها 6 كيلو مترات حتي وصلت للقرية المجاورة لتستقل سيارة خاصة الي مدينة أطفيح وتم اسعافها بالمستشفي ، مؤكدة بأن الجميع هنا يتعرض لمثل هذه المواقف ولا يجدون أحداً من المسئولين.

وتشاركها في الرأي الحاجة فاطمة عبيد من أهالي القرية بأن معظم أهالي القرية يعتمدون علي بعضهم في تبادل السلع من الخبز والشاي والزيت والسكر وهي غير متوافرة بالقرية ويتم جلبها من أقرب قرية والتي تبعد 6 كيلو مترات تقريباً وذلك بسبب صعوبة المواصلات واعتماد الجميع علي الموتوسكلات للوصول للمدن وتبلغ أجرة التوصيل 5 جنيهات مما يكلفهم أعباء كبيرة ، ونظراً للظروف الاقتصادية فالجميع بالقرية يقومون بتسريب ابنائهم من التعليم خاصة البنات حتي يتم تزويجهن.

المسئولون خارج الخدمة

اللافت أن قيادات المدينة الشعبيين والتنفيذيين يعلمون تماماً الحالة المتدنية التي وصلت إليها هذه المنطقة دون تحرك لإنقاذ سكانها فحمدي العمدة شيخ القرية أكد أن عدداً كبيراً من أهالي القرية لايزالون يستخدمون لمبات الجاز لإضاءة منازلهم ، وهذا ما أدي الي ضعف مستوي التعليم بالقرية خاصة أن الاطفال يجدون صعوبة كبيرة في المذاكرة ، كما أن الاهالي اعتزلوا تطورات العصر فمعظم المنازل لا تصلها الكهرباء حتي الآن لعدم تقنين أوضاع الاراضي التي يضعون ايديهم عليها،موضحاًً ان معظم أهالي القرية لازالوا يعتمدون علي البوص والاخشاب في إيقاد الكوانين والافران لطهي الطعام ويشترون جراكن مياه الشرب من القري المجاورة لهم مقابل جنيه للجركن الواحد فضلاً عن أن متوسط احتياج الاسرة الواحدة 4 جراكن في اليوم الواحد.

ولكن ما هو السبب الحقيقي وراء تجاهل المسئولين لقرية عرب بني صالح حتي الان واستثنائها من موارد الخطة العاجلة وغياب عدالة التوزيع بين القري لتوفير الخدمات الاساسية؟ يجيب نافع صالح رئيس مجلس محلي القرية السابق معترفاً بافتقادهم لأهم الخدمات والمرافق والتي تقدم في العديد من طلبات الاحاطة للمناقشة بالمجلس الشعبي المحلي طوال السنوات الماضية، ولكن دون فائدة، وعندما تم تقسيم الفصل وانشاء محافظة حلوان اعتقدنا وقتها أن المشاكل ستنتهي مع ميزانية مخصصة لنا، ولكن الحلم لم يكتمل بعد قيام ثورة 25 يناير وصدور قرار الغاء محافظة حلوان.

وذكر صالح أهم مشاكل القرية بداية بمشكلة رغيف الخبز فلا يوجد سوي مخبز واحد بالقرية وقامت إدارة المخابز بتحديد نصيب الاسرة وهو 50 قرشاً وهناك أسر تضم أكثر من 10 أفراد وهذا يعني أن نصيب الفرد الواحد رغيف يومياً ولا توجد بدائل أخري للخبز، كما تعاني القرية من اقتراب تيار الجهد المتوسط من المنازل والذي يشكل خطورة بالغة علي حياة المواطنين وقمنا من قبل بمطالبة وزارة الكهرباء بدراسة ابعاد المشكلة والعمل علي حلها ولكن أيضا دون فائدة.

أما حسين صالح عمدة القرية فأشار الي ان هناك مساعدات تتلقاها القرية من بعض الجمعيات يتم توزيعها علي الاسر الاكثر فقراً وهي متمثلة في مساعدات مادية وعينية ولكن كل ذلك لا يكفي فالقرية تحتاج الي جهد كبير من المحافظة وزيادة ميزانتيها حتي يتم انشاء طرق وتوفير خدمات واستكمال المرافق وهذا يتطلب عدة سنوات لتحقيقه.

المصدر:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع