إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-20-2020, 08:23 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب قنبلة نجيب محفوظ

فى نهاية شهر أغسطس عام 2006 ذهبت مع والدى رحمه الله ممدوح الليثى لمستشفى الشرطة بالعجوزة لزيارة أستاذنا نجيب محفوظ واستقبلنا بترحاب شديد وهو يقول لوالدى أخبار المسطول والقنبلة إيه؟، وكان يقصد قصة المسطول والقنبلة التى حصل والدى منه عليها فى جهاز السينما لإنتاجها فيلمًا، وكان الأستاذ نجيب يستفسر عما تم من خطوات الإنتاج، ورد عليه والدى بأن الأستاذ مصطفى محرم انتهى من كتابة السيناريو والحوار، وأن الفنان الكبير عادل إمام مرشح لبطولة الفيلم، وأنه يقرأ السيناريو والحوار الآن، ورد الأستاذ نجيب محفوظ بفرحة: «عادل إمام ممثل عظيم»، وسأله: من مخرج الفيلم؟ وعندما قال له إنه الأستاذ سعيد مرزوق، رد فرحًا: «اللى عمل لنا فيلم المذنبون.. هايل».. دار هذا الحديث فى وجود السيدة الجليلة زوجته وصمم كاتبنا الكبير أن نجلس معه بعض الوقت قضيناه فى استعادة ذكريات الأفلام التى شرف والدى بكتابة السيناريو والحوار لها والمأخوذة عن قصصه، وكلما شرعنا فى الانصراف كان يلح أن نجلس وعندما هممنا بالانصراف قال له والدى: «سأمر عليك بعد يومين»، فرد فورا: «ما تتعبش نفسك أنا خارج بكرة من المستشفى خلاص بقيت كويس».


كان هذا هو اللقاء الأخير بينهما فلم يخرج أستاذنا نجيب محفوظ من المستشفى إلا جثمانًا ملفوفًا فى علم مصر.. ارتبط والدى ممدوح الليثى وأستاذنا نجيب محفوظ ارتباطاً وثيقاً وكان مشوارهما معًا حافلًا بالنجاحات والعقبات التى واجهاها، فقد كان والدى صاحب النصيب الأكبر فى تحويل قصص أستاذنا نجيب محفوظ إلى أفلام سينمائية أصبحت من أبرز وأهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية مثل فيلم «ثرثرة فوق النيل» و«الكرنك» و«ميرامار» و«المذنبون» وغيرها من الأفلام، وكانت كلها أفلاما جريئة فى الأفكار التى تطرحها وتناقشها إلى الحد الذى جعل بعض هذه الأفلام ممنوعة من العرض حتى يوافق عليها رئيس الجمهورية شخصيًا، فعلى سبيل المثال فى فيلم «ميرامار» وبسبب جملة نُطقت على لسان الفنان الكبير يوسف وهبى الذى كان يقوم بدور الإقطاعى طلبة بيه مرزوق فى الفيلم ـ وهى طظ فى الاتحاد الاشتراكى- والعديد من الملاحظات الأخرى التى دونتها السيدة اعتدال ممتاز أثناء مشاهدتها للفيلم بنفسها بمبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع سليمان باشا، وفى نهاية عرض الفيلم أعلنت السيدة اعتدال ممتاز قرارها وهو رفض الفيلم بالكامل. لجأ وقتها والدى الأستاذ ممدوح الليثى وعمى المنتج جمال الليثى والمخرج الكبير كمال الشيخ إلى الأستاذ حسن عبدالمنعم، وكيل أول الوزارة، وللوزير، وكان الرد الوحيد هو أن هذا الفيلم لا يستطيع أحد التصريح بعرضه غير الرئيس جمال عبدالناصر.. وبعد العديد من العقبات استطاعوا الحصول على تصريح بعرض الفيلم من الرئيس جمال عبد الناصر، وتكرر ذلك الموقف فى أفلام أخرى لهما. رحم الله أستاذنا الكبير نجيب محفوظ ووالدى الحبيب ممدوح الليثى.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع