إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2011, 08:43 PM
الزهراء الزهراء غير متواجد حالياً
Senior Member
 


افتراضي الوطن الغالى

الوطن الغالى
الفصل الاول
البداية
كانت الغابة اسفل مرتفع جبلى و هى عبارة عن مجموعة كبيرة من الروابى اسفلها بحر جميل و كانت هذه الغابة تمتاز بعزوبة مائها و جمال ثمارها و طيبة تربتها و طيبة اهلها فالاسود لا تاكل الا الثعالب و الضباع و الفئران التى كانت تسكن خارج هذه البلد و كل امورها على ما يرام ما عدا وقت سقوط السيل و فيضان النهر فكان فيضان عارم يكتسح ما امامه لذا كانت بيوتهم خشبية قابلة للعوم و لكن ذلك ما كان يمنعهم من خطر الفيضان خاصة لو جاء فجاة قبل ميعاده و لقد تعود اهلها على تركها وقت الفيضان و العودة اليها بعد استقرار اوضاعها فما كان يحلو لهم العيش بغيرها فالثمار فيها لها طعم فريد و الماء ايضا حتى السمك كل شئ فيها
وقت هجرة الحيوانات كان يتربص بهم الضباع و الذئاب للفتك بهم و اكل صغارهم و الكيد لهم فبعد كل فيضان كانت الحيوانات تعود و قد فقدت الكثير منها
اجتمع الاسد ملك الغابة بوزراءه الحصان و الجمل و بكبار الحيوانات كبير الغزلان .. كبير الارانب .... الخ
واخذت الاراء ماذا نفعل؟
قال الاسد اكثر من مرة نحاول بناء سد ليقى المدينة من الفيضان لكن الفيضان اقوى من اى سد
كبير الديوك : فلنجهز غابة اخرى لنؤى اليها وقت الفيضان
الجمل : وماذا نفعل عندما يفاجئنا الفيضان
ظل الاجتماع طويلا دون جدوى
وفى الليل ظل الحصان و فكر طويلا فى صخر النور الموجود عند اعلى المدينة و الذى لا يتاثر بالفيضان و لا الرياح و ما هذا الضوء الجميل الذى ينبعث ليلا و نهاراو فى الصباح ذهب الى الاسد
الحصان: "مولاى ما رايك لو اقمنا سدا من صخر النور"
الاسد: كم فكرت فى ذلك ولكن كيف نأتى بالحجارة الكافية من جبل الشمس و بيننا و بينه مسيرة سنوات و الطريق صعب و يحتاج لكثير من التضحيات
الحصان: لماذا لا نطرح الرأى على سكان الغابة
و فى الاجتماع الكبير اجتمعت الآراء على ان يتم تصميم السد بدقة و يحصى عدد الحجارة المطلوبة و مقاساتها بدقة ايضا
عكف الفرس الفصيح على الدراسة و عاونه فى ذلك مندوب من كل من انواع الحيوانات
حقا خرج تصميما و ايضا صميما تحفة فى الجمال و اعجازا فى الهندسة حتى انه فتحت له فتحات لتخرج منها المياه وقت الحاجة و فتحات تخرج منها الاسماك دون ماء وفتحات لتخرج منها التماسيح التى ياكلها الاسود و صممت مصائد الاسماك و التماسيح و جميع البوابات من الذهب
و فى الاجتماع اجتمعت الآراء على ان تسافر النسور لتستطلع طريق السفر


 
رحلة النسور


اعدت فرقة من اقوى النسور وخيرتهم و فى صباح اليوم الموعود وقف الاسد لوداعهم قائلا:على بركة الله انطلقوا و اعلموا جيدا ان اى غفلة منكم ستؤذى من بعدكم فافحصوا الطريق بدقة و اكتبوا كل ماترونه حتى لو بدا شيئا تافها فلعله يكون مؤشرا لخطر جسيم او هاديا لخير كبير و كونوا يداً واحدة و الكلمة الاخيرة لقائدكم فالزموا طاعته و عليكم بعرض ارائكم عليه .. صحبتكم السلامة


 
 
الطريق الوعر
على مدى شهر من الطيران لم يجد النسور سوى طريق وعر ولكن بين مرتفع و آخر توجد سهول تسدها الصخور العالية ذات النتوء الحادة ولكن الخضرة موجودة مما يدل على وجود الماء


طريق العطش


ظل الطريق وعرا كما هو و لكن الخضرة اختفت تماما وايضا الماء هبطت النسور و اخذت تستريح و تفكر .. ثم بدات تحفر بئرا للماء وظلوا يحفروا و ينتقلوا من مكان لآخر دون جدوى حتى الارض لم يكن من السهل حفرها بعد ذلك ظلوا يحملوا الحجارة ليقذفوا بها الجبل ظلوا طوال يوما يرفعوا الحجر الثقيل ويقذفوا به الجبل او الصخر الموجود بالوادى ماذا يفعلون فالمكان مجدب تماما و بعد اعياء شديد جلسوا فى الظل و غلبهم النوم و استيقظوا على صوت رهيب ماذا حدث فاذا صخرة ضخمة كالجبل اخل توازنها.. مما فعلوه فتحركت من مكانها وسقطت فتشقق الجبل ليخرج منه الماء و بغزارة يا .. كم من فرحة ملئت قلوب النسور فشربوا و استحموا


 
 
وادى الثعابين
واصل النسور سفرهم و اذا هم بوادى اخضر ملئ بثعابين ضخمة تاكل بعضها البعض و اذا بها تقذف بسمها النسور فمات القائد ففزعت النسور .. كم احبوا قائدهم .. وارتفعوا فى الطيران لكن النسر الحكيم هدأهم و طلب منهم البقاء فى السماء ومراقبة المكان ونزل فاشعل النيران و لما تاكدوا من ابتعاد الثعابين هبطت النسور و قال لهم ما بكم ان رحلتنا هذه مليئة بالاخطار و ليس القائد هو آخر ضحية
النسور: ولكنه اغلى ضحية و قد احببناه
النسر الحكيم : لكنها الحياة
النسور: انت قائدنا
النسر الحكيم: ولا ذلك فأنا حكيم قرأت الكثير استطيع ان افيدكم برائيى و علمى لكن القائد هذا النسر مغوار فهو قائد منذ صغره كان يقودكم فى اللعب و انتم صغار و كثيرا ما تبعتموه فى فى رحلات الصيد و انتم كبار فهو قائد بطبيعته ذكى يحب الجميع و يؤثرهم على نفسه و حنون وهو جسور جبار فما رأيكم .. فقال الجميع حقا و نحن معه
مغوار: بسم الله الرحمن الرحيم توكلت على الله نحن خرجنا فى مهمة استكشافية فعلينا اولا.. زيادة حجم النار المحيطة
ثانيا: تخرج ثلاثة مجموعات من النسور لتكشف المكان
هل سنظل بهذا الوادى طويلا ام هناك طريقا آخر افضل
ثالثا: ان كان بقائنا طويلا فعلينا ان نلقن درسا للثعابين كى يعرفوا قدرهم
فلما تبين لهم انه لابد من المواجهة سرعان ما جدلوا حبال قوية و متينة وخرجت فرقة الى اكبر الثعابين فشاغله احد النسور وهو يضع على وجه غطاء واقى و ظل الثعبان يقذفه بسمه فلما فرغ سم الثعبان هبطت عليه النسور وقيدته فكان كلما اهتز يزيد على رقبته الخناق و جرته الى مغوار و عندئذ واصل النسور طيرانهم وهم يجرون الثعبان وسط باقى الثعابين


 
ارض الوحلة
عبر النسور مساحات شاسعة من الاراضى الموحلة فأشار مغوار بقياس اعماقها ويلى الوحلة مستنقعات و بحيرات مليئة بالتماسيح الضخمة


 
الغابات الكثيفة


بعد ذلك وجد النسور غابات كثيفة و عند آخرها رأوا جبلا جميلا مضيئا كالشمس و كأنه كتلة من النور إنه جبل الشمس فواصل النسور طيرانهم ليعبروا باقى الغابة و بعدها و جدوا تحتهم بحراً للرمال ... قاس النسور عمق بحرالرمال صاح مغوار عند بداية الجبل هذا هو المراد..فقد كان جبلا كبيرا ضخما بنوره يسطع المكان و يسحر العقول.. انه جبل الشمس


رحلة العودة


لم يقلق مغوار فى رحلة العودة الا وادى الثعابين فعند الاقتراب منه ارسل مجموعات من النسور لتستطلع المكان فوجدوا الثعابين و قد توزعت و احتل كل شجرة ثعبان متأهب يختفى تحت الاوراق و راسه عند القمة و كانهم فى انتظار النسور
ارسل مغوار مجموعات اخرى و مع كل مجموعة.. مجموعة من المشاعل القوا بها فى كل اتجاه فى الوادى وظلوا هكذا تعود المجموعة بعد الاخرى لتلقى بالنيران فاشتعل جزء كبير من الغابة وعادت النسور وظل الحريق فى وادى الثعابين اياما و انشغلت الثعابين بما حدث وعندما اخذت النيران فى الهدوء استطلع النسور الموقف فوجدوا الجزء الامامى من الغابة وقد خلا تماما من الثعابين و عندما هم النسور لعبور الجزء الاول من الغابة سألهم مغوار: "امامنا ثلاثة اسابيع طيران فوق المنطقة المليئة بالثعابين فهل توافقوا على مواصلة الطيران هذه الاسابيع الثلاثة"
فقال احدهم : ولما لا نستمر فى اسلوبنا هذا
مغوار: اريد اسلوب آخر
الحكيم: لو طرنا اسبوع فإن هناك مكان آمن ممكن ان نحتمى فيه بسهولة فمن يوافق .. فوافقوا .. و عند الاشجار الآمنة.. نزل النسور ليلتقطوا انفاسهم..
قال احدهم:لماذا هذه المجموعة من الاشجار لا يقترب منها الثعابين
الحكيم :هى كذلك..
مغوار:فلنزرع باقى الطريق من هذه الاشجار الامنة
واصلت النسور رحلتها الى ان وصلت ارض الوطن الغالى بسلامة الله وقد مضى عام كامل على بداية الرحلة


 
الفرقة الأولى
اعدت فرقة قوية من خيرة الاسود والخيول والجمال والفيلة والنسور و وضعت الخطة و فى يوم الرحيل خرج الملك و جميع من فى المدينة لوداعهم و تشجيعهم و تذكيرهم بالآمهم من الفيضان ونطلق وانطلق الركب


الطريق الوعر


وصلت الفرقة الى الطريق الوعر وبدؤا فى ازالة النتوء الحادة من الطريق الى ان وصلوا الى اول صخرة فى الوادى فحاولوا دفعها بكتل الخشب و الرائع انهم كانوا يدفعونها فى توافق منتظم و كأنهم جسد واحد فلم يفلحوا فما كان عليهم الا ان ادخلوا الخشب فى جميع الثقوب المضيئة او النافذة امامهم وغمروا المكان بالماء و فى اليوم التالى تفتت الصخرة مبشرة باول نجاح لهم وظلوا هكذا يعبدوا الطريق ويزيلوا النتوء و الصخور اما بالدفع او الرافعة وكلما سمحت لهم الفرصة كانوا يزرعوا الاشجار على الجانبين ولكن لم يكن الطريق الوعر مسالما لهم فقد بدا امامهم و كانه المستحيل يقاتلهم لمنعهم من اقتحامه يلقى بصخوره الضخمة عليهم فيموت من يموت و يجرح من يجرح و لكن ابدا فالغابة غالية وتستحق


طريق العطش
ومضى عام كامل حتى وصل الركب الى طريق العطش و بينهم و بين بحيرة النسور شهور فكان عليهم البحث عن ماء قبل التوغل فى طريق العطش و لن يخذلهم الله و لكن تعرج المسار تبعا لظهور الماء و لن ينسوا زرع الطريق و ظلوا هكذا حتى وصلوا الى بحيرة النسور فوجدوا المكان اصبح جميلا من يصدق ان هذا هو طريق العطش وها قد اقترب الركب الى وادى الثعابين و قد مات اغلب الفرقة و لكن اولادهم الذين ولدوا بالطريق اصبحوا شبابا و اقوياء و قادرين على على المواصلة بل اكثر حماسا نعم الخلف و السلف و على الجميع الاستعداد لاقتحام وادى الثعابين


 
وادى الثعابين


انطلقت النسور فى الوادى فوجدت الاشجار التى زرعوها وقد اصبحت ضخمة وهبطت على اول شجرة و اخذت تحول من اغصانها ليأخذ كل واحد من الحيوانات غصنا يحميه من الثعابين حقا فقد كان للنسور فضلا كبيرا فى نجاح هذه الفرقة و اهتمت الحيوانات بتعبيد الطريق وانطلقت النسور تزرع الطريق بالشجر الامن و بالرغم من انه وادى الثعابين الا انه كان ايسر طريق يمرون عليه فيه الطعام و الشراب بوفرة ولكن ابدا ليس اجمل من وطنهم ...وصلت الفرقة الى نهاية الوادى وزاد عددهم حتى النسور كانت الناقات تحمل اعشاشهم على ظهورهن واصبح وادى الثعابين طريقا مستقيما معبدا على جانبيه الشجر الامن .. وعلى جانبى هذا الطريق طريقان خاليان من الاشجار زيادة فى الامان من ناحية و لان هذه الاخشاب ستستعمل فيما بعد فى عمل جسر


طريق الوحلة و البحيرات


وفى وادى الثعابين تم تصنيع اجزاء لجسر ضخم و طويل يكفى لعبور الوحلة و المستنقعات و البحيرات وعند بداية الوحلة وقفت الاسود تصطاد التماسيح حتى افزعتهم و اخذت باقى الفرقة فى اكمال الجسر و استكمال التصنيع و ذات صباح طالعتهم فرقة كبيرة وكأن المدينة بأكملها جاءت بعربات كبيرة تجرها الحمير و البغال تحمل معدات .. جميع حيوانات البلد الطيبة جاءت و اخذوا يعملوا بجد و عزيمة فى بناء الجسر وحتى لو نظرت من السماء بدى لك و كأن احدا يمشى بقلما على الخريطة .. وابدع الجميع حتى انهم بنوا فوق الجسر استراحات للمبيت كانت ملحمة جميلة ... النسور تحمل الاخشاب و مايحمله النسر الواحد تحمله مائة عصفورة ولم يحدث ان سخر احد من الاخر الكل مخلص فى عمله فلا غريب ان ينالوا النجاح وتم تشييد اعظم جسر فى تاريخهم حتى وصلوا الى بداية الغابة


فى الغابة


صرح قائد المجموعة ان لهم اسبوعا للراحة بعد عناء السنين الطويلة حتى يلتقطوا انفاسهم وفى راحتهم كان النظام يسودهم فلم يغفل اسد عن دورية حراسته ولم يخرج احد عن المساحة المحددة للراحة واستأنفت المجموعة تعبيد الطريق فى الغابة و تصنيع اجزاء جسر بحر الرمال .. ايضا اعدت اماكن لنحت صخر النور حسب لمقاسات االمطلوبة لكن لا ننسى فى هذه الغابة مات اخر من تبقى من المجموعة الاولى التى خرجت منذ سنوات ماتت و قد اكلها اعياء الطريق و قد روت لاولادها قصة كل نقطة عرق سقطت منهم و كل قطرة دم فاضت بروح صاحبها .. ماتوا وهم راضون وواثقون فى ابنائهم عز على الابناء فراق الاباء فصمموا على نحت قصصهم على احجار النور لتزيدها ضياءاً


 
استقبال المدينة


 
وصلت الحيوانات بأول ثمرات الكفاح بعد خروج الفرقة الاولى بعشر سنوات وصلت الاولاد و الاحفاد بصخر النو يتلألأ بين ايديهم و قد نقشوا عليه قصة كل دمع و حكاية كل بسمة لاول مرة يرى الاولاد الوطن الغالى الذى ذاقوا برد غربته قبل دفئ احضانه .. اى استقبال استقبلتهم به المدينة بعد ان بشرهم الحمام الزاجل بموعد عودتهم وعسى الله ان يعيد باقى الفرق التى لحقت بهم ومازالت تلحق بهم عبر السنين حقا لقد كان العبئ الاكبر على فرقة النسور الاولى و الحيوانات الاولى تم بناء السد و استغرق ثمان سنوات وعندئذ وقف الملك يخطب قائلا:" كل لبنة من لبنات هذا البناء الذى يسحر بضوئه العيون تحوى قصة اكثر منه سحرا و احق بالاجلال و التفكير من سحره و جماله هذا السد يحكى قصة شعب و يثبت للجميع انه شعب بطل ان النعمة التى نحصدها الان هى ثمرة كفاح الفرق العظيمة التى خرجت و لم تعد و التى عادت فحافظوا عليه و احرصوه و على كل منكم ان يعلم ابنه قصة هذا السد المنيع قبل ان يعلمه اسمه "



الفصل الثانى


الغفلة


ظلت المدينة تحافظ على السد و تعلم ابنائها قصته و اهميته فنما الزرع وكبرت الاشجار وازدهرت الثمار فكانت المدينة جنة و على الجانب الاخر ظلت القوارض و اكلة الرمم كئيبة تكره هذا السد المنيع و تتمنى لو انهار ولو جدار واحد من جدرانه الخمس المتلاصقة ولكن ماطار طيرا و ارتفع الاكما طار وقع انساهم النعيم المحافظة عليه حتى اصبح الاحتفال بعيد السد تقليدا ثقيلا على انفسهم و تفككت المدينة فلا غضاضة لو اكل اسودها غزلانها .. كم اغمضت الاعين عن القوارض و الغربان التى دخلت المدينة
وكان لكل فرد فى المدينة مكانا فى السد عليه حراسته ولكن لماذا يحرصوه وهم فى غيبتهم هذه ... و بالرغم من هذا الليل القاتم قد كان هناك حيوانات حافظة للعهد و مؤمنة به لمع حجر الشمس فى عيون الحيوانات و بدلا من حراسته اخذوا يخرقونه ليصلوا الى جدرانه الداخلية ليأخذوا ما به من لبنات ليبنوا بها بيوتهم مدعين ان اجدادهم اتوا به من جبل الشمس والكل يعلم كذب الادعاء لان لبنات السد كانت معدودة و مرقمة ولم يأتى الاباء بالمزيد فمشقة السفر ماكانت لتحتمل .. قلة قليلة من الحيوانات احتفظت بالبيوت الخشبية فإنها اكثر صحة و ارفع من هدم السد
نزعت المصائد الذهبية فتعفن السمك فظهرت طائفة تهوى الرائحة النتنة و اكل السمك النتن .. ياللعجب اصبح الطعام الخبيث اشهى من الطيب
فى صباح يوم انطلق الجمل الى السد ليأخذ دوره فى الحراسة و لكن لان الفوضى عمت المكان فتعثرت قدمه فى الطريق ووقع فى حفرة فإنكسرت رجله ولكن لا بأس فقد تحامل الجمل ليؤدى واجبه وهو مؤمن به فإنطلقت القردة الى الثور المغرور وقالوا "هذا الجمل اللعين انكسرت قدمه .. انه غير طموح و متخلف و يعيق حركتنا ولا يريد اخذ ولو لبن واحدة من السد ولو اطلع الى الجدران الداخلية لفضح امرنا وها هو قد كسرت رجله فهى فرصتنا لنهجم عليه وهو فى الامه
الثور:"وهو كذلك"
فإنطلقت القردة تقذف الجمل بالحجارة و التراب و الطين و بكل ما بأيديهم حتى احتاروا فى امره
سأل الجمل الثور: ماذا تريد
الثور: اسأل القردة ... قالت القردة هو يعشق اكل السمك النتن و شمه وهذا فقط المطلوب منك
الجمل هو يعشق ما ازدرى فلا شئ له عندى
القردة :"انه الثور ... كالصخر... سترتطم به
الجمل :"هو صخر حقا ولكن انا معى خالق الصخر... افعلوا ما تريدون فأنا الجمل لن اصبح قردا
هاج هياج الثور فأخذ يقذفه بكل شئ
الجمل" انا الجمل و انتم القرود..شعر الثور بوضاعته امام الجمل فأمر القرود فحفروا حفرة وتكاتلوا على الجمل ودفنوه لكن الجمل لم يموت لان مع العسر يسر .. وظن الثور و القرود انهم تخلصوا من الجمل نهائيا
رأى الفرس المكبل ما حدث للجمل لقد كان قيد الفرس باطلا فهو يأبى هدم السد ويحارب كل من يقترب منه ... اخذ الصدأ يوما بعد يوم يأكل القيد الى ان فوجئ الجميع بالفرس يقف على رؤسهم ليوقف شيئا من سلب السد وسمع صوت الجمل مازال حيا فى قبره فاخرجه و اعطاه درعا ليقيه عبث الغافلين
لكن السد كبير و صوت امثال الفرس ضاع وسط الحيوانات .. الكل يتسابق فى الهدم حتى انهم اصبحوا يعلنوها و يتباهون بها
وعلى الجانب الاخر ذهبت غمة اكلة الرمم لقد اقترب اليوم السعيد فأخذوا يشيدون بهادمى السد و يكللونهم بالورود


الفيضان العارم


ذات يوم بينما الشمس تغرب هطلت الامطار و السيول بقسوة و عبرت المياه من خلال السد و من فوقه وخرجت من تحت الارض صرخت النعامة .. وا اولادى .. وا ثرى امى و ابى .. وا محياى و مماتى .. وا وطنى الغالى


دخل الليل حالكا .. غطت المياه المكان بالكامل وجلس الاسد الشاب داخل بيته الخشبى يقول باكيا : "لقد جاء اليوم ... غدا تأكل الضباع اهلى و عشيرتى .. رحمتك يا ارحم الراحمين يارب العالمين "
مر الليل وكأنه الدهر ... بزغ اول نور للفجر .. وقف الاسد على باب بيته فإذا بالبيوت الخشبية متجمعة حول بيته وقد منعت الاشجار العالية زحفها الى البحر ووجد اكلة الجيف فإذا بالحسرة ملأت عيونهم فقد ساق الفيضان الموتى الى البحر ومشت من المكان بخطاً هزيلة
صاح الاسد "يا معشر الحيوانات .. هلموا .. فوجئت الحيوانات بما حدث فانطلقوا فرحين حول الاسد قائلين الحمد لله رب العالمين
الاسد : هلموا اعيدوا بناء السد فبنائه الان ايسر كثيرا من المرة السابقة وانسخوا كل القصص المكتوبة على لبناته
سارعت كل الحيوانات و اعادت الصرح العظيم
وفى احتفال كبير خطب فيهم الاسد يا اهل وطنى الغالى .. هذا سدكم و مانعكم .. هذا السد حافظا لكم لو حفظتموه و خاذلكم لو خذلتموه .. فإن شئتم حافظتم على انفسكم و ان شئتم ذهبتم الى البحر............. وعادت المدينة ابهى مما كانت عليه


 
تمت بحمد الله

رد مع اقتباس
قديم 03-28-2011, 10:50 PM   رقم المشاركة : [2]
chemical
عضو
 
افتراضي

بارك الله فيك


chemical غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2012, 10:34 PM   رقم المشاركة : [3]
الزهراء
Senior Member
 
افتراضي

شكراً
و المعذرة على تأخرى على الرد


الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العالى, الوطن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع