إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2020, 02:49 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الثعلب

كان آخر اتصال بيننا منذ أسابيع قليلة، وكان دائمًا يسأل علىَّ وعلى أبنائى ويدعو لى. كان الصديق المُحبَّب إلى قلب والدى، رحمه الله.. أعرفه منذ نعومة أظافرى. رجل طيب القلب، لا أنسى أنه فى يوم فرحى كان يغنى من قلبه فرحًا بزواجى، ومنذ أيام قليلة ودّعناه. إنه الفنان الكبير سمير الإسكندرانى. هذا الرجل، الذى لا يعرفه الكثيرون عن قرب، إنسان طيب القلب، دمث الخلق، لديه سعة صدر كبيرة، إنسان بسيط، وفى آخر لقاء تليفزيونى له معى أيضًا حكى لى كما لم يحكِ، وتحدث كما لم يتحدث من قبل. تحدث وحكى عن أعماله الوطنية. كان حريصًا، فى حواره، على أن يتحدث عن البطولة التى قام بها فى فترة أوائل الخمسينيات.

بدأت الحكاية كما حكى لى بقصة حب لبنت الجيران الإيطالية فى شارع عبدالعزيز، فربطته بكل ما هو إيطالى، وحرص على تعلم اللغة الإيطالية للتواصل معها، وبعد «التوجيهية» درس فى كلية الفنون الجميلة، ونظرًا لتفوقه الدراسى، منحته الحكومة الإيطالية منحة دراسية لمدة شهر فى إيطاليا لتعلُّم اللغة، وسافر إلى إيطاليا فى مدينة بيروجيا، وفى أحد الأيام كان يلعب «بلياردو»، وهناك كان يجلس شخص مجهول يتبعه بنظراته، ليذهب الأستاذ سمير إليه ويلقى عليه التحية لأنها كانت المرة الأولى التى يراه فيها فى المكان، ودار الحديث بينهما بالإيطالية، وعندما عرّف ذلك الشخص عن نفسه قال له إن اسمه «سليم»، وبالطبع حضنا بعضهما كونهما مصريين، وكان يكبره بعشرة أعوام تقريبًا، ويدرس «إلكترونيكس» فى لندن، ولكنه أتى إلى بيروجيا للفسحة، واندهش الأستاذ سمير من أن يأتى أحد للتنزه فى بيروجيا، ويترك روما أو فلورنسا.

وتعددت اللقاءات بينهما، وكان «سليم» يتغيب لفترات، ثم يظهر ويبرر غيابه بالمتاجرة فى أسلحة الصيد!! وقد كان «سليم» على حد وصف الأستاذ سمير موهوبًا وذكيًا، وعنده «كاريزما» تتيح له خطف الأضواء إليه فى أى مجتمع يكون به، بعد ذلك عرف عن طريق صديقة لهما أنه يمتلك جواز سفر أمريكى، وكانت العلاقات المصرية الأمريكية فى ذلك الوقت ليست جيدة وفى حالة تصادم، مما جعل الشك يساوره تجاهه.

من الأشياء أيضًا التى أثارت شكه أن المنحة الإيطالية كانت 38 جنيهًا مصريًا، فى حين أنهما عندما يخرجان ليسهرا كان «سليم» يدفع قيمة السهرة، ثلاثمائة جنيه مثلًا، وكان يُرْجِع وجود أموال وفيرة معه إلى تجارته، وقد بدأ يقول له إنه يرى أن له ميولًا إلى أن يعيش فى أوروبا، وإنه سيُعرِّفه على رجل أعمال ألمانى، وسيساعده على أن يعيش ويعمل فى أوروبا، وبالطبع كانت الفكرة تلقى قبولًا وترحابًا من ناحية الأستاذ سمير، الذى يعشق إيطاليا واللغة الإيطالية.. وللحديث بقية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع