إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:30 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر «2»



رحل صديق العمر، وأعيش على ذكرياته الخالدة فى ذاكرتى، فلن أنسى عندما كنا نسافر سويا إلى الإسكندرية فى الصيف، وذات يوم كنت ألعب أمامه على البحر، وما هى إلا لحظات واختفيت، وجلست أبكى: فين بابا؟.. عايز بابا، وما هى إلا دقائق شعرت فيها بالضياع لمجرد أنى تُهت عن الشمسية التى كان يجلس تحتها هو وأمى وأصدقاؤهما.. حتى وجدت نفس الكف واليد التى أعرفها تربت على كتفى، وتحتضننى، وترفعنى إلى السماء وأنا أرى على وجهه عرقا شديدا.. من جهد بحثه عنى هو وصديقه.. وقد تورمت قدماه وهو يسير فى الرمال الساخنة ليبحث عن ابنه الذى تاه عنه دقائق كانوا بالنسبة له ساعات وبالنسبة لى أياما.. أول عجلة سقتها اشتراها لى كان عمرى فى ذلك الوقت 5 سنوات، أخذ يعلمنى قيادتها، وأنا اقوله اركب معايا وكان يضحك وهو يسمع ذلك، ومع بلوغى سن السادسة بعدما تركت حضانة البيبى هوم.. وذهبت إلى قسم ابتدائى كنت أبحث عنه يوميا وانتظره عندما يأتى ليأخذنى من المدرسة تاركا عمله..
لن أنسى عندما حملت أمى فى أخى وكانت فى مستشفى الشبراويشى، وأنا أجلس معه والرائع صلاح جاهين وفى تمام الساعة 11 مساء استيقظت من نومى، وكان الاستاذ صلاح أحضر معه تورته.. فطلبت من بابا أن يعمل لى عيد ميلاد رغم أنه ليس يوم ميلادى، وإنما كنا ننتظر ميلاد أخى شريف، وفعلا غنيت أنا وبابا وعمو صلاح (هابى باريزدى تويو).. وما هى إلا سويعات قليلة وكنا نحتفل بصديق جديد جاء إلى الدنيا، وهو أخى شريف وجاء شريف، وأصبحنا أربعة بابا وماما، هذه السيدة العظيمة التى أحتاج إلى ورقات كثيرة كى أحكى عنها.. وأنا وشريف، وامتلات أركان المنزل بالسعادة.. لم نكن أسرة ميسورة الحال.. بل كنا نعيش فى سعادة.. وكان صديقى بابا رجلا يحب عمله.. وكانت أمى تمارس مفهوم الأمومة بشكل صحيح تعمل فى الصباح، وتأتى إلى المنزل قبل عودتى أنا وشريف.. كى تحضر لنا الغذاء.. وفى العيد ننزل لتشترى لنا أمى لى ولأخى هدوم العيد وتقلنا بابا اشتغل كثير علشان يجبلكم هدوم العيد، وفى الصباح الباكر يكون بابا وأنا وشريف فى طريقنا للجامع علشان نصلى العيد ثم يأخذنا ونذهب إلى حى زينهم حيث دفن جدى وجدتى لنقرأ لهم الفاتحة.. كان يومى يبقى اسود لو سقطت فى مادة والمطلوب إنى أوقع الشهادة منه كل شهر وبصراحة كنت بخاف من هذه اللحظة.. وكان دايما يقولنا أنتم رجاله رغم أن عمرى لم يتجاوز فى ذلك الوقت عشر سنوات وشريف 6 سنوات..
وفجأة جاء زلزال ليهز أركان هذا البيت البسيط.. فى لحظة اغمى على شريف وهرول أبى وأمى إلى الدكتور.. وبعد تحاليل تبين أن شريف ذا الست سنوات أصيب بمرض السكر.. وبدأت الفرحة ترحل من منزلنا وبدأ الحزن يعرف طريقه إلينا، وهنا بدأ الفصل الثانى فى قصتى وصديقى بابا وأمى الحبيبة وأخى الجميل (وللحديث بقية)



التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع