إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:57 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر.. وجاء رمضان دون الأحباب



فى يوم احتفالية عيد ميلاده سجلت معه بكاميرا الفيديو وسألته نفسك فى إيه فرد على قائلاً (الحمد لله خلاص كفاية كده ياله حسن الختام.. ده آخر عيد ميلاد ليّه يا عمرو.. وابتسم) وبدأ يوزع ابتساماته على جميع الحضور.. وبعد أيام قليلة لم يكد يمر أسبوع على حفل عيد ميلاده.. كنت أزوره ليلة رأس السنة ومكثت معه فى غرفته نتكلم.. لكنه كان شارداً قال لى عارف أنا حلمت بمين النهارده.. قلت له مين.. رد عليا خلانى.. لقتنى واقف معاهم.. وكررها (ياله حسن الختام) طوال هذه الفترة أنا أشعر بشىء غريب يدور داخلى.. كان يتملكنى نفس الشعور.. أن أبى سوف يرحل.. بل إننى قبل أن أتركه وأسلم عليه فى المنزل قبل 5 ساعات من وفاته.. مسكت يده وقبلتها وقد اعتدت على ذلك.. ولكنى فى هذه المرة.. قبلتها وكأننى أشعر أنها آخر مرة أقبل فيها يده.. انتابنى شعور بالضيق لدرجة أننى طوال الطريق لمنزلى وأنا أبكى رغم أنها ليلة رأس السنة.. ولما وصلت المنزل اتصلت به وأخذت أداعبه وأتحدث معه.. وفى تمام الخامسة فجراً وعندما حاولت أمى العظيمة أن توقظ أبى ليصلى معها الفجر كما اعتادا على ذلك منذ أكثر من خمسين عاماً لم يستيقظ، اتصلت بى.. وفى دقائق كنت عندها أنظر إلى وجهه.. كم كان مضيئاً منيراً لم يتألم ولم يصرخ قبل وفاته.. لدرجة أن أمى اعتقدت أنه نائم.. وبدأت فى إجراءات غسله وتكفينه وكان معى العالم الجليل الشيخ رمضان عبدالمعز الذى حدثته بعد الوفاة بدقائق فجاء ومعه ماء زمزم لتغسيل والدى.. وسرنا فى الإجراءات بين جنازة حضرها الآلاف من أحبابه والذين لم أعرف حتى الآن كيف تجمعوا فى هذا الوقت القياسى.. وكانت المهمة الصعبة.. كانت كلماته ترن فى أذنى طوال طريقى مع الجثمان إلى المقابر وصوت أبى الذى يرقد أمامى فى صندوق خشبى (يا عمرو ادفنى فى حضن شريف) كانت هذه هى المرة الأولى لى التى أفتح فيها القبر الذى دفن فيه شريف منذ مرور ثلاثين عاماً على وفاته.. وبالفعل عندما وصلنا القبر وتم فتحه نزلت بجثمان أبى إلى القبر وتذكرت أين دفن شريف.. وجدته فى مكانه كما تركته منذ ثلاثين عاماً بجانب الحائط.. فقلت لمن معى فى القبر عايزين نحط بابا فى حضن أخى شريف.. وبالفعل حملنا جثمان أبى ومال على جانبه الأيمن ووضعت شريف فى حضنه تنفيذاً لوصيته ورغبته.. كانت من أشد وأصعب اللحظات فى نفسى.. لكنها إرادة الله.. فلتنم يا أبى مستقراً فى حضن ابنك الذى فقدته منذ سنوات طويلة لعل الله يجعله شفيعاً لك عنده ويؤنس به وحشتك فى القبر.. ولأول مرة يأتى رمضان يا أبى ولن نجلس سويا فى أول يوم لنفطر مع بعضنا البعض.. رحم الله آباءكم وأبى.. اقرأوا لهم الفاتحة ولا تنسوهم بالدعاء.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع