إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:51 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر «12»

إن أصعب اللحظات التى مرت على يوم وفاة أبى هى عندما جاء أولادى ليودعوه بعد أن تم تغسيله وكل منهم يقول له (مع السلامة يا جدو)، شعرت فى هذه اللحظة بالذنب أننى حملت أولادى أكثر مما يجب أن يحتملوا.. فقد كانوا متعلقين به تعلقا شديدا.. ولكنى فى نفس الوقت لم أكن أملك أن أمنع الأحفاد أن يودعوا جدهم الحبيب..
أما محمد الصغير فلم يتمالك نفسه ولكنه يوم العزاء وقف بجانبى وهو لم يتجاوز الـ11 سنة وبجانب أخيه الأكبر شريف ليتقبل العزاء فى والدى.. وذكرنى هذا المشهد بمشهد آخر قبل 30 سنة.. يوم 28 أغسطس عام 1983 عندما وقفت بجانب أبى فى مسجد عمر مكرم لأتلقى العزاء معه فى وفاة أخى الأصغر شريف وكان عمره 10 سنوات وكان هذا أسوأ يوم فى حياتى وحياة والدى.. وقفت بجانب أبى لأسانده وأعضده وآخذ بيده حتى لا ينهار، وكل الناس جاءوا ليعزوه ويأخذوا بيده وهم يشعرون أن المصاب جلل..
تذكرت هذه اللحظات وشريف يربت على كتفى وأنا أقف لأتلقى العزاء فى أبى، والغريب أنه قبل وفاة أبى بأيام قليلة كان أبى فى زيارة لى فى منزلى وكانت المناسبة أننى أردت أن أعمل له عيد ميلاده الـ76 وكان يوم الجمعة ودعوت أهل زوجتى.. ويومها قال أبى لشريف (انت عارف يا شريف إن النهارده كان الخطيب فى جامع نادى الصيد بيتكلم عن بر الوالدين وأنا يا بنى عاوز أقولك حاجة مهمة قوى).. شريف وقف بإنصات واهتمام وجده يتحدث.. وقال له (عايز تقولى إيه يا جدو) فرد أبى (أنا عايزك تخلى بالك على أبوك زى ما هو كان مخلى باله علىّ).. فى هذه اللحظات ذرفت دمعة من عينى ولكنى تمالكتها.. حاولت أن أغير الموضوع.. لكن أبى كما لو أنه لم يكمل حواره واستمر فى حواره مع شريف.. وفى حضور جميع أفراد العائلة (أنا بوصيك على أبوك يا شريف).. شعر ابنى شريف أن ما يقوله جده يفوق قدراته لكنه هز رأسه تأكيدا على ما قاله جده.. وأنا كنت فى لحظة انفعال غريبة وأقول لنفسى (مالك يا بابا كلامك اليومين دول غريب، فيه إيه)..
وفى هذه اللحظة انتابنى شعور بالضيق فى صدرى.. لكن ما لبث أن انتهى عندما قرر أبى أن يغير مسار الحوار بطريقته المعهودة وهو يضحك: (ياللا بقى علشان نعمل هابى بريز دى) وبالفعل وقفنا جميعا لنغنى له وهو يشير بأصبعه لنفسه.. وبعدها بأيام قليلة جدا كان شريف ابنى يعمل بوصية جده منذ اللحظة الأولى لوفاة أبى، لم يفارقنى ابنى كان بجانبى فى كل لحظة.. بل نظرت إليه وكان يذكرنى بنفسى عندما كنت أقف بجانب أبى فى عزاء أخى.. وسألته: (شريف اقعد استريح شوية) فيرد علىّ (لا يا بابا دى وصية جدو) !!.. وللحديث بقية.


التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع