إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 03:47 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الفقر

فى يوم من الأيام كان سيدنا عمر يتفقد أحوال المسلمين فوجد فى الصحراء نارا موقدة، فسار إليها ليتقصى عن شأنها ويعرف صاحبها. وعندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار وعليها قدر كبير به ماء وحصى وحولها أطفالها، وقف أمير المؤمنين أمامهم والدهشة تملأ نفسه، بل وقف منهارا وقال فى أسى وحزن: يا أم الأطفال ما هذا القدر؟، فقالت المرأة بأسى وهى لا تعرف أنه أمير المؤمنين: إن أطفالى قد اشتد بهم الجوع وليس عندى من الطعام ما أقدمه لهم فوضعتُ ماء فى القدر ووضعت فيه بعض الحصى، ووضعت القدر على النار وليس فيه سوى الماء والحصى، وأنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.



والله بيننا وبين عمر. فقال عمر رضى الله عنه: وما شأن عمر يا أمة الله.. فقالت: أيتولى أمرنا ويغفل عنا ونحن شعبه ورعيته؟. سمع عمر كل هذا وقلبه منفطر لهذه الكلمات.. فما كان منه إلا أن أسرع إلى بيت مال المسلمين، وقال للمرأة قبل ذهابه: لا تحزنى يا أمة الله، لن ينام أطفالك اليوم إلا وقد شبعوا بإذن الله. ودخل إلى مخازن الدقيق وحمل منه كيسا وقال للحارس احمل علىّ هذا الكيس. فقال الحارس مستفسرا: أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين؟.. فقال له أمير المؤمنين عمر: احمل علىّ الكيس فلست أنت من سيحمل عنى ذنوبى يوم القيامة. وفى الصباح طلب أن ينادوا المرأة التى كان رآها بالأمس فعندما ذهبت وأدركت أن سيدنا عمر بن الخطاب هو الرجل الذى طبخ لأولادها عشاءهم، وهو الرجل الذى قالت له تلك الكلمات القاسية، أحست بالوجل، وقالت: ألتمس العفو يا أمير المؤمنين. فلما رأى عمر عليها صفرة الوجل وأحس بارتباكها قال: لا عليك يا امرأة. وأمر بأن يكون لها راتب شهرى من بيت المال ليطمئن عليها وعلى أولادها اليتامى. كما كان سيدنا عمر أول من صرف راتباً شهريا للمواليد فكما يحكى الإمام ابن كثير فى «البداية» أنه جاءت مجموعة من التجار ببضاعة للبيع فى السوق فى الصباح فوصلوا بالليل، فقال سيدنا عمر لسيدنا عبدالرحمن بن عوف: تعال نحمى المدينة ونتجول فيها. فكان الحاكم يتجول فى الليل لكى يطمئن أنه لا يوجد هناك لصوص، وذات مرة وهو يتجول فإذا به يسمع بكاء طفل فطرق الباب، وقال لأمه: اتقى الله وارحمى صبيك.. فقالت له: حاضر.. فذهب وأتى مرة أخرى من نفس المكان فسمع الطفل يبكى، فقال لها: إنكِ أمّ سوء، منذ بداية الليل وأنا أسمع بكاء الطفل، هل أرضعته، فقالت: إنى أهننه بالطعام حتى ينفطم ولا أرضعه، فقال لها لماذا؟، علما بأنها كانت لا تعرف أنه سيدنا عمر، فقالت إن عمر لا يفرض أجرا شهريا إلا على المفطومين، ونحن فى عسر من أمرنا، فأردت أن أفطمه.. فقال لها كم يبلغ من العمر؟، فقالت إنه أقل من شهرين، فقال أتريدين أن تفطميه فقط من أجل الأجر الشهرى من بيت المال؟، قالت نعم.. فذهب إلى المسجد فى الفجر، ولم يفهموا كلامه من كثرة البكاء، وبعد أن خطب فى الناس قال: بؤساً لك يا عمر ما أكثر من قتلت من أبناء المسلمين. ثم كتب كتاباً، وقال فيه يفرض عمر لكل أبناء المسلمين، حتى المواليد يصرف لهم راتب شهرى. وهذا كان عمله ليقول للناس إن العمل هو المقياس للصلاح والدين.. لذلك كان جديرا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع