إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2009, 04:56 PM
الصورة الرمزية reham
reham reham غير متواجد حالياً
عضو
 


إرسال رسالة عبر Skype إلى reham
افتراضي الرجل الذى عوتب فيه الرسول

كتب عمرو خالد

أن يعاتب رسول الله صلي الله عليه وسلم فهذا أمر جلل يزيد عليه أن يكون هذا العتاب من الله تعالي. إن هذا ما حدث لرسول الله صلي الله عليه وسلم يوم جاءه عبد الله بن مكتوم – مسلما – يسأله عن الإيمان والإسلام، فأعرض عنه وعبس في وجهه فعن ابن عباس رضي الله عليهما قال: بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب. وكان الرسول يتصدى لهم كثيرا ويحرص عليهم أن يؤمنوا، فأقبل عليه رجل أعمي يقال له: عبد الله بن أم مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ النبي آية من القرآن وقال: يا رسول الله ، علمني مما علمك الله. فأعرض رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخذ ينقلب إلي أهله، أمسك الله بعض بصره ، ثم خفق رأسه ثم أنزل الله:" عبس وتولي. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكي. أو يذكر فتنفعه الذكري. أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهي". عبس[10،1]. فلما نزلت فيه أكرمه رسول الله، وقال الثوري: فكان النبي بعد ذلك إذا رأي بن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول:" مرحبا بمن عاتبني فيه ربي". إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أعرض عن عبد الله كان يرغب في هداية زعماء قومه، لعلمه من إنهم يوم يسلمون يسلم من ورائهم، وتنتهي معاناة الإسلام في مكة بأسرها، ولكن الله تعالي صوب هذا المنطق بما أنزل من قرآن ينصف به أعمي البصر، مبصر القلب، ولو كان التصويب في حق خير خلقه أجمعين صلي الله عليه وسلم. وهذا بدون شك من دلائل صدق نبوته صلي الله عليه وسلم، وربانية القرآن الكريم، إن ابن أم مكتوم رضي الله عنه لم تسمع به الدنيا قبل الإسلام، ولم يكن له صوت ولا حديث فيها، بل كان رجلا من رجالات مكة يعيش لنفسه مع نفسه. هذا ما كانه قبل الإسلام أما بعد إسلامه فقد هاجر بن أم مكتوم إلي المدينة ونزل في دار القراء كما تقرر بعض الروايات، وأخذ يؤدي مهمته التي أعد نفسه لها بالأسئلة الكثيرة التي كان يوجهها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، مهمته في تعليم الناس مبادئ الدين، ومهمته في تحفيظهم بعض آيات الذكر الحكيم، ومهمته في تهيئة النفوس والقلوب في استقبال رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولم يلبث طويلا حتى جاءته الأنباء بقرب وصول الرسول صلي الله عليه وسلم إلي مدينة يثرب، وخرج مع وفود المستقبلين يتنسم أخبار حبيب الله، ويترقب لحظة وصوله حتي يشنف أذنيه بسماع حديثه واستيعاب هديه. وجاء الرسول صلي الله عليه وسلم ونزل في دار بني النجار كما تقول كتب السيرة. ثم أخذ في بناء مسجده، ليكون المدرسة الكبرى لأول جيل عرفته البشرية يحمل هدي الله وكتابه، واشترك ابن أم مكتوم في بناء المسجد ولازم الرسول صلي الله عليه وسلم في أكثر أوقاته، لم يتخلف عن صلاة واحدة خلف الرسول الكريم، ولم يغب عن حلقة من حلقات التوجيه النبوي، ولم تند آية واحدة من آيات الوحي التي كانت تتنزل في المدينة عن فكره وعقله، بل كان يشرب بأذنيه آخر الكلمات النبوية والتوجيهات السماوية التي يرسلها الله لعباده، وكان في بعض الأحيان تطول الجلسة مع الرسول صلي الله عليه وسلم ويحس بأن الوحي أتي إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ويكاد يري ببصيرته جبريل الأمين وهو يلقن الرسول الكريم. قال أنس رضي الله عنه :" أن جبريل أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعنده ابن مكتوم". فقال: متي ذهب بصرك؟ قال: وأنا غلام .

فقال: قال الله تبارك وتعالي:" إذا ما أخذت كريمة عبدي لم أجد له بها جزاء إلا الجنة". هنيئا لك يا ابن أم مكتوم. هنيئا لك بصحبة الرسول صلي الله عليه وسلم وهنيئا لك ببشارة جبريل بأن لك الجنة. ألم ينزل الله فيه قرآنه..؟

ألم يقل له الرسول صلي الله عليه وسلم كلما لقيه: " أهلا بمن أوصاني به ربي خيرا"..؟. ولقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يأمر بالأذان للصلاة إذا ما غاب بلال. وكان صوته العذب يدوي بكلمة " الله أكبر " خمس مرات في اليوم. فإذا حضر بلال وأذن للصلاة كان علي ابن أم مكتوم أن يقيمها خلف الرسول صلي الله عليه وسلم، وكان بلال يؤذن في رمضان فلا يمتنع الناس عن الطعام والشراب لأن أذانه فقط لإيقاظ النائم وتنبيه الغافل، فإذا أذن ابن أم مكتوم كان هذا إيذانا بالامتناع عن الطعام والشراب وإمساك الصائمين. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم. قال: وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمي لا ينادي حتى يقال له: " أصبحت أصبحت". وكان الرسول يستخلفه علي المدينة عند خروجه إلي غزواته. استخلفه حين خرج إلي غزوة قرقرة الكدر إلي بني سليم وغطفان. وكان يجمع بالمسلمين ويخطب إلي جنب المنبر، ويجعل المنبر عن يساره. واستخلفه حين خرج إلي غزوة أحد. وحين خرج إلي حمراء الأسد إلي بني النضير وإلي غزوة الخندق، وإلي غزوة بني قريظة، وإلي غزوة بني لحيان، وإلي غزوة الغابة، وإلي غزوة ذي قرد، وفي عمرة الحديبية. ويروى عن الشعبي قوله: " غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة ما منها غزوة إلا يستخلف ابن أم مكتوم على المدينة وكان يصلي بهم وهو أعمي". ولقد كان يشارك في حياة المسلمين، حياتهم الاجتماعية، وحياتهم السياسية، ويتابع أخبار الوفود التي ترد إلي الرسول صلي الله عليه وسلم. وكان صواما قواما، لم يره أحد إلا في عبادة أو متجها لأداء عبادة أو مشاركا للمسلمين في أمر يهمهم. ولكن ينزل قوله تعالى : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة". إذ هناك من يتفوق عليه في الأجر، وفي التقرب إلي الله. وهناك من هو أحظي منه في العبادة. ويتجه إلي ربه، يتجه إليه بقلب خالص ونفس صافية: يا رب ابتليتني فكيف أصنع..؟ يارب رحمتك التي وسعت كل شيء. فنزل قوله تعالي: " غير أولي الضرر". عن بن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل قوله تعالي: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم". فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد فهل لي رخصة من عند الله إن قعدت..؟ فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم:" ما أمرت في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة..؟ فقال ابن أم مكتوم: " اللهم إني أنشدك بصري.. فأنزل الله بعد ذلك علي رسوله صلي الله عليه وسلم:" لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ". لقد أخذ الرخصة من ربه. فهل ينتفع بهذه الرخصة؟ لقد سمع قول الرسول الكريم: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". فقرر أن يكون له أجر المجاهد، وطلب من إخوانه أن يشركوه معهم في حروبهم. واستجابوا له، ورافق الجيش المتجه إلي القادسية. وعندما وصلوا إلي ميدان المعركة، قال: يا أحباب الله، يا أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم. يا أبطال المعارك، ادفعوا إلي اللواء، فإني رجل أعمي لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين. ويروي قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء وعليه درع سابغة. ثم عاد إلى المدينة فمات بها. رحمه الله رحمة واسعة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

التوقيع:
أبى
هل تعرف كم احببتك
هل تعرف كم افتقدك
يا من ترك الدنيا بكل متعتها
اليوم تذهب الى الالهه الخالق
كيوم فيه ولدت باكيا
فهل تذهب بحسنات ام سيئات
حتى تلاقى الله ضاحكا مسرورا




رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009, 05:10 PM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مشكورة ريهام
جزاكى اله خيرا


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2009, 02:10 AM   رقم المشاركة : [3]
سحر
مشرف
 
افتراضي

جزاكى الله خيرا


التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
سحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذي, الرجل, الرسول, عوتب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع