العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-30-2010, 02:39 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي البطالة من منظور إسلامي:


إذا تأملنا ديننا الحنيف نجد أنه لم يدع المسلم يعاني من ويلات البطالة، فالمسلم وقته ثمين، يقضيه إما في عمل أو عبادة أو ترويح عن النفس، فلا وقت للضياع أو للانحراف. لذلك فالبطالة من المنظور الإسلامي هي: ألا يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه فلا يعد في بطالة، ولو ظل باقي يومه بلا عمل. فالإسلام يشغل الإنسان بكثير من المتطلبات الأخرى في يومه: كالصلاة، والذِّكر، وسائر العبادات.
ولقد عانى الغرب ومازال من انتشار الانحراف وزيادة الجرائم، وكثرة إدمان الخمور والمخدرات في أوساط الشباب. والبطالة هي إحدى أسباب وجود هذه الأمراض الاجتماعية.
نتائج البطالة:
وقد نتج عن البطالة العديد من الآثار الضارة:
فمن الناحية الاقتصادية: خسرت الدول جزءًا هامًا من ثرواتها نتيجة عدم استغلال طاقات الشباب.
ومن الناحية الاجتماعية: انقسم المجتمع إلى أغنياء يزدادون غنى وإلى متعطلين فقراء يزدادون فقرًا، فثارت الأحقاد، وانتشرت الجرائم.
ومن الناحية النفسية: فقد الشباب الثقة في أنفسهم وقدراتهم، فانعزلوا عن المجتمع، ولم يجدوا طريقًا إلا الاكتئاب أو الانحراف.



والمجتمعات الإسلامية -حاليًّا- جميعها تعاني من البطالة، بأنواعها وصورها المختلفة، فذلك يرجع إلى عدم أخذهم بتعالىم الإسلام في هذا المجال.
فلقد علمنا ديننا الحنيف أن العمل عبادة يبتغي المسلم من ورائها رضا الله، والمتأمل في سيرة الأنبياء والرسل يجد أنهم مع ما يشغلهم من أمر الرسالة والدعوة إلى الله كانوا أصحاب مهن، فاحترف آدم -عليه السلام- الزراعة، واحترف نوح -عليه السلام- النجارة، واحترف داود -عليه السلام- الحدادة، واحترف محمد ( التجارة، وكلهم رعي الغنم.
كذلك كان أصحاب رسول الله ( أصحاب مهن؛ فكان خباب بن الأرت حدادًا، وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا.

الرسول ( يعالج البطالة):-
جاء رجل من الأنصار إلى النبي ( يسأله (يطلب منه مالاً) فقال ( (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب (كوب) نشرب فيه الماء. قال (: (ائتني به). فأتاه بهما. فأخذهما رسول الله ( بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال (: (من يزيد على درهم ؟) -مرتين أو ثلاثة -قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين.
فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا فأتني به). فأتاه به، فشد فيه رسول الله ( عودًا بيده، ثم قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا) فذهب الرجل يحتطب ثم يبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله (: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) [أبو داود].

أمَّا إذا ضاقت الحال، ولم يجد الإنسان عملاً،
وأصبح فقيرًا محتاجًا، فعلاج الإسلام حينئذ لهذه المشكلة
هو أن يَكْفُل الأغنياءُ الموسرون أقاربهم الفقراء،
وذلك لما بينهم من الرَّحِمِ والقرابة
، وقد وصفه الله بأنه حقٌّ من الحقوق الواجبة بين الأقارب،
فقال تعالى: {فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم: 38]،
ثم تأتي السيرة النبويَّة خير تطبيق لهذا الحقِّ،
وتُرَتِّب أولويَّات التكافل لدى كل مسلم؛
فعن جابر أنه قال:
أعتق رجل من بني عُذْرة عبدًا له عن دُبُرٍ
فبلغ ذلك رسولَ الله ، فقال:
"أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟"
فقال: لا. فقال: "مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟"
فاشتراه نُعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم،
فجاء بها رسول الله فدفعها إليه،
ثم قال: "ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا،
فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ،
فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ،
فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا".
يقول: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وعن يمينك وعن شمالك].


وإذا عجز الأقارب الأغنياء عن سدِّ حاجة الفقراء
جاء دَوْرُ المجتمع ككلٍّ؛ متمثِّلاً في الزكاة
التي فرضها الله للفقراء من أموال الأغنياء،
ولكنَّ رسول الله جعلها مقصورة على الفقير
الذي لا يستطيع العمل والكسب؛
لذلك قال رسول الله :
"لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ.
بهذا لم يجعل رسول الله لمتبطِّل كسول حقًّا في الصدقات؛
ليدفع القادرين إلى العمل والكسب.


أمَّا إذا عجزت الزكاة فإن الخزانة العامَّة للدولة المسلمة
بكافَّة مواردها تكون هي الحلَّ لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة،
والموئل لكل فقير وذي حاجة -
مسلمًا كان أو غير مسلم -
وخير شاهد على ذلك من سيرة رسول الله
ما كان يفعله مع أهل الصُّفَّة].


وإذا بقي في المجتمع فقيرٌ لا يستطيع العمل؛
وجب على المجتمع كله أن يُخْرِج الصدقات ابتغاء مرضاة الله وثوابه،
وهذه مزيَّة تميَّز بها الإسلام عن غيره من المعالَجَات البشريَّة للمشكلة،
فها هو ذا النبي يُعَلِّم أصحابه الإنفاق،
فعن جرير بن عبد الله أنه قال:
خطبنا رسول الله فحثَّنَا على الصدقة،
فأبطئوا حتى رُئِيَ في وجهه الغضب،
ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصُرَّة]،
فأعطاها له، فتتابع الناس حتى رُئِيَ في وجهه السرور،
فقال رسول الله :
"مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ،
وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا،
وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"].


وبهذه القيم يظلُّ المجتمع متماسكَ البنيان، ومتوازن الأركان،
ولا تنهشه أمراض الحقد والحسد،
والنظر إلى ما في يد الآخرين،
فتمتلئ بطونُ البعض،
بينما غيرهم لا يجد ما يسدُّ رمقه،
أو يُبقي على حياته،
فكان الإسلام ناجحًا في إيجاد الحلول العمليَّة والواقعيَّة
لمشكلتي الفقر والبطالة، ولعلَّ هذه الطريقة الفريدة الفذَّة
في ...علاج مثل هذه المشكلة لَمِنْ أبلغ الأدلَّة على نُبُوَّته ،
وعلى أن المنهج الذي أتى به ليس منهجًا بشريًّا بحال،
إنما هو من وحي الله العليم الخبير.



التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البطالة, ظور, إسلامي:


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع