كن نفسك

[بسمة ناصر]

كن نفسك و لا تسعى لتقليد لا مطرب و لا ممثل و لا أحد فأنت مميز بذاتك


هل أنت تعيش لتقلد الآخرين بكلامهم و تصرفاتهم و لباسهم
حتى و لو أحسست أنها ليست شخصيتك و لا ترتاح لها و فقط لأن الكل يتمثل
و يقلد أصبحت مجبراً على مجاراة هذه الصراعات فما الحل لهذا الوباء المستفحل
و هل فعلاً تقليد الآخرين يحولنا لأشخاص أقوياء الشخصية ؟؟؟
فما الحل يا ترى
كن نفسك بمعنى أن لا تتقمص دور شخص آخر كمطرب أو ممثل أو لاعب كرة قدم او أحد المعارف أو الأصدقاء ، لا تعش للتقليد الأعمى، وتسريحة الشعر، النظارات، وأشياء أخرى كثيرة نفعلها بغرض التقليد.. لكن يا ترى قبلما نفعل أي شئ هل نسأل أنفسنا

(يارب هل أنت راض عمل أفعله أنا ؟؟)

أريد أن أقول لك أن الصورة أغلى من البرواز الذي يبروزها والصورة هى خليقة الله لك.. فهى غالية جداً وأنت غالى جداً أما البرواز فهو الشكل والمنظر الخارجى.. يا من تحاول أن تعمل برواز لنفسك لتنال إعجاب الناس ثق أنك محبوب فى ذاتك.. الله يحبك كما أنت وعندما تتعامل معك نعمة الله وتغُيرك فلن تحتاج إلى برواز ليعطيك قيمة وتنال الإعجاب لأن قيمتك الحقيقية هى فى دم يسوع الذي دفع ثمن خطاياك ليشتريك كما أنت.. كما تقول كلمة الله فى أعمال 20
"لست أحتسب لشئ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيى"
ما أكثر المخدوعين من الخارج،
"قبور مبيضة من الخارج، ولكن من الداخل عظام نتنة"..

يا من تفكر فى شكلك الخارجى هل فكرت مرة فى ماذا أنت من الداخل:

1- عندما أنظر لنفسى من خلال أعين الآخرين سأحتقر نفسى وأُصاب بصغر النفس، لكن عندما يملأ حياتى المسيح سأشعر بقيمتى ويكون هدفى ليس ما يقول عنى الآخرين لكن هدفى وأفكارى متجهه فى ماذا يقول عني الله .....

2- لا تنتظر أو تسعى أن تكون مثل شخص آخر في الحياة حتى ولو فى نشر المحبة .. كل واحد منا له خطة مختلفة عن الآخر، ومشكلة كبيرة لو واحد يأخذ مكان شخص آخر.. هل تقول اليد لأنى لست عيناً لست من الجسد.. أترك الله يشكلك و يبنيك كما يريد فى حياتك و لو من خلال الضيقات والمشاكل.. لأن الضيقات تقوي معدنك و تصقل حياتك و تبني

شخصيتك على حقيقتها طبعاً لو التجات لله و طلبته و صليت له و سألت مساعدته و مشورته في كل كبيرة و صغيرة في حياتك ..

و تذكر أن كل جوهرة في الكون هي فريدة و لو تغير لونها و شكلها و ثق

أنك بدون أن تقلد أحداً و تتمثل شخصيته جوهرة نادرة بنظر الله
2-كن نفسك لا تكن إمعة
كن
(( بنفسك ))

1. بإسلامك عزيز .. به متمسك به قوي على الفجار من العصاة .
2. تمسكك بنفسك و إسلامك سيعصمك أن تقع فيما يغضب الله .
3. تحسن عندما يسيئ الناس التصرف و تفسد أخلاقهم .
4. ساعد على نشر محاسن الإسلام و مكارم الأخلاق .
5. إنهى عن المنكر و اأمر بالمعروف .


و لا تكن
(( إمعة ))

1. تحسن عندما يحسن الناس وتسيئ عندما يسوؤ الناس .
2. تتبع أخطاء الناس و تتحدث عنها كأنك معصوم من الخطئ .
3. تساعد فى نشر الرذيلة و البغاء بقصد و متعمد .
4. ذو موقف سلبي ترى الرذيلة و البغاء فتصمت , ربما سترى فى القريب أعز الناس من أهل بيتك كنجوم في كليب إباحي جديد .

فمن تريد ان تكون فى النهاية ؟ ولماذا ؟

اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران104
الله لا تجعلنا برحمتك ممن قلت فيهم { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67

.

الرسالة موجهة إليكي قبل أن توجه إليه .
3-كن نفسك ...تجد سعادتك


(المصدر موقع المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام)


إن البحث عن السعادة كان وما يزال هدف الإنسان منذ الأزل ,فكل منا يبحث عن

سعادته التي يريدها متكاملة غير زائلة وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون حقيقة ثابتة في

الدنيا ...

ولقد وضحت كثير من الديانات أن السعادة الأبدية هي ما بعد الموت وأن العذاب

الأبدي أيضا كذلك ...

ولكن بعيداً عن البحث عن السعادة المطلقة ألا يتمنى المرء منا سعادة تجعله قادر

على الحياة والإنتاج وتحدي الظروف ...

ان السعادة مفهوم نسبي فما أراه أنا سعادة قد يراه غيري قمة التعاسة وما يراه

غيري سعادة أراه بعيني لاشيء !

لكننا جميعنا نبحث عن هدف واحد وهو الإحساس بالراحة النفسية والثقة الثابتة

والقدرة على العطاء والاستمتاع بالحياة ...

من قال أن القناعة كنز لا يفنى ...

فلقد نظر إلى القناعة بمفهوم مادي وكأن الحياة لا تأتي سعادتها إلا بالمال وما إلى

ذلك
ولكن الحقيقة أن القناعة سعادة لا تفنى !

إذا أردت أن تكون سعيدا فلا تنظر لغيرك وكيف يعيشون فان ما تراه بعينك هو مجرد

مظاهر ،فكم من إنسان يبتسم وفي قلبه ألف جرح غائر, وكم من إنسان يبدي الضجر

إلا انه راض عن نفسه ..

كن نفسك ..............

بمعنى عش حياتك كما تريدها أنت وليس كما يريدها غيرك

عش حياتك بطبيعتك وسليقتك ولا تحاول أن تقلد الآخرين

فان كنت إنسانا ثرثارا وأعجبك شخص صامت فلا تتعب نفسك بتقليده لأنك حينها

ستعاني من عقدة الفشل ...كما لهذا الشخص معجبين لصمته فأنت أيضا لك معجبين

بثرثرتك

فبدل أن تقوم بردة فعل معاكسه لثرثرتك بتقليد إنسان صامت فلتقم بتجميل هذه الثرثرة

بالكلام عن أمور مفيدة فبذلك ستكسب كثيرا من الاستمتاع بموهبة الثرثرة

وقس على ذلك أخي القاري

فإن نظرك لمن حولك بعين الحاسد أو عين المتعشم أن يكون هو نفسه الشخص

الآخر ...دائما ما تكون عبئا عليك وعلى غيرك !

فان الكثير سينفض من حولك لأنهم سيرونك لست بطبيعتك وسليقتك التي تعودوها

منك بل إن لك في كل وقت توجه وتقليد لأناس آخرين وستحصر نفسك في عقدة "أريد

أن أكون غيري"

ليس بمقدورك أن تكون نفس ذلك الشخص الذي تقارن نفسك به وليس بمقدورك أن

تبدل حياتك بحياته ...

واعلم دائما أن لك مزايا ذات رونق يختلف عن أي إنسان آخر وإذا أردت أن تكون

شخصا آخر فسوف تخسر مميزاتك التي لم تكتشفها بنفسك وأيضا ستخسر حياتك

لاهتماماتك التطفلية بشؤون غيرك!

قال احد الحكماء " أن التجربة قد علمتني انه من الأمن التخلص بأسرع ما يمكن من

الأشخاص الذين يتظاهرون بغير حقيقتهم "

عزيزي القاري

يجب أن تكون بالحياة نفسك بجميع أخطائك وقصورك ولا تقلد شخصا آخر لمجرد انه

مبدع بعينك فقد يكون غبي جدا بعين غيرك وتذكر أن رضا الناس غاية لا تدرك


يقول السير والتراليه الذي كان أستاذا للأدب الإنجليزي بجامعة أكسفورد " لا يمكنني

كتابة كتاب يعادل أو يضاهي كتب شكسبير ، إلا أنني يمكنني كتابة كتاب خاص بي "


تذكر دائما :

دعنا لا نقلد الآخرين ..

سنعثر على أنفسنا ونكون أنفسنا وهذه هي قمة السعادة

سأختم مقالي هذا بما قاله الشاعر دوجلاس مالوك :

" إن لم يكن بإمكانك أن تكون صنوبرة على قمة جبل ,

كن شجيرة صغيرة في الوادي ,

فستكون أفضل شجرة بجانب الغدير ،"

تقبلوا خالص تحياتي وتقديري.

[على الشامى]

موضوعك رائع شكرا ليكى