"المشهد" هاربون من جحيم بشار يروون "تفاصيل المأساة"

[محمد زنادة]

هاربون من جحيم بشار يروون "تفاصيل المأساة"

منذ اندلاع الثورة السورية وأعداد اللاجئين السوريين فى ازدياد مع اشتداد قصف الجيش السورى للمدن السورية حيث وصلت اعداد النازحيين داخل سوريا الى 3 مليون سورى وخارج سوريا فى كل من مصر والاردن وتركيا الى نصف مليون سورى وهؤلاء شهود عيان حول المجازر التى ارتكبها الجيش السورى فى حق السوريين.

ولم تكن رحلتهما سهلة بل كانت رحلة حياة او موت تحكى لنا الاديبة السورية ابتسام شهبوش عن مأساة هروبها قائلة: هربت من حى اللاذقية انا وعائلتى بعد ان قصف حى اللاذقية وكانت الرحلة مميتة حيث هربنا على الاقدام واضطررنا ان نتخلى عن طعامنا لكى نحمل اولادنا، ولا انسى منظر الجثث فى المستشفى الميدانى باللاذقية وهى مشوهة وقد سرقت منهم هوياتهم حتى لا يتعرف احد عليهم ويتم دفنهم بدون علم احد. وتضيف انهم عند وصولهم الى الحدود التركية لم يجدوا ماوى لهم بسبب كثرة اللاجئين مما اضطر البعض للرجوع الى سوريا ونحن استطعنا الهرب الى مصر.

يقول إبراهيم مخلف 54 سنة من حمص: إن المدينة تعرضت للتدمير الكامل وان هناك جثثًا فى الشوارع ونقصًا فى الادوية والمواد الغذائية، ويضيف انه فر مع زوجته واولاده السبعة من حى البياضية الى وادى خالد ثم للحدود المصرية ويتذكر بانهم فى الشتاء لم يجدوا حطبا للتدفئة فكسروا ابواب منازلهم طلبا للدفء وخوفا من الخروج للشارع بسبب وجود القناصة التى تقوم بقتل اى مشتبه فيه.

يضيف انس قرنوب 30 سنة من باب عمرو انه وزوجته وطفله الذى عمره عامان عبروا الى الحدود التركية ثم الى مصر مفضلا مواجهة الخطر على ان يبقى فى بيته والصواريخ تنهال عليه بمساعدة بعض من جنود الجيش الحر السورى.. ويتحسس بدران الغزاوى يده المشوهة باسى قائلًا بان السلطات السورية اعتقلته ابان المظاهرات فى درعا ولمدة 15 يومًا قاموا بتعذيبه بالكهرباء، ويقول: لقد صلبونى وقاموا بتثبيت يدى ثم سمعت انفجارا ولم اشعر بشيء مباشرة لكنى رايت قطرات الدم تنهمر من يدى ثم اغمى على، وبعد الافراج عنى هربت مع اهلى الى مصر بثيابنا فقط.

أما ميادة احدث لاجئة وصلت الى مصر فتحكى قصة 10 ايام هروبا من جحيم القتل فى سوريا فهى ام لعشرة اولاد من حلب ولقد هربت عن طريق الريحانة بعدما ضاقت بهم السبل فهى لا تنسى منظر ابن اختها الذى اغتاله القناصة وهو فى المخبز يحضر الخبز لاخوته فلا احد امن فى الشوارع، والبيت الذى يشكون فى وجود مسلحين به يتم تدميره والحى باكمله لذا اضطررنا للهروب، واثناء الرحلة اطلقت علينا قذائف واصابت الاتوبيس بشظايا لكننا واصلنا الهرب حتى الحدود الاردنية التى رفضت ان نمكث بها واضطررنا للسفر الى مصر، ولقد هرب هؤلاء من جحيم سوريا الى جحيم آخر حيث عدم توافر اى خدمات لهم من مسكن وصحة وتعليم.
المصدر: