إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-20-2011, 06:54 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي مبارك حاول الانتحار ثلاث مرات

محمد الباز يكتب

لم يكن الرئيس مبارك- في أسوأ وأسود كوابيسه- أن تكون نهايته علي هذه الصورة المهينة، فقد تم إذلاله ومرمغة أنفه في التراب.. وبعد أن كان يفخر بتاريخه العسكري، وأنه صاحب أول ضربة جوية في حرب أكتوبر، وجد تاريخه العسكري كله في التراب.. لا يوجد شيء ينقذ مبارك الآن من الإهانة والذل إلا الموت، لكن يبدو أن الموت هو الآخر يريد أن ينتقم من مبارك، بان يتركه للحياة تخلص منه حسابها علي طريقتها الخاصة.
عندما دخل مبارك مستشفي شرم الشيخ نهاية الأسبوع الماضي، تخيل كثيرون- وأنا منهم- أن الرجل لابد أن يلقي حتفه، سواء بيديه أو بيد الآخرين، فموته يمكن أن يكون حلا لمشاكل كثيرة، لا يقدر أحد علي مواجهتها أو حلها، وعندما يصبح مبارك في ذمة الله، يصبح خارج اللعبة، وخارج كل الحسابات، وهو ما يمكن أن يهون الأمر كثيرا عليه وعلي المجلس العسكري وعلي من يضغطون من أجل حمايته من المحاكمة.. وحتي الثوار.. سيرتاحون كثيرا.
لكن ما تخيلناه كان وهما، فمبارك ورغم حالته الصحية المتردية، والنفسية المتدهورة إلا أنه مازال يمسك بالحياة، صحيح أن مبارك أسر إلي بعض أصدقائه، أنه يريد أن يموت، لكنه لن يفعلها بنفسه، فهو لا يريد أن يلقي الله وهو كافر.. ورغم ذلك فهناك من يؤكد أن مبارك أقدم علي الانتحار ثلاث مرات منذ إعلانه تخليه عن السلطة في 11 فبراير الماضي، لكن المحاولات لم تنجح.. خاصة أن من حوله كانوا يتابعونه بدقة، خاصة أن حالته الصحية تستدعي رعاية ومتابعة كاملة.
آخر محاولات مبارك للانتحار كانت بعد أن دخل مستشفي شرم الشيخ، عندما امتنع عن تناول الأدوية تماما وهو ما تم وصفه بأنه رغبة في الموت، ليتخلص الرجل من المشهد كاملا، وكانت هناك محاولتان للانتحار، الأولي بعد أيام قليلة من التنحي.. ووقتها خرجت شائعة أن الرئيس توفي، لكن تم نفي الشائعة بسرعة.. والثانية بعد أن أدرك أنه ستتم محاكمته هو وأولاده، ولن يكون هناك أي استثناء له.

ورغم أن الحالة الصحية للرئيس منذ خروجه من السلطة لم تكن مستقرة، لكنها شهدت أعلي درجات تدهورها، بعد أن وجد نفسه وجها لوجه أمام المحققين، الذين واجهوه باتهامه في قتل المتظاهرين، وهو ما لم يتوقعه مبارك، حيث اعتبر ذلك خيانة له وتحميله من الذنوب ما لم يقترفه.
مبارك كان في قاع الاكتئاب والإحباط أثناء التحقيق معه، لدرجة أن ردد أكثر من مرة وعلي مسمع ممن كانوا حوله:يارب خدني.. أنا عاوز أموت.. لكن الموت لم يكن في طوعه، وهناك تأكيدات أن قلب مبارك الذي أكد الأطباء أنه سليم تماما توقف لمدة 20 ثانية، وهو ما جعل الأطباء يلجأون إلي علاجه بالصدمات الكهربائية.. وقد استجاب بالفعل بعد الصدمة الثالثة، وكأنه مكتوب له أن يعيش ليتم التنكيل به وإهانته وإذلاله حتي النهاية دون رحمة أو شفقة.

مبارك ورغم حالته الصحية والنفسية السيئة إلا أنه يحاول أن ينجو علي الأقل بنفسه، فليس أمامه إلا ذلك بعد أن تم سجن ولديه، وهناك احتمالات شبه مؤكدة أن تصل زوجته سوزان ثابت إلي سجن النساء بالقناطر، مبارك قام بكتابة وصيته- ولا أحد يعلم ما الذي جاء فيها حتي الآن- وقد أودعها إلي محاميه الشهير فريد الديب، وقد طلب من الديب ألا يفتحه أو يطلع علي ما فيها إلا أن يموت.. كما أنه كتب رسالة وجهها إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وقد وصلت الرسالة إلي المجلس مغلقة ولا أحد يعرف ما الذي جاء فيها علي وجه التحديد.
هامش: هذا إحساس شخصي وأعرف أن كثيرين يمكن أن يستنكروه علي، لكن هذا ما فكرت فيه تحديدا، لقد أهدر حسني مبارك كل ما حصل عليه في الحياة، لقد تم الإيقاع بالرجل بما فعله وما اقترفته يداه، تم تدمير كل تاريخه العسكري والسياسي، أصبحت الصفة الملازمة له الآن أنه اللص الذي سرق المصريين، والقاتل الذي سفك دماء أبناءهم، وذلك كله من أجل أن يبقي علي كرسي العرش، الذي لم يكن من حقه من الأساس.

كنت أعتقد أن حسني مبارك يمكن أن يكون فارسا نبيلا، أو قائدا عسكريا شجاعا، لا يرضي الهزيمة ولا يرضي الإهانة ولا يسلم للإذلال، لكنه رضخ لكل ذلك مرة واحدة، دون أن يقتل نفسه...أن يتخلص من حياته، قبل أن يجد نفسه في يد من يقلبه ذات اليمين وذات الشمال.
لقد كانت محاولات مبارك في الانتحار مجرد اعتراض سلبي علي ما يحدث له، كان يمتنع عن تناول الدواء كنوع من الاحتجاج علي ما يلاقيه، لكنه لم يكن إيجابيا ولو لمرة واحدة، ويقدم علي إنهاء حياته بشكل إيجابي، وهو كقائد عسكري وسياسي كبير يعرف جيدا ما هي الأشكال الإيجابية التي يمكن أن يستخدمها حتي ينهي حياته ويتخلص من كل عذاباته.
انتهي الهامش، وأعود مرة أخري إلي المتن، إلي ما يمكن أن نعتبره المصير الغامض للرئيس مبارك، إنه الآن رهن التقارير الطبية التي يقوم عليها كبير الأطباء الشرعيين في مصر، وهي تقارير من شأنها أن تقول هل يظل مبارك محبوسا في المستشفي- أيا كان نوع هذا المستشفي في شرم الشيخ أم في القاهرة- أم يتم حبسه في زنزانة في طرة...وأغلب الظن أن التقارير الطبية وفي هذه الحالة لا تخضع لقواعد الطب بقدر ما تخضع لمتطلبات السياسة.

في نهاية الأمر نحن أمام أسوأ نهاية يمكن أن يقابلها رئيس في حياته، كان يمتلك الدنيا بما فيها، وفجأة وجد نفسه مجردا من كل شيء، لم يخرج حتي بأولاده الذين فعل كل ذلك من أجلهم.. إنهم أنفسهم سبقوه إلي السجن، ويواجهون اتهامات علي الأقل يمكن أن يحكم عليهم فيها بالمؤبد.. لقد دخلوا السجن وهم في قمة الشباب.. ولن يخرجوا منه إلا وهم شيوخ.. سيخرجون مفلسين مهانين أذلاء.. قد يكون مبارك دعا الله كثيرا أن يحسن الله خاتمته.. لكن فيما أعتقد أن الله لم يستجب له أبدا.

المصدر
جريدة الخميس
http://www.elkhamis.com/Artical-55608004.html
التوقيع:


رد مع اقتباس
قديم 04-20-2011, 08:27 PM   رقم المشاركة : [2]
ام نوروبدر
عضو
 
افتراضي

لاحول ولا قوة الا بالله
سبحان المعز المذل

ربنا يصبره علي مابلاه
هواللي عمل كده في نفسه


ام نوروبدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبارك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع