أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-10-2019, 03:51 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الفن وناصر وثورة 52

كما مثلت ثورة يوليو 52 جزءا كبيرا من وجدان عمى المنتج الكبير جمال الليثى، وكانت له فيها ذكريات كثيرة لا تنسى- ذكرنا بعضها فى المقال السابق- كذلك كانت ثورة يوليو راسخة فى وجدان والدى (رحمه الله) المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى؛ فكان على يقين أن الفن هو أداة لترسيخ التاريخ فى وجدان الشعوب، وهو ما دفعه دفعا لإنتاج أفلام أبرزت العديد من الملامح السياسية فى مصر باختلاف فتراتها.


وقد تذكرت كيف فكر فى إنتاج فيلم ناصر 56 لإدراكه أهمية تلك الفترة فى تاريخ مصر وتحديداً اختيار عام 56 فى حياة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ ليكون من العلامات الفارقة فى تاريخ مصر؛ حيث إنه كان العام الذى تم فيه تأميم قناة السويس، وقد شكل ذلك الفيلم تحدياً أمامه ففى بداية جلسات العمل اعتقد الأستاذ محفوظ عبدالرحمن (رحمه الله) أنه لن تتم الموافقة على عمل يجسد جمال عبدالناصر، لكن والدى تحمس جدا للفكرة ووافق فى وقت كان ممنوعا فيه ذكر اسم جمال عبدالناصر، واقترح الفنان الكبير أحمد زكى (رحمه الله) تحويل العمل إلى فيلم تليفزيونى، بدلا من سهرة، وتردد والدى قليلاً وقتها عندما ظهرت فكرة أن يكون الفيلم بالأبيض والأسود، فهو كان يريد إنتاج فيلم مبهر بالألوان، ويسخّر له أحدث الإمكانيات، ولكن فى النهاية اقتنعوا جميعاً بفكرة الأبيض والأسود، ولم يكن من السهل العثور على أفلام أبيض وأسود.

وبذل قطاع الإنتاج مجهودا كبيرا لتوفير تلك الأفلام كما قدم كل التسهيلات اللازمة ليخرج الفيلم بهذه الصورة، حتى إن المونتاج وطباعة الفيلم تم عملهما فى لندن، وجاء الفيلم من لندن إلى مهرجان التليفزيون مباشرة ليعرض فى الافتتاح وعند عرضه استقبله الجمهور بالحماس والترحيب الكبير، وكانوا بأعداد كبيرة، لدرجة أن أحمد زكى جلس على الأرض لعدم وجود أماكن، وبدأ كبار المسؤولين فى التنبه إلى خطورة الفيلم.

وحصلت القيادة السياسية على النسخة الوحيدة من الفيلم، وتمت مشاهدتها فى عرض خاص، وجاء عتاب شديد اللهجة لوالدى على إنتاج فيلم «ناصر 56»، فاتصل به مسؤول كبير بالدولة (صباح الخير يا ممدوح.. أهلا يا دكتور.. جرى إيه يا أستاذ ممدوح إنت طلعتلنا عبدالناصر من التربة ليه؟) وعلى الرغم من أن الفيلم عُرض تجاريا وحقق إيرادات كبيرة، وكانت أمام دور العرض يوميا تظاهرات كبيرة لنفاد التذاكر، فقد جاءت تعليمات عليا برفع الفيلم من السينما ووضعه فى خزانة خاصة بمبنى التليفزيون، وظل الفيلم ممنوعا من العرض لمدة عام كامل مما أثار تساؤلات كثيرة، خاصة من جانب بعض المسؤولين العرب الذين تدخلوا لدى الرئاسة للسؤال عن سبب ذلك، ومنهم الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ووزيرة الإعلام الليبية التى عرضت شراء الفيلم، وتحت هذه الضغوط تم عرض الفيلم وحقق إيرادات ضخمة.

وللحديث بقية
التوقيع:


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع