إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-18-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب صديق العمر.. أفتقدك

وما هي إلا أيام قليلة لنودع عاما ونستقبل عاما جديدا ليأتى مع بدايته ذكرى رحيل أستاذى ومعلمى وصديقى ووالدى الغالى الكاتب والسيناريست الكبير ممدوح الليثى، رحمه الله، الذي أفتخر بكونى ابنه؛ فلقد كان من حظى أن أنشأ وأتربى في كنفه فما زلت إلى الآن أتعلم منه، فلقد كان رجلا عصاميا طموحا ناجحا حفر بيديه وبعزيمته في الصخر ليصل إلى ما يريد وما يحب وما يطمح إليه، ولم توقفه أي عقبة من العقبات مازلت أتذكر كلماته ومواقفه التي تعلمت منها الكثير، وأتذكر وهو يحكى لى عن بداية مشواره وهو لا يزال طالباً في المدرسة وشغفه بالكتابة والصحافة، حيث أصدر مجلة «الفدائيون» وهى مجلة بالنسبة لطالب عمره ستة عشر عاماً يأخذ مصروفاً من والده حوالى «تعريفة» في اليوم- لم يكن بالأمر الهين، ولكن ذلك لم يكن بالأمر الذي يوقفه، فلحماسه الشديد وإيمانه بما يريد أن يحققه، وضع الجنيه في جيبه وتوجه إلى ميدان السيدة زينب، حيث قابل الأستاذ كامل بريقع حسن، صاحب ومدير جريدة «السحاب»، وكذلك مطبعتها. سلم الأستاذ كامل بريقع الجنيه وحرر له شهادة بأنه يوافق على إصدار عدد خاص من جريدة السحاب باسم «الفدائيون»، يشرف على تحريرها الأستاذ ممدوح الليثى. حمل والدى الشهادة وتوجه بها إلى الرقيب العام وقتها الصاغ موفق الحموى في قصر عابدين، الذي تفحص والدى من فوق لتحت، وقال له بتهكم: إنت اللى حتصدر المجلة؟ قال بحماس: نعم.. سأله بدهشة: عندك كام سنة؟.. ورد بلماضة: 16 سنة.. وأخذ والدى يسرد له موضوعات مجلة «الفدائيون» وأنه تلقى فرقة تدريب صاعقة بأنشاص وأن هذه المجلة يحررها مجموعة من الفدائيين الذين لازموه في هذه الفرقة! شاركه موفق الحموى حماسه.. وأشّر بالموافقة ليصدر المجلة بعد ذلك، وكانت محصلة مشروعه لإصدار مجلة «الفدائيون» مشرفة من الناحية الأدبية، ومن الناحية المادية.. ليلتحق بعدها بكلية الشرطة ولم يبعده ذلك عن عشقه للعمل الصحفى فأصبح مسؤولاً عن مجلة الكلية والتقى وقتها كبار الأدباء والكتاب مثل الدكتور طه حسين والأستاذ إحسان عبدالقدوس والأستاذ على أمين ليكتبوا موضوعات لمجلة الكلية في خلال تلك الفترة، وهو مازال طالبا. شجعه الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ووافق أن يعمل محررا بالقطعة في مجلتى روز اليوسف وصباح الخير.. وكان يكتب في الأولى باب «يا بوليس» وفى صباح الخير «حكايات المخبر المجهول» وبعد تخرجه وخلال فترة عمله بالشرطة التحق بمعهد السينما، حيث حصل على دبلوم السيناريو كما كان قد بدأ يكتب مسلسلات وسهرات للتليفزيون المصرى حين حصل على الجائزة عن فيلم «تاكسى» من تأليفه بمهرجان التليفزيون الدولى عام 1966 وحينها كتب إحسان عبدالقدوس مقاله الشهير عن والدى بعنوان: «افصلوا هذا الضابط» يتحدث فيه عن موهبة والدى وقدراته في الكتابة، وبالفعل قدم والدى طلبا للواء شعراوى جمعة، وزير الداخلية، وقتها، لنقله إلى التليفزيون المصرى واستقبله اللواء شعراوى وهنأه على فوزه بالجائزة ووافق على نقله من الشرطة للعمل بالتليفزيون المصرى. أنظر من بعيد متأملاً مشواره الذي لن تكفيه تلك السطور القليلة لسرده فأجد أن والدى ممدوح الليثى، رحمه الله، ظل على شغفه وحماسه وحبه للكلمة سواء في الصحافة أو في كتابة السيناريو أو في الفن عموماً منذ بداياته وطوال مشوار حياته.

التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع