العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-30-2009, 09:43 PM
سحر سحر غير متواجد حالياً
مشرف
 


افتراضي ماهوا الحزن وكيف يوثر فينا

في عام 1864 كتب أبراهم لنكلون خطابا إلى أم لخمسة أولاد يعزّيها بوفاتهم إذ كانو قد قتلوا جميعهم في المعركة ، وقال " إن الكلمات تعجز عن إخراجك من حزنك بسبب الخسارة الفادحة التي أصابتك " .




تمت منذ ذلك الوقت كتابة ملايين الكلمات في موضوع الحزن ، إلا أنها جميعها قل ما تجلب السلوى والعزاء . الحزن شـيء عالمي ، ولكنه في نفس الوقت شخصي وخاص جدا . ربما يكون هذا سبب الصعوبة التي يلاقيها الأطباء النفسانيون وعلماء السيكولوجيا في التعامل مع الحزن .



تؤثر العادات والدين والشخصية على الطريقة التي يعبر فيها الناس عن أحزانهم . بعض الناس يجاهر بحزنه وجزعه ، وآخرون ينطوون على أنفسهم وينعزلون . بعضهم يطفق بالبحث عن المدلول والمغزى – ما هي فحوى حياة الفقيد ، ولماذا وافته المنية في هذا الوقت ؟ البعض الآخر لا يسأل مثل هذه الأسئلة بتاتا . بعض الناس يريدون التعبير عن شعورهم ، وآخرون غيرهم لا يريدون ذلك . الحزن لفقدان عزيز شيء طبيعي ، بل وضروري . أغلب الناس لا يحتاجون إلى مساعدة طبيب نفساني للتغلب على الحزن ، ويستطيعون التعامل مع الأمر بأنفسهم بطريقة أفضل .



الحزن شيء بسيط ومعقد في نفس الوقت


أحد الهموم التي تنشأ بعد الوفاة هو ما الذي سيحدث لمن يخلفهم الفقيد وراءه . كيف ستواصل الأرملة ، أو الأرمل ، حياتها وهل سيقتلها الحزن ؟ قد نسخر من الروايات والمسرحيات التي تقول أن الناس يموتون من الحزن. ولكن أي أحد يشعر بكرب الحزن العميق يدرك أنه مؤذ إن لم يكن في الواقع قاتلا . مع ذلك ، قل أن نتحدث عن الحزن والأسى هذه الأيام، بل إننا نتعامل معه على أنه نوع من الاضطراب . لقد ظهرت تسميات جديدة للحزن الآن ، منها الحزن المركب أو الحزن المؤذي وهو ما يتخطى الحزن الذي يشعره معظم الناس . قد يكون فيه شوق شديد إلى الفقيد ، وقد تتخلله فترات من البكاء . وقد يستمر الحزن عدة شهور , ومع أنه كثيرا ما يشبه المرض الذي يوقع الاكتئاب في النفس فإنه لايستجيب عادة للأدوية المضادة للاكتئاب ، وقد يكون له أثر مدمر على الصحة .


القدرة / عدم القدرة على استعادة الحالة الطبيعية


حتى في الأحزان "العادية" قد تتأثر صحة الشخص العقلية والجسدية . لقد أجريت دراسات كثيرة على بعض كبار السـن الذين فقدوا زوجاتهم / أزواجهم . أجريت دراسة في سايكلوجية الصحة على 55000 إمرأة مسنّة (بعضهن أرامل وبعضهن غير ذلك) تبيّن منها أنه بالرغم من الأثر السيء الذي يخلفه فقدان الزوج على الصحة العقلية والنفسية فإن النساء استطعن التكيف مع الوضع واستعادة حالتهن الطبيعية مع مرور الوقت . بالإمكان شرح الاستراتيجات الناجحة التي اتبعنها، كما يلي : بعضهن بحث عن المساعدة الطبية أو الدعم الاجتماعي من داخل مجتمعاتهن . وبعضهن تعلمن طرقا أكثر إيجابية للتعامل مع الأمر، والبعض الآخر كن يعتنين بزوج مريض أو مقعد قبل وفاته وأصبحن يدركن بعد وفاته أن الضغط النفساني في حياتهن سيصبح الآن أقل من ذي قبل .لاحظ فريق من الباحثين الذين أجروا دراسة ممثالة في هولندا أن من يفقدن أزواجهن يواجهن المصيبة بأنفسهن في وقتهن الخاص وبطريقتهن الخاصة .


ماذا عن الشخص الذي يعاني من خزن مزمن ولا يتحسن حاله؟ أعراض مثل هذه الحالة تشمل فقدان الحس، وعدم تصديق ما حدث، والشوق الدائم إلى الفقيد، وتشتت الشعور بالأمان والثقة ، والكوابيس، والأرق ، وفقدان الشهيّة .


الغريب أنه بالرغم من كثرة الأطباء النفسانيين والاستشاريين المدربين لمعالجة الحزن العميق، لا أحد يعرف متى يتحول الحزن الطبيعي إلى حالة مرضية أو كيف يمكن معالجة ذلك إذا حدث . الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شخصية، أو الذين قاسوا من فقدان أكثر من عزيز أو أصابتهم أكثر من مأساة، أو الذين لا أصدقاء لهم أو أقارب ، هؤلاء جميعا يكونون الأكثر انهزامية والأكثر حاجة إلى مساعدة الأخصائيين . لقد ألقت الدراسات الحديثة ظلال الشك على فائدة العلاج النفساني لغالبية الأشخاص الذين يقاسون من الحزن .نظرة شاملة على على بحث أجراه مركز تحسين الصحة تدل على أن معظم الناس لا يحتاجون إلى علاج نفساني لأحزانهم أو يستفيدون منه ، وأن ذلك العلاج في بعض الحالات يزيد الأمور سوءا . يعتقد بعض الأخصائيين أن النصيحة النفسية بشأن الحزن القصيرة الأجل - من ثماني إلى اثنتى عشرة جلسة – قد لا تأتي بنتائج جيدة . ربما يحتاج هؤلاء الناس المزيد من العلاج أو يحتاجون العلاج في وقت مختلف .


فيما يلي بعض النصائح لمن يحاول التعامل مع حزنه بنفسه أو يواسي شخصا آخر يحبه :


التعبير عن الحزن يشكل جزءا من العلاج بالنسبة لأكثر الناس . البكاء والحديث والتذكّر كلها من طبيعة البشر وأمور عادية .


العثور على شخص محل ثقة . بعض الناس (لا جميعهم) يجد العزاء في الكتابة عن سبب الحزن . ربما تكتب خطابا إلى الشخص الذي فقدته . ربما تكتب إلى صديق قديم . بعض الناس يجدون عزاء في الإجابة على خطابات المواساة ، أو في كتابة خطابات شكر على هدية أو باقة أزهار تسلموها في ذكرى فقيدهم .


لنتذكر أن الحداد يأخذ أشكالا عديدة ويدوم شهورا عديدة أو حتى سنوات . احيانا يبدأ الشفاء العاطفي حتى بدون أن نشعر به .


إذا كانت وفاة من فقدت متوقعة منذ وقت طويل، قد لا يكون حزنك عميقا وطويلا . ومع أن هذا بحد ذاته قد يسبب المعاناة لبعض الناس إلا أنه يجب أن لا يشعرهم بالذنب .


إذا كنت تقوم بمساعدة صديق أو قريب فقد حبيبا ، الأرجح أن يكون أفضل شيء هو السكوت والاستماع إلى أسئلته والإجابة عليها . تجنب اسداء نصائح من قبيل : " الوقت يداوي الجرح" أو " حاول الخروج إلى الخارج وعمل شيء ما "


إذا كان قد غمرك الحزن ولا تستطسع تمالك نفسك ، وتنتابك الكوابيس باستمرار ، أو اصبت بالاكتئاب ، عندها يجب أن تنشد مساعدة أحد .

التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماهوا, الحزن, يوتر, فينا, وكيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع