إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2018, 02:31 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب قصة حب

الإنسانية لا دين لها ولا وطن، فهى تنبع من الشخص نفسه، هذا ما حدثتنى به نفسى عندما سمعت قصتين مختلفتين لطفلين بالصين، الطفل «وانج» والطفل «تشن».. أحداث القصتين تتشابه فى مدى النبل والرحمة المتفجرة منهما، وهما فى هذه السن الصغيرة، فهما نموذج، ندر أن نجده بين الكبار، وكأن الإنسان كلما تقدم فى العمر نضبت منه هذه المشاعر الإنسانية.



«وانج» طفل صينى عمره 6 سنوات يعيش فى مدينة شاوكسينج الصينية، ورغم سنين عمره التى لا تتعدى أصابع الكفين إلا أنه وجد نفسه هو المسؤول الوحيد عن أسرته، فهذا الطفل اكتشف إصابة والده بمرض السرطان، وفى مرحلة متأخرة منه، ووالدته تعانى من مرض نفسى، ما جعلها عاجزة عن العناية بأسرتها لم يقف «وانج» هذا الطفل الصغير موقف المتفرج العاجز، وهو موقف من الممكن أن نقول عليه إنه موقف طبيعى فى هذه السن الصغيرة، ولكن هذا الطفل أراد إعطاء الإنسانية درساً عن غير قصد منه أو حتى وعى.

لقد أخذ على عاتقه مهمة رعاية والده المريض رعاية كاملة، من أكل وشرب ونظافة واهتمام بإعطائه الدواء، ومع كل هذه المسؤولية التى أخذها على عاتقه كان «وانج» يذهب لمدرسته بانتظام، وعمة «وانج» هى التى كشفت هذه البطولة النادرة لهذا الطفل الذى كان يعود من مدرسته ليهتم بشؤون المنزل من غسيل أطباق ومسح أرضية، وإلى جانب ذلك الاهتمام بوالده.. والأب نفسه يقول إنه أصابه الذهول من بطولة ابنه الذى تحمل كل هذه المسؤولية لوحده وبمبادرة شخصية منه.

أما الطفل «تشن»، 7 سنوات، شاء القدر أن يتعرض هو وأمه لمحنة، الأم، 43 سنة، أصيبت بفشل كلوى، وكانت محتاجة نقل كلية، الطفل تشن أصيب بالسرطان.. وكان الاثنان بنفس المستشفى، ولتدهور حالة الطفل أجمع الأطباء أن أيامه أصبحت معدودة، وكان رد فعله مذهلا، فقد طلب أن يتبرع لأمه بكليته، ورفضت الأم، وتدهورت حالة الطفل أكثر، وقبل دخوله الغيبوبة ترجى والدته أن تأخد كليته.. وأقنع الأطباء الأم بأن تقبل كلية طفلها، فإذا الموت أصبح حتمياً، فمن الفضل أن تحتفظ بجزء من ابنها، ومات تشن، ونقلوا كليته لأمه، لكنها تفاجأت أن الطفل ترك وصية، قرر فيها أن يتبرع بكليته الثانية وبجزء من كبده لمريضين بالمستشفى.. وافقت الأم على وصية ابنها، وهى مذهولة.. فلقد مات هذا الطفل، ولكن هناك ثلاثة أشخاص عاشوا بسببه.. طفلان لم تتجاوز أعمارهما أصابع اليد، ولكن اختاروا أن يكون لهم موقف وبصمة فى هذه الحياة.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع