إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2018, 02:43 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكاية هارون وبهلول

يحكى أن بهلول كان رجلاً مجنوناً فى عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد.. ومن طرائف بهلول أنه مر عليه الرشيد يوماً وهو جالس على إحدى المقابر، فقال له هارون معنفاً: يا بهلول يا مجنون متى تعقل؟ فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجرة، ثم نادى على هارون بأعلى صوته: يا هارون يا مجنون متى تعقل؟، فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه وقال له: أنا المجنون أم أنت الذى يجلس على المقابر؟! فقال له بهلول: بل أنا عاقل! قال هارون: وكيف ذلك؟ قال بهلول: لأنى عرفت أن هذا زائل، وأشار إلى قصر هارون، وأن هذا باق، وأشار إلى القبر، فعمّرت هذا قبل هذا، وأما أنت فإنك قد عمّرت هذا [يقصد قصره] وخربت هذا [يعنى القبر]، فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك لا محال، وأردف قائلاً: فقل لى من منا المجنون؟ فرجف قلب هارون الرشيد من كلمات بهلول وبكى حتى بلل لحيته وهو يقول: والله إنك لصادق ثم قال هارون: زدنى يا بهلول، فقال بهلول: يكفيك كتاب الله فالزمه، قال هارون: «ألك حاجة فأقضيها؟»، قال بهلول: نعم ثلاث حاجات إن قضيتها شكرتك! قال: فاطلب، قال: أن تزيد فى عمرى، قال: لا أقدر، قال: أن تحمينى من ملك الموت، قال: لا أقدر، قال: أن تدخلنى الجنة وتبعدنى عن النار، قال: لا أقدر، قال: فاعلم أنت مملوك ولست ملكاً ولا حاجة لى عندك!!.


ويا لها من قصة فيها عظات لنا جميعاً، فالكل يتسابق ويجرى، وأحياناً من كثرة الجرى ننسى الهدف والمغزى من حياتنا، والتى هى رحلة قصيرة تزرع فيها ما تريد أن تحصده فى النهاية.. فالنهاية محتومة على الجميع، ولكن ما بين البداية والنهاية طريق مفتوح أمامك لكتابة ما تريد أن تقرأه فى ختامها، فلنحسن الكتابة والعمل، فكل شىء إلى زوال، فاللهم أحسن ختامنا.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع