إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-25-2011, 01:37 AM
wael saeed wael saeed غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي ولي الأمر يؤدب المعلم بالأمر--مقالتي في المصري اليوم

أصوات تتعالى وصرخات وخبطات علي أبواب حديدية أسمعها وأنا أعبر الطريق ووجدت نفسي أعدو خوفا علي حياتي من أن أكون ضحية احد البلطجيه الذين انتشروا كما لم ينتشروا من قبل ، بعد أن هدأت نفسي واطمأننت أني بعيد عن الخطر اقتربت من الأصوات لأعرف ماذا يحدث .
يا للهول ويا للصاعقة أكثر من خمسين رجل وسيده يحملون العصي ويلوحون بها ويلقون التهديدات والشتائم وبكل قوتهم يضربون الباب الحديدي لأحد المدارس وكأنهم يريدون عبور خط بارليف أو تحرير المسجد الأقصىى .
أصوات هرج ومرج وصرخات رعب وفزع تأتي من داخل أسوار هذه المدرسة التي لطالما كنت أمر عليها أثناء ذهابي إلي العمل أو العودة منه ولم أسمع أبدا داخلها سوى أصوات بعض المعلمين يقرأون بعض أجزاء المناهج المختلفة والتلاميذ تكرر من ورائهم بصوت يسمعه أي أب وأم وكأنه موسيقي أو أغنيه يملؤها الحب والحنان .
لم أصدق ما أراه وبكل جرأة لم أعتادها علي نفسي من قبل قررت أن أقترب لأسال أحد هؤلاء الغاضبين الذين تجمعوا حول المدرسة وكأنهم قوات المارينز الامريكي الذين أتوا للفتك بالظواهري او أحد الإرهابيين .
"إحم يــــا استاذ لو سمحت"
"إيـــــــــه عايز إيـــــــه ؟”
"هو حضراتكم ناويين تكسروا المدرسة ولا بتعملوا إيه بالضبط ؟”
وكأن أحد مقذوفات الأمن المركزي انطلقت واستقرت في رأسي فهم دائما ما كانوا يصوبون تجاه الرؤوس، هذا ما شعرت به عندما انفجر الرجل وبعض الرجال الآخرين بصوت عال فجر الطبلة الداخلية لأحد أذناي وقال :
"أحنا حنموتهم ولاد الـــ................ "
و بعد وصلة من الشتائم التي لا تليق أبدا أن توجه إلي المعلم اضطررت وكلي رعب أن أسال مرة أخرى:
"حضرتك أنا آسف في السؤال يعني هو حضراتكم عايزين تموتوا المدرسين ليه ؟”
وأجاب الرجل بعد أن صرخ ليفجر أذني الأخرى:
"هو مدير إدارتهم قال كده و حضرنا معاه إجتماع وقال أيوة من حق ولي الأمر إنه يؤدب المدرس لو مشتغلش"
"حضرتك مدير الإدارة قال كده؟؟ "
"ايــــــــــه مش مصدق ولا ايـــــــــه"
"لا لا يا افندم قال طبعا إزاي يعني - طبعا يقول ما يقولش ليه يعني وهو صغير".
ابتعدت فورا وأنا كلي رعب وخوف و وقفت بعيدا أشاهد ما يحدث و ظللت أدور حول نفسي وأنا مازلت غير مصدق ما يحدث وأسال نفسي ما هذا الذي سمعته وكيف تدهور حال المعلم حتي يأتي اليوم الذي يحمل فيه أولياء الأمور العصي والأسلحه البيضاء لضرب وتأديب المعلم ، هذا المعلم الذي لولاه لما كنا تعلمنا أو دخلنا كليات وحصلنا علي الشهادات ، ومن هذا وكيف يفكر الذي يسمح لأولياء الامور بالذهاب الي محل عمل المعلم وضربه أو تأديبه كما يقول .
هدوء غريب ساد المكان فجاة عندما انفتح باب المدرسة وخرج الأستاذ محمد رسلان والأستاذ عبد السلام والأستاذ على وهم من المعلمين المشهود لهم بالكفاءة ويعرفهم جميع سكان الحي وبدأوا في التحدث مع أولياء الأمور وشرح الموقف وسبب الإضراب .
فجأة وبدون سابق إنذار تبدل الهدوء إلي حاله من الفوضى و الجنون عندما بدأ أولياء الأمور بضرب الساده المعلمين وهم لا حول لهم ولا قوة ولولا بعض الشرفاء وبعض رجال الشرطة لتحول الأمر إلي كارثة ولشهدت مصر أول حاله لقتل معلم علي باب مدرسته بأوامر من رؤسائه .
الكل يعلم علم اليقين أن وزير التربية و التعليم والسيد رئيس الوزراء يتحملون كامل المسئوليه فيما حدث وما سوف يحدث ، فلو لم يتم تجاهل طلبات المعلمين و التي بدأوا في المطالبة بها منذ أكثر من شهرين لما حدث ما حدث .
يدخل إضراب المعلمين يومه الخامس بدون أي تحرك من قبل وزير التربية و التعليم أو من قبل السيد شرف رئيس الوزراء علما بأن المدارس التي تشهد حالات الإضراب تزيد يوما بعد يوم وكأن السادة أصحاب الكراسي المسحورة والمكاتب المكيفة يعيشون في واد ومصر كلها تعيش في واد آخر .
بالأمس اتجهت إلي أحد مستشفيات التأمين الصحي بصحبة أحد أصدقائي وزوجته التي علي وشك أن تضع مولودها الثاني وهناك قال لنا أمن المستشفى اذهبوا إلي أحد المستشفيات الخاصه لأن الأطباء مضربون عن العمل ولا يتابعون سوى الحالات شديدة الخطورة لدرجة أن العديد من المرضي تركوا المستشفى وتوجهوا إلي مستشفيات خاصة ، وكون حالة زوجة صديقي خطرة وبعد أن تشاجر صديقي معهم وهدد بإبلاغ الشرطة فقد اضطر الأطباء إلي السماح بدخولها وحجزها بالمستشفى ونحمد الله فلا أنا ولا صديقي نتحمل أبدا أجر مستشفي خاص وكلنا يعلم أجر المستشفي الخاص .
لا أعلم لماذا لم يهاجم الإعلام الأطباء ولماذا لم يقف وزير الصحة في وجه الأطباء كما فعل وزير التعليم بل وعلي العكس فقد أعلن وزير الصحه أنه مع إضراب الإطباء للمطالبة بحقوقهم بل ومنع أي جهة من توقيع أي جزاء علي الطبيب وهو بذلك يعطي درسا لجميع الوزراء الذين يقدرون قيمة عمل موظفيهم ويعرفون أن من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم المشروعه.
لست ولن أكون أبدا ضد إضراب الأطباء فهذا حقهم مثلما هو حق لأي مواطن مصري بغض النظر عن نوع عمله أو مهنته ، السؤال هو لماذا لم يعترف أي أحد بأن المعلم من حقه أن يمارس حقه الطبيعي في التظاهر أو الإضراب طالما أن طلباته لم تجد من يسمعها أو يعترف بها .
لمصلحة من تتجاهل الحكومة المصرية بشكل تام مطالب المعلمين ولماذا وبعد اشتراك ما يزيد عن 70 % من مدارس مصر في الإضراب نجد السيد الوزير يخرج علينا ليعلن أن الأمن مستتب والحالة أفضل مما كانت عليه قبل الثورة وأن عدد المدارس التي اشتركت في الإضراب لا تزيد عن 3 % من إجمالي عدد مدارس مصر .
الان وبعد ان أعلن المعلمون أن يوم السبت القادم 24 سبتمبر هو موعد الاعتصام المفتوح أمام مقر رئاسة الوزراء حتي يتم تلبية مطالبهم ، لا أعلم ماذا سيفعل وزير التعليم وماذا ستفعل الحكومة المصرية ، وهل من مخططات وزارة التعليم أن تأتي بأولياء الأمور لضرب المعلمين أمام مجلس الوزراء أم أن الوزارة أعدت العدة لتنهي الاعتصام بموقعة البقرة أو الجاموسة .
السادة حكام مصر ، علي مر العصور كان ومازال الشعب المصري هو الشعب الذي لم تصلح معه أبدا وسائل التهديد أو الترهيب ولن تؤدي أيا من وسائلكم إلا أن تزيد من إصرار وعناد المعلمين حتى تتحقق جميع مطالبهم مهما كانت النتائج .
حفظ الله مصر وحفظ كل معلم
وائل سعيد محمد
كاتب المعلمين
[email protected]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلمين, التعليم, بالأمرمقالتي, وزير التعليم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع