إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2018, 02:09 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكاية الست عزيزة

كنت قد أشرت فى مقالى السابق عن بعض الحلول التى قد تساهم فى مجال دعم المرأة الغارمة التى يزج بها فى السجن، نظراً لظروف فقرها واحتياجها واضطرارها للاستدانة من أجل مساعدة أبنائها وبناتها، وفى آخر زيارة لى لسجن القناطر التقيت بالسيدة عزيزة وهى سيدة مصرية بسيطة تبلغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً، أم لثلاث بنات وولد، سيدة بسيطة تساعد زوجها فى بيع الخضار والفاكهة، كانت أقصى أمانيها هى وزوجها الاطمئنان على بناتهما وتزويجهن، وسألت السيدة عزيزة عن حكايتها وقلت لها احكيلى عن اللى حصل! فقالت بتلقائية شديدة «كنت عاوزة أستر بناتى» ولم تجد سبيلا أمامها سوى تلك العربيات التى تجوب قريتها لتعلن عن توفر أى جهاز من الأجهزة المنزلية لأهالى القرية دون مقدم، وكل شهر يتم دفع ما تيسر لهم لتجد المنقذ والحل لمشكلتها لتشترى الثلاجة والبوتاجاز والمطبخ لبنتها بتكلفة إجمالية سبعة آلاف جنيه ليجعلوها فى تلك الشركة تقوم بالتوقيع على ستة وثلاثين شيكا على بياض ويجعلون زوجها أيضا يقوم بالتوقيع على ستة وثلاثين شيكاً على بياض، وعندما اندهشت من توقيعها على بياض صدمتنى إجابتها بمنتهى الطيبة، أن كل مناها كان تجهيز بناتها ولم تكن تريد أكثر من ذلك لتجد نفسها بعد ذلك محاصرة بالمحضرين وبالقضايا العديدة التى تم رفعها ضدها وضد زوجها لتجد نفسها محكوما عليها فى النهاية بست سنين لتقضى منها بين جدران السجن ثلاث سنوات ويتبقى لها ثلاث سنوات أخرى.. إن الست عزيزة دخلت السجن بسبب حلمها المتواضع بتزويج بناتها وسترهن إلا أنها الآن وبعد اطمئنانها على بناتها لم تفكر فى نفسها أو فى مرضها بل فكرت فى ابنها الوحيد الذى لا يوجد له أحد فى هذه الدنيا بعد الله سواها لترعاه، وأصبحت كل أمانيها أن تخرج من هذا السجن له.. هذا السجن الذى اغتالها معنويا وجسدياً وهى فى هذه السن، وعلى الرغم من أن المرض ينهش فى جسدها إلا أنها لا تفكر سوى فى أبنائها كأى أم مصرية أصيلة.. إن قصة السيدة عزيزة هى عبرة لكل سيدة حتى لا تقوم بالتوقيع على إيصالات أمانة أو كمبيالات على بياض، وأن تفكر ملياً قبل أن تطيح بآمال أسرتها خلف الأسوار. إنها دعوة أتوجه بها لجميع القادرين فى المجتمع أن يساعدوا ويساهموا فى فك كرب السيدات الغارمات اللاتى اضطرتهن الظروف أن يكن خلف الأسوار.

كنت متيماً بلعبة كرة القدم منذ طفولتى كأغلب جيلى الذين جذبتهم اللعبة ودعّم عشقها لهم صوت محمد لطيف المصاحب للبث التليفزيونى، وتعليق فهمى عمر فى الإذاعة على باقى المباريات التى لم تبث عبر الهواء، وكنت فى طفولتى أهلاويا بحكم النشأة التى يغلب عليها الميول الحمراء، وكان أبى- عليه رحمة الله- أهلاويا متعصبا، وقد أسمانى عند ولادتى على اسم هداف الأهلى الشهير «أحمد مكاوى» وكان يصحبنى وأنا طفل إلى ملعب النادى الأهلى بالجزيرة، خاصة فى التدريب الأخير قبل لقائه بغريمه التقليدى الزمالك، وكان يعرف موظفى النادى وعماله ويعرفونه ويسمحون له بالنزول إلى الملعب أثناء التدريبات ومتابعة ما يحدث من خلف المرمى بمسافة، وحدث أن طاشت كرة عن المرمى وتهادت نحوى وأنا ابن عامين أو ثلاثة فقلدت اللاعيبة وهممت بشوطها، فاصطدمت بركبتى وأوقعتنى وأحدثت كدمة بساقى وتجلط الدم فوقها، وهرع اللاعب الذى طاشت كرته لمساعدتى وأوقف بكائى ومن بعدها لم أنزل إلى الملاعب قبل أو أثناء مباراة القمة. وظللت لفترة كبيرة من طفولتى أتابع وأشجع النادى الأهلى، لكن لأن ليست كل المقدمات تؤدى إلى نتائج متطابقة، فقد وجدت نفسى بعد فترة أتابع الغريم أولا بدهشة وتحفز، ثم بإعجاب مضمر، ثم بالافتتان بطريقة لعبه، فأنا سعدت جداً كأهلاوى وأنا أتابع المباراة الشهيرة فى نهائى كأس مصر بين الاتحاد السكندرى والزمالك، التى كان «الزمالك» متقدماً فيها بهدفين لصالح هدف للاتحاد حتى قبيل نهاية المباراة بعشر دقائق، ثم فى لحظات درامية عنيفة استطاع لاعب الاتحاد أحمد صالح إصابة مرمى الزمالك بهدفين ليحصل على كأس مصر، هللت مع الأطفال ولسنوات بعدها كنا نردد «الاسكتش» الشهير الذى غنته فرقة الثلاثى بمناسبة هذه المباراة والذى يقول «أحمد يا صالح.. حاسب من زقلط.. الكورة فى رجله.. بتلف وتشخط.. أحمد يا صالح.. لو جبت الجون لأرش الملعب سكر وليمون».. لكن ذلك عن غير قصد دفعنى لمتابعة مباريات الزمالك لعشقى الدراما.. فأنت مع الزمالك لا تتوقع شيئاً.. بسهولة يستطيع أن يهزم أعتى فرق العالم وبسهولة أشد ينهزم من إحدى فرق القاع، كما هزم واكتسح فريق ويستهام الشهير خمسة مقابل هدف وبعده بيومين خسر أمام فريق دمياط الصاعد من الدرجة التانية بهدفين أحرزهما لاعب دمياطى اسمه «عبده الكرارتى» لا أعتقد أن أحداً سمع باسمه بعدها أو قبلها!.. كما أنه فريق مضطهد من الحكام والمسؤولين، وكم من البطولات التى ضاعت فى اللحظات الأخيرة بسبب الرايات الفاسدة والمجاملات للمنافسين، هذا بخلاف أغلب لاعبيه فى كل عصوره الذين يلعبون بأداء مهارى يعجب الجماهير ويضيع البطولات، وحظه سيئ جداً فهو الفريق المصرى الأول الذى تأهل فى عام 2001 إلى كأس العالم للأندية فى إسبانيا، وهو العام الوحيد الذى ألغيت فيه البطولة بسبب التمويل، حتى يحسب للمنافس أنه أول نادٍ دخلها! وعندما استعان بلاعبين أفارقة مستواهم جيد مثل «كوارشى» و«إيمانويل» وفشلت صفقات النادى المنافس قرر اتحاد الكرة المصرى وقف استيراد اللاعبين الأجانب! وسافر أجانب الزمالك إلى حين يعثر المنافس على لاعبين أجانب يستطيع بهم المنافسة! أنا لا يهمنى النظر إلى دولاب رتيب ملىء بالدروع والكاسات بقدر حبى لفن المتعة والباليه الذى يقدمه فريقى المفضل.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع