إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2018, 02:24 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكاية الفيل مع الملك

فى دولة عظيمة كان لملكها فيل.. وكان هذا الفيل بيبرطع فى الدولة يأكل زرع الفلاحين ويدوس على الأطفال ويهدم المنازل.. ثار الشعب وقرروا أن يشتكوا إلى الملك من جرائم فيله.. ولكنهم ترددوا.. لخوفهم من الملك وبطشه وشعورهم بأنه قد تضيع حياتهم إذا تجرأوا على شكوى الفيل للملك.. فكروا وقالوا.. الحل أن نذهب لبهلول.. ومن هو بهلول إنه مواطن فقير كادح عاطل لا يعمل لكن لديه من الحمية ما يؤهله لأن يخاطب الملك ويتحدث إليه.. ذهبوا لبهلول وقالوا له إننا نريدك أن تذهب للملك وتشكو له من أفعال فيله.. فرد عليهم بهلول مندهشاً: كيف أذهب للملك وأشكو له فيله (إنتم اتجننتم ولا إيه) إنتم عارفين الملك الظالم ده ممكن يعمل فيه إيه.. ولما ألح الشعب على بهلول وافق بشرط أن يذهبوا معه جميعاً للملك. وطلب منهم أن يعلمهم كيف يقفون أمام الملك ليعلنوا مطالبهم.. وأخذ بهلول يقوم بعمل بروفات مع الشعب على كيفية الوقوف أمام الملك والحديث معه.. فانحنى قائلاً: «مولانا الملك العظيم» وردد الشعب وراءه «مولانا الملك العظيم» ثم نهض قائلا: «الفيل يا ملك الزمان قتل الأطفال وهدم المنازل» فردد الشعب وراءه «الفيل يا ملك الزمان..» وأعادوا نفس الكلمات.



ونجحت البروفة واكتسب الشعب ثقة فى نفسه بعد البروفات التى قام بها مع بهلول وذهبوا جميعاً للملك.. لاحظ الملك أن هناك زحاماً شعبياً أمام قصره.. فسأل حارسه ماذا هناك أهى ثورة شعبية؟! فرد عليه قائلاً: لا أعرف يا مولاى.. فسألهم الملك بتجهم وحراسه محيطون به وأفواه مدافعهم فى صدور الناس: ماذا تريدون؟.. فأشاروا جميعاً لبهلول ليتحدث.. فسأل الملك ومن هذا؟ فرد حارسه: إنه بهلول.. فرد الملك: ومن هو بهلول؟ فرد عليه حارسه: إنه ممثل الشعب يا مولاى. فدهش الملك قائلاً: ومن يمثل الشعب غيرى؟.. وفجأة وبجراءة يحسد عليها انحنى بهلول وصاح قائلاً: (مولانا الملك العظيم) مثل البروفة.. والشعب وراءه يردد «مولانا الملك العظيم» وعندما بدأ بهلول يشكو قائلاً: «الفيل يا ملك الزمان» التفت خلفه منتظراً أن يردد الشعب كلامه.. لكنهم خرسوا عن الكلام!!

فأخذ يقول «الفيل يا ملك الزمان» وهو يحاول أن يغمز للشعب بطرف عينه ليرددوا خلفه كالبروفة.. لكن لا حياة لمن تنادى.. فهاج الملك قائلاً: «ماله الفيل» فرد بهلول محبطاً: الفيل يا مولاى حزين لأنه وحيد والشعب يرغب فى أن تزوج الفيل لينجب لنا أفيالا وأفيالا.. فقهقه الملك باسما وقال: «أمرنا بتزويج الفيل رغبة منا فى إسعاد شعبنا العظيم».

انتهت القصة.. وهى بالمناسبة مسرحية من أجمل ما قرأت فى تاريخ المسرح الحديث للكاتب العظيم سعد الله ونوس واسمها (الفيل يا ملك الزمان).
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع