العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2010, 07:44 PM
هشام عبده هشام عبده غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي انوار العلم "الامام محمد عبده"

الإمام المجدد
محمد عبده
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا الرسول الكريم .
تحياتى لكل اعضاء المنتدى الكريم وبعد :
ليس من العجيب أن أتكلم في مقالي هذا عن الوسطية والاعتدال ولكن ربما يكون العجيب أنى اسرد في هذا الموضوع نماذج مضيئة مشرفة نادت منذ مئات السنين بالوسطية والانفتاح المفيد على الحضارات الأخرى وان عارضها شيوخ معممة من داخل الأزهر الشريف نفسه علاوة على خفافيش الظلام الموجود في كل عصر من خارج الأزهر .
وسبب مقالي هذا هو أن اليوم إذا خرج احد علمائنا بفتوى أو رأى يرجح شيئا معينا تخرج عليه يخرج عليه هؤلاء الخفافيش من داخل كهوفها لتهاجمه وتتهكم عليه وهذا ليس ببعيد منا ففضيلة الإمام الراحل محمد سيد طنطاوى طيب الله ثراه خير مثال على كلامي وسماحة المفتى على جمعة أيضا والأمثلة كثير .
فأنا كتبت هذا المقال لكي أقول لهم لا يا أيها الخفافيش هذا الأمر ليس بجديد فهناك من نادى بالإصلاح والتنوير من مئات السنين الذي تراه أعينكم تخلف وانسياب نتيجة الخلفية التي في عقولكم المحملة بالجهل والعنف ومن هذه الأمثلة :
الإمام المجدد محمد عبده كان من اشد العلماء حرصا على الدين ودعوة لتجديدة والنهوض به بعيدا عن التعصب والجهل والركن إلى عادات وخرافات وأساطير لا تسمن ولا تغن من جوع .... ولكن قبل أن نتكلم عن الإمام محمد عبده كان حقا علينا أن نخصص جزءا للكلام عن وأستاذه جمال الدين الافغانى الذي له تأثيرا كبيرا في حياة الإمام.
جمال الدين الافغانى: فهو بالرغم من شهرته فهو ينتسب إلى الأشراف سلالة سيدنا الرسول(صلى الله عليه وسلم), يقال أنه أفغاني الجنسية،لكن أعداؤه يتهمونه بأنه شيعي من إيران وكتاباته ومحاضراته تدل على أنه كانت لديه معرفة جيدة بالفلسفة الإسلامية وخاصة فلسفة ابن سينا, التي كانت لا تزال حية في إيران في ذلك الوقت.
كان الأفغاني خطيبا بارعا يتقن عدة لغات كرس حياته كلها للدفاع عن الإسلام والدول الإسلامية التي يتهددها خطر الإستعمار الغربي وكان يرى, كما شاهد في الهند, أن الإستعمار يعمل على تفتيت الأمة وإضعاف إيمانها بعقيدتها وكان يعتقد أن شعوب الغرب ليست بأفضل من الشعوب الإسلامية إنما يرجع ضعفها إلى عدم إتحادها وجهلها وعدم تمسكها بقيمها الخلقية التي تدعو إليها الأديان وأن الدول الإسلامية ضعيفة لأن الإسلام فيها شعائر فقط وليس حضارة وأن الواجب الأساسي للمسلم هو أن يساهم في الحضارة لأن سر قوة الغرب تكمن في إتقانه للعلوم والتكنولوجيا والإدارة والتنظيم والسياسة والإقتصاد ولكي يتفوق العالم الإسلامي على العالم الغربي, يجب أن يتفوق المسلمون على الغرب في درجة إستيعابهم وإستخدامهم لهذه العلوم.
هذه الأفكار لم تكن جديدة بالنسبة للعالم الإسلامي فمثلا, كان محمد على باشا الكبير حاكم مصر, قبل الأفغاني, يأخذ بالعلوم الغربية لتقوية البنية الأساسية للدولة المصرية لكن الجديد في دعوة الأفغاني, أنها كانت تطلب الأخذ بالعلوم الغربية للدفاع عن الإسلام نفسه وكان يطلب بكل قوة وعزم فتح باب الإجتهاد من جديد وكان يرفض بكل شدة الامتثال إلى فتاوى المدارس القديمة بغير تفكير ويطلب العودة إلى روح الإسلام وبساطته وكان يشجب الخرافات والشعوذة التى تشوه صورة جمال الدين الاسلامى الحقيقية.
الإسلام يدعو إلى الوحدة وإلى التقدم الإجتماعى وإلى طلب العلم واستخدام العقل وإنقسام المسلمين إلى شيع وأحزاب, هو سبب ضعفهم ويطلب الأفغاني من المسلمين الإستفادة بما حدث في ألمانيا أيامه عندما فقدت ألمانيا وحدتها القومية بسبب صراعها الديني وكان يرى أن الخلاف بين السنة والشيعة, يمكن علاجه بما يعود بالفائدة على كل المسلمين .
لذلك نجد الأفغاني ينادى بوحدة إيران مع أفغانستان وكان من رأيه أن الحكام المسلمين, يجب أن يعملوا على ما فيه مصلحة العالم الإسلامي ولم يكن يعنى بالوحدة الإسلامية, إذابة كل الفوارق والحدود بين الدول الإسلامية وتوحيدها تحت حاكم واحد, أو إعادة نظام الخلافة إنما كان يعنى بالوحدة, وحدة الهدف والمصير ووقوف كل دولة بجانب الأخرى وقت الشدائد وإذا لم يوجد مثل هذا التعاون بين الدول الإسلامية.
نشأة الإمام محمد عبده :
الإمام محمد عبده الذي ولد عام خمسة وستين ومائتين وألف من الهجرة 1265هـ الموافق عام تسعة وأربعين وثمانمائة وألف من الميلاد 1849م في محلة نصر التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، من أسرة مصرية متوسطة الحال، وابتدأت نشأته الأولى بحفظ القرآن الكريم ثم التحق بالجامع الأحمدي (السيد احمد البدوي ) في طنطا، وكاد اليأس يتسرب إليه من بعض الدروس التي زعمها تجافى طرق التربية ولا تتناسب واستعداد الطالب، ولكن تداركته العناية الإلهية حيث قيض الله له شيخا من أخوال أبيه وهو الشيخ الصوفي درويش خضر فأخذه فزرع الزهد والتقوى في قلب محمد عبده وأخذ يفقهه ويفسر له ما صعب عليه حتى أقبل على العلم وعلى الحياة العلمية بنفس راضية، وقال في ذلك:"واتسع لي ما كان ضيقا، وصغر عندي من الدنيا ما كان كبيرا، وعظم عندي من أمر العرفان والنزوع بالنفس إلى جانب القدس ما كان صغيرا، وتفرقت عنى جميع الهموم ولم يعد لي إلا هم واحد، وهو أن أكون كامل المعرفة، كامل أدب النفس".
حبب إليه دراسة الدين، وتحول الشيخ محمد عبده إلى الأزهر فدرس النحو والفقه والتفسير، ولما كانت طريقة التدريس بالأزهر تقليدية فلم يلم آنذاك بالعلوم والمعارف الحديثة، ولكن خاله لفت أنظاره إلى أهمية هذه العلوم والمعارف .
وقد التقى بجمال الدين الأفغاني ووضعا معا أسس الإصلاح الديني في العالم الإسلامي كله.وكل ما كان يشغلهما من خلال دعوتهما للإصلاح هو يقظة العالم الإسلامي على مواجهة الغرب الذي يرغب في الاستيلاء على مصادر الثروات الطبيعية والبشرية في ديار الإسلام الممزقة التي يحكمها الجهل.
لذلك قاما بتوجيه دعوتهما إلى العقل المسلم ينفيان عنه الخرافة والتواكل والدروشة ، ويحررانه من عبودية الشكليات.
يفقهه ويفسر له ما صعب عليه حتى أقبل على العلم وعلى الحياة العلمية بنفس راضية، وقال في ذلك:"واتسع لي ما كان ضيقا، وصغر عندي من الدنيا ما كان كبيرا، وعظم عندي من أمر العرفان والنزوع بالنفس إلى جانب القدس ما كان صغيرا، وتفرقت عنى جميع الهموم ولم يعد لي إلا هم واحد، وهو أن أكون كامل المعرفة، كامل أدب النفس".
ثم واصل الإمام محمد عبده مسيرته التعليمية في الأزهر حتى تخرج وصحب الشيخ جمال الدين الأفغاني الذي قدم إلى مصر فكان مجيئه فاتحة عهد جديد في حياة الشيخ محمد عبده، وكان لصحبة محمد عبده لجمال الدين الأفغاني أكبر الأثر في حياته، قال الشيخ محمد عبده في مذكراته:"وقد صاحبته وأخذت أتلقى عنه بعض العلوم الرياضية والحكيمة –أي- (الفلسفية) والكلامية، وأدعو الناس إلى التلقي عنه كذلك" .
وقد كان لجمال الدين الأفغاني أكبر الأثر في توجيه محمد عبده إلى النهوض علميا وأدبيا واجتماعيا ووطنيا، وبعد حصوله على الشهادة العالمية عين مدرسا بالأزهر ثم عين في مدرسة دار العلوم ثم فصل منها بسبب اتصاله بجمال الدين الأفغاني حيث كانت الحكومة تعتبر آراءه مناهضة لها.
وعكف الشيخ محمد عبده على دراسة اللغة الفرنسية وتعلمها، وكان يقول: "من لم يعرف لغة من لغات العلم الأوربية لا يعد عالما في هذا العصر".
وقد سافر إلى أوربا وكان له انطباع أبداه في بعض ما سجله في مقارنة بين المسلمين والغرب حين قال عن الغرب: "وجدت مسلمين ولم أجد إسلاما، وفي الشرق وجدت إسلاما ولم أجد مسلمين"، وذلك بسبب ما كان عليه الأوربيون من إتقان للعمل وإخلاص فيه فأخذوا مبادئ الإسلام التي تحث على إحسان العمل بينما أهمل المسلمون ذلك.
الإمام محمد عبده يشهد له العلماء والمفكرون والكتاب والمنصفون أنه المجدد بحق لعصره الذي عاش فيه، ولم يكن التجديد الذي نادى به هدما للماضي، ولا قضاء على التراث، بل كان جمعا بين الأصالة والمعاصرة، وكان توظيفا للتراث في خدمة العصر، وإخضاع ظواهر العصر الحديثة إلى أحكام الشريعة الغراء .
وإيمانا من الشيخ محمد عبده بأن التجديد لا ينبع إلا من عقيدة راسخة تؤمن أن فيه صلاحا للأمة، ولّى وجهه شطر التجديد الديني أولا وتمثل هذا في اتجاهه إلى إصلاح الأزهر الشريف والعناية بالتعليم الديني؛ لأنه أساس بناء الأمة، وفي ضوء التوجيهات الدينية يمكن صياغة شخصية الأمة.
وكان على يقين أن إصلاح التعليم، وأن نشر التعليم الديني السليم يكفل بناء مجتمع صالح متقدم، يجدد شبابه وقوته، ويبني للأجيال القادمة مستقبلا مرموقا، بعيدا عن العنصرية بعيدا عن الاستبداد بالرأي، حرًّا طليقا.
وفي مجال التجديد نجد دعوة جريئة للشيخ محمد عبده وهي الانفتاح على الثقافات والمعارف والعلوم الأخرى؛ فالحضارة كل لا يتجزأ والمعرفة بالأمور الدينية والشرعية تستوجب المعرفة بسائر العلوم.
وكانت غيرته على الإسلام تدفعه إلى الدفاع عنه وبيان أنه دين يدعو إلى النظر والاعتبار، وكشف ما في الكون من أسرار.
ولطالما ركز في كتاباته الغزيرة على دعوة الإسلام إلى العلم وبيان أنه لا توجد خصومة بين الدين والعلم الحديث، بل بالعكس فإن الإسلام يدعو إلى التجديد وإلى إعداد القوة بكل أشكالها وبما يتناسب مع كل عصر وزمان.
وعُني الإمام محمد عبده بالدعوة إلى تجديد مناهج التعليم وأن تكون المواد الأخرى الاجتماعية والثقافية لها مجالها في الأزهر؛ فاقترح أن يقوم بتدريس "مقدمة ابن خلدون" فرفض الأزهر حيث لم تجر العادة بتدريس مثل هذا.
وكتب في جريدة "الوقائع" مقالات عديدة تدعو إلى تجديد مناهج التعليم وتطويره، وكانت المقالات والكتابة سلاحه الوحيد في خوض معركة التجديد؛ لأنه لم يكن ذا منصب تنفيذي قوي يستطيع من خلاله أن ينتصر لدعوته، فأراد من خلال قلمه أن يدعو الناس إلى فكرة التجديد والإصلاح.
وفي سبيل دعوة الإمام محمد عبده إلى التجديد نهض في دعوته على أسس قويمة، رأى أنها ضرورية للقيام بالتجديد:
1- التخلي عن رذائل الجهل والتقليد والخرافات.
2- التحلي بالعلم واحترام العقل والتفكير.
3- الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأنه لا خصومة بين الدين والعلم والتجديد.
يتبع ................
رد مع اقتباس
قديم 07-18-2010, 03:01 AM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

رحمه الله يكفي انى مرحلتي الابتدائيه والاعداديه كانت بمدرسه محمد عبدة


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-18-2010, 08:47 AM   رقم المشاركة : [3]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

جزاك الله خيرا هشام على موضوعك


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"الامام, ليلي, الامام محمد عبده, العمل, انوار, عبده"


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع