إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2009, 08:36 AM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Exclamation لماذا يكرهوننا؟

لماذا يكرهوننا؟


بقلم: مصطفي بكري

لا أكاد أصدق ما رأيت،* ‬آلاف الجزائريين،* ‬يقطعون الطرق في شوارع الخرطوم،* ‬يمسكون بالأسلحة البيضاء،* ‬ويبحثون عن الباصات والسيارات التي تقل المصريين إلي المطار*.‬
خطة مُحكمة،* ‬تقف وراءها دولة وليس مجموعة أفراد..

‬دفعوا بالكثير من البلطجية وخريجي السجون إلي السودان،* ‬الرئيس بوتفليقة يأمر بنفسه بإرسال ثلاثة آلاف من القوات الجزائرية الخاصة،* ‬لترافق هؤلاء،* ‬وتعد لهم الخطط،* ‬وتشاركهم في الاعتداء علي المصريين*.‬
منذ البداية،* ‬أطلقوا حناجرهم،* ‬سبوا مصر والمصريين،* ‬هتفوا بكلمات يعف اللسان عن ذكرها،* ‬جاءوا بحركات وأفعال صدمت السودانيين قبل المصريين،* ‬حولوا الاستاد إلي ميدان حرب تطلق فيه الألعاب النارية،* ‬ويلقون فيه بالزجاجات الفارغة علي رءوس المصريين،* ‬خاصة في المقصورة المجاورة*.‬
وبعد الفوز،* ‬ظن الكثيرون أن كل شيء قد انتهي،* ‬وأن أشقاءنا الجزائريين سوف يكتفون بما حدث،* ‬ويوقفون تنفيذ المخطط الذي استهدف إقامة مذبحة للمصريين في العاصمة السودانية الخرطوم وبتعليمات حكومية مباشرة*.‬
كانت الحكومة الجزائرية قبل ذلك،* ‬قد أخضعت أكثر من *٥١ ‬ألفًا من العاملين المصريين بالجزائر للإقامة الإجبارية في المساكن والمعسكرات،* ‬وضعوهم رهائن لحين انتهاء المباراة مع مصر،* ‬قالوا لهم إذا لم نفز فسيكون مصيركم الموت*.‬
كانت الصرخات تأتينا عبر الهاتف،* ‬عشرات المصريين يطلبون النجدة،* ‬لقد منعوا عنهم الغذاء والدواء،* ‬مارسوا عليهم الإرهاب والتخويف،* ‬احتجزوهم بالمطارات،* ‬رفضوا السماح للطائرات المصرية بإعادة الراغبين منهم إلي البلاد،* ‬ورفضوا الاستجابة لكل النداءات*.‬
يبدو أن مسلك حكومتنا،* ‬وتهاونها،* ‬أغراهم باستمرار المخطط الذي لا يعكس أخوة ولا صداقة،* ‬ولا حتي إنسانية،* ‬انتشرت الحرب في كل مكان،* ‬ساقوا الدعايات الكاذبة،* ‬وتحدثوا عن قيام المصريين بقتل جزائريين،* ‬فبركوا الصور،* ‬ونشروها علي صدر صحفهم،* ‬تحدثوا عن روايات كاذبة،* ‬عن تعرية إحدي الجزائريات،* ‬صوروا مصر وكأنها بلد يمارس الهمجية،* ‬ونسوا أو تناسوا من هي مصر،* ‬ومن هو شعب مصر*!!‬
وفي الطريق إلي السودان،* ‬كانت هناك تأكيدات،* ‬بأن الأمن السوداني لن يسمح بأية تجاوزات،* ‬وبأن حكومتنا أخذت الضمانات الكافية،* ‬بحماية المصريين وأمنهم،* ‬غير اننا وبمجرد وصولنا إلي الخرطوم كانت الصورة مختلفة*.‬
لقد تحولت العاصمة السودانية إلي ثكنة عسكرية،* ‬أصحاب السيادة فيها هم الجزائريون،* ‬حشود مكدسة في كل مكان،* ‬أعلام الجزائر تسيطر علي الساحة،* ‬بينما* ‬غابت أعلام مصر،* ‬اللهم إلاّ* ‬النزر اليسير،* ‬سودانيون يقفون في الشوارع ممسكين بعلم مصر،* ‬وآخرون يمسكون بأعلام الجزائر*.‬
سمعنا حكايات عديدة من الأشقاء السودانيين،* ‬قالوا لقد جاء الجزائريون منذ صباح الأحد الماضي،* ‬جاءوا بأعلامهم والمئات الذين أوكلت إليهم مهام محددة،* ‬قاموا بحجز كافة نزل الشباب وبعض الفنادق،* ‬بدأوا في توزيع الأعلام واستئجار السيارات السودانية والـ'توك توك*'‬،* ‬ورفعوا عليها هذه الأعلام لحين انتهاء المباراة*.‬
ظل الجزائريون مسيطرين علي الساحة لأكثر من ثلاثة أيام،* ‬كان المصريون المقيمون في الخرطوم،* ‬يتصلون بنا*: ‬نريد أعلام مصر،* ‬وكانت السفارة المصرية ترد،* ‬حتي الآن لم تصل إلينا الأعلام،* ‬وظل الوضع هكذا حتي اليوم الأخير*.‬
سمعت في هذا الوقت،* ‬أن الجزائريين اشتروا آلاف السكاكين والجنازير والآلات الحادة من الأسواق،* ‬كان السودانيون يحذرونا*: ‬خذوا حذركم،* ‬إنهم يستعدون ويمارسون الإرهاب في الشوارع*.‬
لم أكن أعتقد حتي هذا الوقت أن الأمر يمكن أن يصل إلي هذا الحد،* ‬فنحن أشقاء وتربطنا علائق ووشائج،* ‬توحدت فيها الدماء ولن تفرقها مباراة لكرة القدم،* ‬غير أن الوقائع كذَّبت كل هذه الظنون*.‬
أبلغونا أن السيدين جمال وعلاء مبارك ومعهما د.زكريا عزمي وبعض الوزراء سيأتون إلي الملعب بعد قليل،* ‬تمنيت ألا يحضروا،* ‬فالأجواء كانت صعبة،* ‬ولا توجد إجراءات أمنية فاعلة،* ‬والمقصورة التي نجلس فيها علي بعد ثمانية أمتار من الجمهور الجزائري،* ‬غير أن السيدين جمال وعلاء مبارك صمما علي الحضور مهما* ‬يكن الثمن،* ‬كانت مغامرة* ‬غير محسوبة،* ‬وبدأنا نشعر بالقلق خاصة بعد أن بدأ بعض الجزائريين في إلقاء العلب الفارغة علي المقصورة*.‬
انتهت المباراة،* ‬ومضينا إلي الشوارع،* ‬لم يكن هناك أي نظام،* ‬والغريب أن الأمن السوداني فتح الباب في هذا الوقت لأكثر من عشرة آلاف جزائري خرجوا من الاستاد إلي الشوارع،* ‬حاصروا سيارات المصريين،* ‬وكنت أنا والنائب مصطفي الجندي وآخرون من ضمن هؤلاء المحاصرين*.‬
ما إن* ‬غادرنا الاستاد،* ‬حتي شاهدوا طارق أبو العينين،* ‬نجل النائب محمد أبو العينين الذي أصر علي الحضور مع والده،* ‬كان في مقدمة السيارة،* ‬يرتدي فانلة حمراء،* ‬وما إن شاهدوه حتي راحوا يشيرون*: '‬مصريين،* ‬مصريين*' ‬وبدأوا علي الفور حملات من السباب والبصق وإلقاء الأحجار* .. ‬وعلي مدي أكثر من عشر دقائق،* ‬بقينا في السيارة،* ‬هموا بفتح الأبواب،* ‬زحف العشرات الذين أحاطوا بالسيارة ممسكين بالعصيّ* ‬والخناجر،* ‬ولولا أن تحرك الموكب فجأة لقتلنا جميعًا*.‬
وفي الطريق إلي المطار كانت هناك حشود سودانية قد خرجت إلي الشوارع تهلل بانتصار الجزائر وترفع الأعلام،* ‬أصابنا الأمر بصدمة،* ‬غير أن هذا الموقف لا يمكن تعميمه علي كل السوادنيين،* ‬الذين فتحوا بيوتهم للمصريين الفارين من جحيم الشوارع وعنف الجزائريين،* ‬غير أن الأمر يدعونا إلي التأمل*: ‬ماذا حدث،* ‬وكيف،* ‬وأين هو الخلل؟*!‬
وصل وفد مجلس الشعب إلي المطار بصعوبة،* ‬بدأنا نجري الاتصالات بالمسئولين السودانيين لضمان حياة المصريين،* ‬لم يكن أحد يرد،* ‬ولم يكن أمامنا سوي وفد المجلس الوطني السوداني لنطالبه بضرورة التدخل*.‬
كانت الطائرة قد بدأت تستعد للإقلاع،* ‬وكانت الأوضاع في مطار الخرطوم سيئة للغاية،* ‬وما أن هبطنا بمطار القاهرة حتي بدأت الأحداث تتوالي وبدأنا نسمع عما يجري للمصريين هناك*.‬
نعم لقد تركونا وحدنا،* ‬دون حماية أمنية،* ‬تركوا الناس تئن،* ‬وتبحث عن مكان آمن لها،* ‬بعد أن بدأت العصابات المنظمة تشن الحروب من أماكن متعددة علي الطريق المؤدي للمطار*.‬
نعم كانت مأساة بمعني الكلمة،* ‬رسبت فيها حكومتنا مجددًا،* ‬لم تستطع حماية أبنائها،* ‬لا في الجزائر ولا في الخرطوم كما هو الحال في العديد من العواصم*.‬
شعرنا بالمذلة والانكسار،* ‬ضاعت وسط الحدث شعارات الأخوة والعروبة،* ‬بعد أن داسها* ‬غيرنا بالأقدام،* ‬نعم نحن حريصون علي عروبتنا وعلي أشقائنا لكن يبدو أن* ‬غيرنا لا يحرص علي ذلك كثيرًا*.‬
هذه التصرفات لن تجعلنا نكفر بالعروبة ولن تدفعنا إلي خيار القطرية باعتبارها أفضل الحلول،* ‬بل نحن عرب،* ‬ونعتز بقوميتنا وعروبتنا،* ‬أما هذه التصرفات الهمجية فهي التي تستحق الدراسة،* ‬لأنها بالتأكيد تعبر عن شحن وكراهية علينا أن نبحث عن أسبابها*.‬
إن السؤال الذي يطرح نفسه*: ‬لماذا أصبحنا فيما هو نحن عليه؟ لماذا يكرهنا البعض من الأشقاء؟ لماذا أصبح المصري عملة رخيصة في كل الأسواق؟
والإجابة واضحة ولا تقبل الجدل*.. ‬حكومتنا هي التي تتحمل المسئولية*.‬
نعم لقد نسينا الأمة،* ‬ونسينا دور مصر،* ‬تجاهلنا الواقع،* ‬ومضينا نجري وراء السراب،* ‬وراء الحلم الأمريكي في المنطقة،* ‬تصالحنا مع الأعداء،* ‬وفتحنا لهم سفارة علي أرض مصر،* ‬لم نعد الدولة القائد،* ‬وأصبح اهتمامنا بما يجري في عالمنا العربي ربما أقل من اهتمام دول أوربا به،* ‬تركنا القيادة لدول صغيرة،* ‬فتراجع دورنا،* ‬وأصبح الكل يستهين بنا*.‬
إسرائيل تعبث في منابع النيل،* ‬ليبرمان ونتنياهو وخبراء صهاينة يزوَّرون وينسقون ويخططون ونحن مازلنا نتفرج مع أن الخطر بات محدقًا بمياه النيل*.‬
لو كانت لدينا حكومة قوية لما استطاعت حكومة الجزائر أن تدبر هذه المؤامرة والمأساة،* ‬كانت تدبر وهي تعرف أن أحدًا لن يتكلم ولن يحاسب،* ‬لم تعد لنا مخالب،* ‬أصبحنا نعيش الانكسار علي يد حكومتنا وأنظمتنا المختلفة*.‬
أما بعض وسائل إعلامنا فحدث ولا حرج،* ‬إنه إعلام الفتنة،* ‬إعلام* ‬غير مسئول،* ‬يقوده البعض، هدفه إثارة النعرات،* ‬وتأليب الشعوب وشحنها،* ‬والإساءة للآخرين،* ‬بل والإساءة لمصر واغتيال رموزها وتلطيخ سمعتهم والإساءة لأخلاقيات هذا البلد،* ‬حتي أصبحت بعض الفضائيات علي أرض هذا البلد لا هم لها إلا فضح عرض مصر،*. ‬والإساءة لسمعتها ولأخلاق شعبها،* ‬وافتعال القضايا التافهة لإشغال الجماهير واغتيال سمعة وطن كان حتي وقت قريب هو المرجعية وهو القيادة*.‬
ما حدث في الخرطوم وما يحدث في الجزائر وفي مصر يجب أن يدفعنا إلي مراجعة الذات والوضع بأسره،* ‬نريد علاجًا يقنع الشعوب لأن القضية لم تعد خلافًا مع أنظمة بل أزمة مع شعوب باتت تؤمن أننا خرجنا من التاريخ،* ‬وأصبحت بعيدة عنا،* ‬تصدق الشائعات ونتحرك بروح من الكراهية العميقة*.‬
نريد موقفًا قويًا مما حدث لكننا نريد في الوقت ذاته إصلاحًا حقيقيًا،* ‬فإما أنكم تريدون مصر منكفئة خانعة،* ‬تابعة،* ‬وإما أنكم تريدون مصر قوية رائدة*.‬
نحن نريدها قوية،* ‬عربية،* ‬رائدة،* ‬مناضلة*.. ‬تدافع عن مصالح الوطن وعن شعبه،* ‬وتحرص علي محيطها العربي الذي هو رئتها ومتنفسها*.‬
لو كانت لنا كرامة علي أرض الوطن،* ‬لو كان لدي حكّامنا* ‬غيرة علينا،* ‬لما جرؤ أحد كائنًا من كان علي المساس بنا،* ‬لقد هُنا علي أنفسنا فُهنا علي الآخرين،* ‬إن المطلوب الآن مراجعة للذات ليس بمنطق ارتهان مصر للآخرين ولا بمنطق أننا الأخ الكبير الذي يجب أن يتلقي الطعنات وهو صامت،* ‬فكرامة مصر من كرامة العرب وإذا لم يكن الإنسان المصري يشعر بالكرامة والاحترام في الداخل والخارج فطبًعا لن يكون مؤهلاً* ‬للقيام بدوره الرائد علي الساحة العربية*.‬
لقد ضحت مصر كثيرًا من أجل أمتها العربية وهذا أمر نحن لسنا نادمين عليه،* ‬فهذا هو دور مصر باعتبارها الأخ الأكبر والقلب النابض ولكن يجب ألا يتحول الإنسان المصري إلي مطيَّة مستباحة أمام القاصي والداني*.‬
لقد التزم الجمهور المصري بالأدب والأخلاق وتحلي بالروح الرياضية،* ‬لكننا فوجئنا بأننا أمام بلطجية منظمين لا يرعون حرمة ولا احترامًا لأحد شأنهم شأن العصابات التي تقف علي نواصي الطرق لتحاسب وتقتل الآخرين بلا ذنب وبلا جريرة*. ‬لقد ظل المصريون ساعات طوالاً* ‬في الشوارع دون أن يعبأ بهم أحد،* ‬كانوا عرضة للموت في أي لحظة وكان المسئولون الجزائريون ورجال الأمن المتخفون في ملابس مدنية يقودون البلطجية وأرباب السجون في الشوارع ليقطعوا الطريق علي الآمنين بينما خرج عشرات الآلاف في الجزائر محاولين اقتحام منازل المصريين*.‬
لقد وصل الأمر بكاتبة جزائرية بوزن أحلام مستغانمي إلي أن تصرح في إحدي الصحف الجزائرية بأنها قررت طرد العامل الذي يعمل لديها لا لشيء سوي أنه مصري*.‬
إنها حرب عنصرية بغيضة لا يمكن أن تعبر عن مسلك المجاهدين الجزائريين العظام أحفاد عبدالقادر الجزائري،* ‬الذين كبدوا الفرنسيين الويلات والذين يعرفون دور مصر في دعم ثورة الجزائر التي صدر بيانها الأول في مصر عام *٤٥٩١ ‬وحتي قبل الاستقلال لقد كان بإمكان المصريين أن يفعلوا بأشقائهم الجزائريين بالقاهرة ما فعله البلطجية ضد المصريين في السودان والجزائر ولكن شعب مصر العظيم الذي يؤمن بعروبته كظم* ‬غضبه وغيظه وأعلي من قيم المبادئ القومية وسما علي الجراح كعادته دائما،* ‬لكنه قطعًا لن يتهاون في حقوقه*.‬
انني أطالب الرئيس مبارك بالتدخل شخصيًا واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة هذا العبث والإهانة من حكومة جزائرية أصبحت مجرد قيادة لعصابة من المجرمين والقتلة،* ‬إن إيماننا بالعروبة لن يتقهقر بفعل هذه التصرفات الطائشة،* ‬كما أن حرصنا علي كرامة مصر يجب أن يسمو* ‬علي كل شيء فكرامة مصر من كرامة العرب والذين لا يدافعون عن كرامتهم أولي بهم أن يمضوا إلي* ‬غير رجعة مهما كان السبب*.‬
لقد قدمت مصر الكثير،* ‬لكنها في المقابل وجدت نكرانًا وإهانة من قبل العديد من البلاد العربية،* ‬إنه ذات الأسلوب الذي يستخدمه المستعمر في إطار سياسة فرق تسد*.‬
لو كان الرئيس الجزائري تدخل بشكل مباشر وواضح لكانت الصورة مختلفة،* ‬لكنه آثر أن يلعب علانية وليس من خلف ستار،* ‬أرسل بالمجرمين إلي السودان،* ‬وترك المشاغبين يسيئون ويحاصرون ويحرقون المصانع والمكاتب المصرية علي أرض الجزائر*.‬
إن المطلوب فورًا هو موقف حاسم نرد به علي الإهانة،* ‬وقسمًا لو مضي هذا الأمر دون أن يأخذ المصريون حقوقهم،* ‬لأصبحنا ملطشة للقاصي والداني*.‬
مصر ليست ضعيفة،* ‬وشعبها ليس جبانًا،* ‬كان بإمكاننا أن نفعل مثلما فعل الرئيس الجزائري وأن نرسل بجنود الأمن المركزي ومشاغبين وبلطجية وأرباب سجون،* ‬لكننا تعاملنا بشكل حضاري ومحترم*.‬
لقد ذهبنا إلي السودان ونحن علي ثقة من توقع حدوث مشاغبات،* ‬لكننا لم نكن نظن أن الفضيحة الجزائرية ستصل إلي هذا الحد المهين ياأخوة العروبة،* ‬إذا كنتم تظنون أن البلطجة هي السلاح فلدينا،* ‬وإذا كنتم ترون ان استباحة دم المصري هو الثمن،* ‬فنستطيع ذلك،* ‬لكننا أرقي من كل هذا،* ‬ونعرف أن الفتنة بيننا وبينكم قد صُنعت خصيصًا لإثارة النعرات وفتح الطريق أمام جرح عربي - عربي* ‬جديد*.‬
إن مصر العظيمة ستظل عظيمة وكبيرة لكننا امام حق* ‬يجب ألا* ‬ينسي،* ‬وجرح في* ‬الكرامة لن* ‬يندمل بسهولة،* ‬فكل مصري* ‬يشعر أنه قد أهين،* ‬ولذلك لن* ‬يصمت المصريون حتي* ‬يحصلوا علي حقهم*.‬

كلمات قصيرة
كامل زهيري
عام مضي علي رحيل الكاتب والمثقف* ‬والإنسان*. ‬
أنه كامل زهيري نقيب الصحفيين الأسبق،* ‬وواحد من أبرز مثقفي هذا الزمان*.‬
منذ زمن طويل،* ‬وأنا أداوم علي قراءة ما يكتب،* ‬من كتب ومقالات،* ‬ومنذ نحو عشرين عامًا، ‬اقتربت منه،* ‬جمعتنا حوارات ولقاءات،* ‬وزيارات متبادلة،* ‬فكان نموذجًا يحتذي،* ‬وقيمة يعتز بها كل من عرفوه وكل من قرأوا له*.‬
وفي فترات المرض،* ‬كنت أداوم علي زيارته،* ‬كان متفائلاً* ‬بالمستقبل،* ‬كان مهمومًا بالوطن والأمة،* ‬مصممًا علي النقاش والحوار رغم الألم الذي كان يسري في جسده*.‬
ظل لشهور عديدة علي سرير المرض،* ‬وكانت زوجته النبيلة خديجة قاسم لا تفارقه،* ‬كأنها تداويه من جروح الزمن،* ‬ومن ألاعيب الحواة الذين حاولوا قصف قلمه*.‬
رحل كامل زهيري،* ‬لكن كلماته ومواقفه لن تنسي،* ‬ستبقي تعيش في ذاكرة الأجيال لأن أمثاله من الشرفاء لا يموتون*.‬
ان أصدقاءه وقراءه مطالبون بإحياء ذكراه،* ‬والبحث عن وسيلة لإعادة نشر كتبه وتراثه الثقافي والفكري* .. ‬لقد حدثتني الكاتبة الكبيرة نعم الباز عن ضرورة الاحتفال بالذكري الأولي بشكل يليق بوزن وقيمة كامل زهيري،* ‬ولذلك أتمني أن تتوحد الجهود حتي يأتي الاحتفال بوزن كامل زهيري*.‬
تحية لروحه الطاهرة،* ‬فقد عاش شريفًا،* ‬ومات شريفًا*.‬

محمد هيكل
مات صديقي العزيز محمد هيكل الكاتب الصحفي ونائب* ‬رئيس* ‬تحرير* '‬وكالة أنباء الشرق الأوسط*'‬،* ‬مات الإنسان الذي كنت التقيه كل صباح وهو في طريقه إلي عمله*.‬
عرفته منذ أكثر من عشرين عامًا،* ‬صحفيًا،* ‬شريفًا،* ‬صاحب مواقف،* ‬لا تعرف اللون الرمادي،* ‬فهو إما معك* .. ‬وإما ضدك لا يتهاون في الدفاع عن الحق والمواقف المبدئية،* ‬يعتز بكرامته،* ‬ويرفض المقايضة*.‬
قضي زهرة شبابه صحفيًا مرموقًا بوكالة أنباء الشرق الأوسط،* ‬من العراق إلي السودان،* ‬وغيرهما،* ‬قضي سنوات ينقل الأحداث،* ‬ويتابع التطورات،* ‬وفي كل مكان كان يترك سيرة حسنة،* ‬وأصدقاء يعتزون به وبنزاهته وعروبته*.‬
عاش محمد هيكل أجمل سنوات الحقبة الناصرية،* ‬دافع عنها بعد رحيل عبدالناصر،* ‬وكان قلبه يعتصر ألمًا وحسرة علي واقعنا الراهن وتداعياته*.‬
منذ سنوات عديدة تجاورنا في السكن،* ‬وفي نفس الدور فكان نعم الأخ،* ‬ونعم الصديق،* ‬وفي يوم السبت الماضي وساعة ان كانت مصر كلها تتابع مباراة المنتخب مع الجزائر صعدت روحه إلي بارئها،* ‬ورحل الصديق العزيز*.‬
نعم مات محمد هيكل،* ‬والغريب أنه أبلغ* ‬السيدة حرمه قبل الموت بأسبوع،* ‬أنه سيرحل في هذا الأسبوع،* ‬كانت تعتقد أنه يمزح،* ‬لكنها لم تكن تعتقد أن زوجها كان يشعر بدنو الأجل*.‬
رحم الله كاتبًا شريفًا،* ‬وإنسانًا نبيلاً،* ‬ورجلاً* ‬عاش حتي يومه الأخير مدافعًا عن كل ما يعتقد أنه صحيح*.‬

‬موقف جمال وعلاء مبارك
التحية واجبة للسيدين جمال وعلاء مبارك*.. ‬كانت كل المؤشرات تؤكد خطورة* ‬الحدث،* ‬الأمن السوداني نصحهما بعدم الذهاب الي الاستاد الرياضي،* ‬أصدقاء عديدون نصحهوما،* ‬قالوا لهما إنه لا يفصل بيننا وبين الجمهور الجزائري اكثر من ثمانية أمتار* ‬غير أنهما رفضا هذه النصيحة،* ‬وصمما علي المشاركة والحضور*. ‬وقبيل المباراة كان السيدان جمال وعلاء مبارك ومعهما د*. ‬زكريا عزمي قد حضروا إلي المقصورة فهتف المصريون مرحبين،* ‬وحاول جمهور الجزائر الرد علي طريقته*.. ‬الحرس الشخصي لهما أبدي تخوفاته من الوضع الأمني،* ‬لا يفصل بينهما وبين الجزائريين سوي سور حديدي صغير،* ‬يسهل اجتيازه*.‬
وضعنا أيدينا علي قلوبنا ونحن نشاهد بعض الزجاجات الفارغة تطلق من الجمهور الجزائري باتجاه المقصورة*.‬
اكثر من مسئول أمني سوداني جاء يطلب من السيدين جمال وعلاء مبارك المغادرة لكنهما رفضا المغادرة ايا كانت الأسباب*.. ‬وخلال الاستراحة بين الشوطين الأول والثاني هبطا إلي المنتخب المصري،* ‬ليبثا في الفريق روح الحماسة،* ‬وليؤكدا لهم أننا معكم،* ‬تقدم مسئول سوداني كبير منهما يطلب المغادرة قبل انتهاء المباراة بقليل،* ‬لكنهما رفضا وصمما علي المغادرة مع المنتخب*.‬
نُصحا بأن يغادرا الي المطار فورًا،* ‬وحذرهما الأمن السوداني من خطورة الأوضاع ومن أن المطار يحتمل أن يغلق،* ‬لكنهما رفضا وقالا*: ‬لقد أعطينا للمنتخب وعدا بأننا سنصحبهم إلي القاهرة في رحلة الفوز ولكن بعد الخسارة نحن أكثر اصرارًا علي المغادرة معهم*.‬
ذهبا إلي الفندق وبقيا مع المنتخب حتي المغادرة ومتابعة أحوال المصريين،* ‬وعادوا جميعًا إلي القاهرة في السادسة صباحًا*..‬
كانت تلك هي الحقيقة في هذا الأمر،* ‬وكان هذا هو السلوك الأخلاقي الذي يستحق التحية والتقدير،* ‬ولكن أيضا من حقنا أن نسأل حكومتنا*: ‬كيف تركت المصريين يهانون إلي هذا الحد؟*!‬

تحية إلي المنتخب القومي
- تحية إلي الرجال الذين بذلوا كل الجهد*.. ‬والتزموا بالأخلاق السامية والروح الرياضية العالية*.‬
- تحية إلي من بهروا المتفرجين بأدائهم المتميز والراقي في الملعب أمام المنتخب الجزائري*.‬
- تحية إلي حسن شحاتة النبيل*.. ‬المحترم*.. ‬الذي قدم كل ما يستطيع من أجل رفعة الفريق ومن أجل اسم مصر
إننا لم نهزم*.. ‬الذين هزموا هم الذين تخلوا عن المبادئ الرياضية السامية والذين دفعوا جمهورهم لممارسة البلطجة*.‬
- كنا نتمني أن نهنيء فريق الجزائر*.. ‬وقد فعلها الكثيرون رغم كل البذاءات ولكن بعد ما حدث وبعد ما شهدنا فيا حسرة ويا ألف حسرة*.‬
رد مع اقتباس
قديم 11-25-2009, 10:00 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

منهم لله
وان شاء الله حقنا هيرجعلنا


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, يكرهوننا؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع