إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2019, 09:05 AM
رضا البطاوى رضا البطاوى غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي تفسير سورة يس

[align=justify]سورة يس
سميت بهذا الاسم لذكر يس فيها فى قوله "يس والقرآن الحكيم "
"بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد محمد (ص)والكتاب القاضى إنك لمن المبعوثين على دين عادل إلقاء الغالب النافع لتبلغ ناسا الذى أبلغ آباؤهم فهم ساهون ،يقسم الله بالقرآن الحكيم وهو الكتاب المبين أى القاضى بالحق مصداق لقوله بسورة الدخان"والكتاب المبين "على أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد أن يس وهو محمد(ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين للوحى وهى على صراط مستقيم أى على دين عادل والمراد على خلق عظيم مصداق لقوله بسورة القلم "وإنك على خلق عظيم "أى "إنك لعلى هدى مستقيم "كما قال بسورة الحج وهذا الدين تنزيل العزيز الرحيم أى وحى من الغالب على أمره النافع والسبب أن ينذر قوما ما أنذر آباؤهم والمراد أن يبلغ ناسا الذى أبلغ لآباءهم فى العصور السابقة عليه وهم غافلون أى ساهون أى مخالفون للوحى الإلهى
"إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "المعنى إنا وضعنا فى رقابهم سلاسلا إلى الذقون فهم معذبون وخلقنا من أمامهم حاجزا ومن خلفهم حاجزا فأعميناهم فهم لا يرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار فى النار جعل فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان والمراد وضع فى رقابهم سلاسلا فهى ممتدة حتى عظمة الفك وهم مقمحون أى محضرون أى معذبون فى العذاب مصداق لقوله بسورة سبأ "فأولئك فى العذاب محضرون "ويبين لنا سبب دخولهم النار وهو أنه جعل من بين أيديهم سدا والمراد وضع الآن حاجزا أى كنا فى أنفسهم ومن خلفهم أى وفى مستقبلهم فى أنفسهم سدا أى حاجزا أى كنا يمنعهم من الإسلام مصداق لقوله بسورة الإسراء"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه "ومن ثم فهم لا يبصرون أى لا يفقهون أى لا يفهمون فيطيعون حكم الله مصداق لقوله بسورة التوبة "وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون "والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم "المعنى وسيان لديهم أأبلغتهم أم لم تبلغهم الوحى فهم لا يصدقون إنما تبلغ من أطاع الوحى أى خاف النافع بالخفاء فأخبره برحمة أى ثواب كبير،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار سواء عندهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم والمراد سيان لديهم أأخبرتهم بالوحى أى دعوتهم أم لم تخبرهم أى صمت فهم لا يؤمنون أى لا يصدقون به وإنما يستمرون فى تكذيبهم مصداق لقوله بسورة الأعراف"سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "ويبين له إنما ينذر من اتبع الذكر والمراد إنما يخبر الوحى من أطاع الوحى السابق أى خشى الرحمن بالغيب والمراد وخاف عذاب النافع بالخفاء دون أن يراه ويطلب منه أن يبشره بمغفرة أى أجر كريم أى أن يخبره بفضل من الله هو الثواب الكبير مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وبشر المؤمنين أن لهم من الله فضلا كبيرا "وقوله بسورة غافر"لهم مغفرة وأجر كبير".
"إنا نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين "المعنى إنا نحن نبعث الهلكى ونسجل ما عملوا أى أفعالهم وكل أمر سجلناه فى كتاب عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه هو يحى الموتى أى" يبعث من فى القبور"كما قال بسورة الحج والمراد يعيد الهالكين للحياة مرة أخرى ويكتب ما قدموا أى يسجل ما فعلوا وفسره بأنه آثارهم وهى أعمالهم فى الدنيا ويبين له أن كل شىء أى أمر أحصاه فى إمام مبين أى سجله فى كتاب عظيم هو الزبر مصداق لقوله بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر "والخطاب وما بعده من قصة الرسل الثلاثة للنبى(ص)ومنه للناس القصة.
"واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون "المعنى وقص لهم عظة أهل البلدة حين أتاها الأنبياء حين بعثنا لهم اثنين فكفروا بهما فأيدناهما بثالث فقالوا إنا إليكم مبعوثون، يطلب الله من نبيه (ص)أن يضرب لهم مثلا والمراد أن يحكى لهم قصة عظة لهم وهى أصحاب القرية وهم أهل القرية إذ جاءها المرسلون والمراد وقت أتاها الأنبياء(ص)إذ أرسلنا إليهم اثنين والمراد وقت بعثنا لهم رسولين فكذبوهما أى فكفروا برسالتهما فعززنا بثالث أى فأيدنا كلامهما برسول ثالث فقال الجميع لهم إنا إليكم مرسلون أى مبعوثون أى مبلغون للوحى .
"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شىء إن أنتم إلا تكذبون "المعنى قالوا ما أنتم سوى ناس شبهنا وما أوحى النافع من وحى إن أنتم إلا تفترون ،يبين الرسول (ص)للناس أن أصحاب القرية قالوا للرسل (ص)ما أنتم إلا بشر مثلنا أى ناس شبهنا وهذا يعنى أنهم لا يتميزون بشىء عنهم ،وما أنزل الرحمن من شىء والمراد وما أوحى المفيد من حكم وهذا يعنى أن الله فى رأيهم لم يوحى دين للناس، إن أنتم إلا تكذبون أى تفترون مصداق لقوله بسورة يونس"أم على الله تفترون"والمراد تنسبون إلى الله الذى لم يقله .
"قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين "المعنى قالوا إلهنا يعرف إنا لكم مبعوثون وما لنا إلا التوصيل الكامل ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرسل (ص) قالوا لأهل القرية :ربنا أى إلهنا يعلم إنا إليكم مرسلون والمراد يعرف إنا إليكم مبعوثون وهذا يعنى أن شاهدهم على صحة رسوليتهم هو الله،وما علينا إلا البلاغ المبين والمراد وما علينا سوى التوصيل التام وهذا يعنى أن واجبهم هو توصيل الوحى كاملا للناس.
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "المعنى إنا تشاءمنا منكم لئن لم تبتعدوا لنقتلنكم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد،يبين الرسول(ص)للناس أن الناس قالوا للرسل(ص)إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا والمراد إنا تضررنا بسبب وجودكم معنا ،لئن لن تنتهوا لنرجمنكم أى لئن لم تتركوا دينكم لنقتلنكم وفسروا هذا بقولهم ليمسنكم منا عذاب أليم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد وهذا يعنى أنهم يهددونهم بالقتل إن لم يتركوا دين الله .
"قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون"المعنى قالوا عملكم عندكم أإن أبلغتم بل أنتم ناس كافرون،يبين الرسول (ص)لنا أن القوم قالوا للرسل(ص)طائركم معكم والمراد سبب إصابتكم بالضرر هو عملكم ناصركم كما تظنون،أإن ذكرتم والمراد هل إن أبلغتم بالوحى تكفرون ؟بل أنتم قوم مسرفون أى ناس عادون أى كافرون مصداق لقوله بسورة الشعراء"بل أنتم قوم عادون ".
"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"المعنى وأتى من أبعد البلدة إنسان يسير قال يا ناس أطيعوا المبعوثين أطيعوا من لا يطالبكم بمال وهم راشدون وما لى لا أطيع الذى خلقنى وإليه تعودون،يبين الرسول(ص)للناس أن رجل وهو إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى والمراد أتى من أبعد حى فى البلدة يسير قاصدا القوم فقال للناس:يا قوم أى يا ناس اتبعوا المرسلين أى أطيعوا حكم المبعوثين اتبعوا أى أطيعوا حكم من لا يسألكم أجرا والمراد من لا يطلب منكم مالا مقابل التبليغ مصداق لقوله بسورة هود"ولا أسألكم عليه مالا" وهم مهتدون أى عقلاء،ومالى لا أعبد الذى فطرنى والمراد ولما لا أطيع حكم الذى خلقنى كما قال بسورة الشعراء"الذى خلقنى"وإليه ترجعون أى"وإليه تقلبون"كما قال بسورة العنكبوت والمراد وإلى جزاء الرب تعودون .
"أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إنى إذا لفى ضلال مبين إنى آمنت بربكم فاسمعون"المعنى هل أعبد من سواه أرباب إن يمسسنى النافع بأذى لا يمنع كلامهم عذابا أى لا ينجون إنى إذا لفى عذاب مستمر إنى صدقت بإلهكم فاشهدون ،يبين الرسول(ص)للناس أن الرجل قال للناس أأتخذ من دونه آلهة والمراد هل أطيع مع حكم الله حكم أرباب مزعومة ؟وهذا يعنى أنه لا يؤمن بآلهة غير الله،إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا والمراد إن يصيبنى المفيد بأذى لا يمنع حديثهم عذابا عنى وفسر هذا بقوله لا ينقذون أى لا ينجون من عذاب الله فى الدنيا والأخرة وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تمنع عذاب الله فهى غير نافعة ،إنى إذا لفى ضلال مبين أى فى عقاب مستمر فى الأخرة لو اتبعت الآلهة المزعومة ،ثم قال للرسل (ص)إنى أمنت بربكم فاسمعون والمراد إنى صدقت بحكم إلهكم فاشهدوا أنى من المؤمنين معكم وهذا يعنى أنه يعلن إيمانه بحكم الله .
"قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين "المعنى قيل اسكن الحديقة قال يا ليت ناسى يعرفون بما رحمنى إلهى أى جعلنى من المنعمين ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرجل لما حضره الموت قالت له الملائكة :ادخل الجنة أى اسكن الحديقة فقال :يا ليت قومى يعلمون أى يا ليت شعبى يعرفون بما غفر لى ربى أى بما رحمنى خالقى وفسر هذا بقوله جعلنى من المكرمين أى بما جعلنى من المنعمين بالجنة،وهذا يعنى أن الرجل تمنى لو عرف أهله سبب دخوله الجنة وهو إيمانه بالله حتى يفعلوا مثله .
"وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون "المعنى والذى أرسلنا إلى شعبه من بعده هو عذاب من الجو أى الذى كنا مرسلين إن كانت إلا مناداة واحدة فإذا هم راقدون يا عذاب للخلق ما يجيئهم من مبعوث إلا كانوا منه يسخرون،يبين النبى (ص)للناس أن ما أنزله أى الذى أرسله الله على قوم الرجل من بعد موته هو جند من السماء والمراد عذاب من السحاب هو حجارة مهلكة وفسر الله هذا بأنه كان منزل أى مهبط العذاب عليهم وهو صيحة واحدة أى نداء واحد والمراد أمر واحد للعذاب بالنزول فنزل فكان القوم خامدين أى جاثمين أى هلكى راقدين على الأرض،ويبين أن الحسرة وهى العقاب على العباد وهم الكافرين وسببها أن كل قوم ما يأتيهم من رسول أى مبعوث مبلغ لرسالة إلا كانوا به يستهزءون أى يسخرون أى يكذبون برسالته .
"ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"المعنى ألم يعلموا كم دمرنا قبلهم من القرى أنهم إليهم لا يعودون ،يسأل الله ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أى ألم يدروا كم قصمنا قبلهم من القرى مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا من قرية "والغرض من السؤال تعريف الناس أن القوم عرفوا أن الله أهلك الكافرين قبلهم ومع هذا كفروا ومع أنهم عرفوا أنهم إليهم لا يرجعون والمراد لا يعودون وهذا يعنى عدم عودتهم للحياة فى الدنيا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإن كل لما جميع لدينا محضرون "المعنى وإن كل لما جميع لدينا موجودون،يبين الله لنبيه (ص)أن كل الكفار والمراد جميعهم لدى الله محضرون أى موجودون والمراد معذبون فى النار لكفرهم .
"وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنها يأكلون"المعنى وبرهان لهم الأرض المجدبة بعثناها وأنبتنا منها زرعا فمنه يطعمون،يبين الله لنبيه (ص)أن الأرض الميتة وهى المجدبة آية والمراد برهان على قدرة الله على البعث عندما أحياها أى بعثها للحياة مرة أخرى بالماء فأخرج منها حبا والمراد فأنبت منها نباتا منه يأكلون أى يطعمون والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون "المعنى وخلقنا فيها حدائق من نخل وعنب وأجرينا فيها من الأنهار ليطعموا من منافعه وما صنعته أنفسهم أفلا يعقلون ؟،يبين الله لنبيه (ص)أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار مصداق لقوله بسورة الكهف"وفجرنا خلالهما نهرا "والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى "أفلا يعقلون "كما قال بنفس السورة .
"سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون"المعنى الطاعة لحكم الذى أبدع الأنواع جميعها من الذى تخرج الأرض ومن ذواتهم ومن الذى لا يعرفون ،يبين الله لنبيه (ص) أن سبحان والمراد أن الطاعة هى لحكم الذى خلق الأزواج والمراد الذى أنشأ الأنواع كلها وهى أنواع المخلوقات وهى تخلق من التالى :مما تنبت الأرض والمراد من الذى يخرج تراب الأرض وهو النبات ،من أنفسهم والمراد من ذوات وهى أجسام الخلق كالإنسان والحيوان ،ومما لا تعلمون والمراد من الذى لا تعرفون وهى طرق الخلق التى لا يعرفها الناس مثل خلق آدم (ص).
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "المعنى وبرهان لهم الليل نخرج من النهار فإذا هم حالكون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان للناس على قدرته هو الليل يسلخ منه النهار أى يخرج منه النهار تدريجيا فإذا هم مظلمون أى فهم فى سواد مطبق .
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "المعنى والشمس تسير لمسكن لها ذلك خلق الغالب العارف والقمر جعلناه مدارج حتى رجع كالجريد العتيق لا الشمس يجب لها أن تلحق القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى مدار يدورون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الشمس تجرى لمستقر لها والمراد أن الشمس تتحرك لمسكن تقف فيه فى زمن ومكان معين وذلك هو تقدير العزيز العليم أى حساب حسبه القاهر الخبير لها والقمر قدره منازل والمراد وجعله الله مدارج كل يوم يكون فى منزلة معينة حتى عاد كالعرجون القديم أى حتى رجع كالجريد العتيق وهذا يعنى أنه يسير حتى يكتمل ثم يسير حتى يعود صغيرا كما كان،ويبين له أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما ׊ركبون"المعنى وبرهان لهم أنا أركبناهم آبائهم فى السفينة المليئة وجعلنا لهم من شبهه ما يستوون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان الدال على قدرة الله هى أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمراد اركب أى أنجى آباء الناس فى السفينة المليئة مصداق لقوله بسورة الشعراء"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمراد وخلق لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام مصداق لقوله بسورة الزخرف"وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين "المعنى إن نرد نهلكهم فى الماء فلا منقذ لهم ولا هم ينجون إلا بأمر منا أى نفعا إلى وقت ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفسر هذا بأنه متاع إلى حين أى نفع حتى وقت محدد هو وقت موتهم .
"وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون"المعنى وإذا قيل لهم خافوا الذى فى حاضركم والذى فى مستقبلكم لعلكم تنفعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا قيل لهم اتقوا أى خافوا العذاب بين أيديكم وهو حاضركم وما خلفكم وهو مستقبلكم أى الأخرة لعلكم ترحمون أى تفوزون بجنة الله يكون ردهم هو الكفر بدين الله والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين "المعنى وما يبلغهم من حكم من أحكام خالقهم إلا كانوا لها مخالفين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما يأتيهم من آية من آيات ربهم والمراد ما يبلغهم حكم من أحكام وحى إلههم إلا كانوا عنها معرضين أى مكذبين أى لا يؤمنون مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها".
"وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين "المعنى وإذا نصحوا أعطوا من الذى أعطاكم الرب قال الذين كذبوا للذين صدقوا أنعطى من لو يريد الرب أعطاه إن أنتم إلا فى كفر عظيم، يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمنين إذا قالوا للكفار:أنفقوا مما رزقكم الله والمراد أعطوا من الذى أعطاكم الله كان رد الذين كفروا أى كذبوا حكم الله على الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله هو قولهم أنطعم من لو يشاء الله أطعمه والمراد أنعطى من لو يريد الله أعطاه ؟وهذا يعنى أنهم لن يعطوا أحد شىء لأن الله هو الذى يعطى المؤمنين الرزق وقال الناصح لهم :إن أنتم إلا فى ضلال مبين أى فى كفر عظيم .
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين "المعنى ويقولون متى هذا الخبر إن كنتم عادلين،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا متى هذا الوعد أى "متى هذا الفتح "كما قال بسورة السجدة والمراد متى وقوع القيامة إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم .
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "المعنى وما يترقبون إلا نداء واحد يهلكهم وهم يكفرون فلا يقولون وصية ولا إلى أسرهم يعودون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك .
"ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون "المعنى ونودى فى البوق فإذا هم من القبور إلى إلههم يخرجون قالوا يا عذابنا من أحيانا من موتنا،هذا ما قال النافع وعدل الأنبياء،يبين الله لنبيه (ص)أن الصور إذا نفخ فيه والمراد أن البوق وهو الناقور إذا نقر فيه والمراد نودى فيه وهو الصيحة مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور"وقوله بسورة يس"إن كانت إلا صيحة واحدة "إذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون والمراد إذا هم من القبور إلى أرض خالقهم يخرجون مصداق لقوله بسورة المعارج"يوم يخرجون من الأجداث"فقالوا يا ويلنا أى العذاب لنا من بعثنا من مرقدنا هذا والمراد من أخرجنا من قبورنا هذه أى من أحيانا من مدافننا هذه ؟ثم يجيبون على أنفسهم :هذا ما وعد الرحمن أى هذا ما أخبرنا النافع فى الدنيا وصدق المرسلون أى وعدل الأنبياء (ص)فى إبلاغ الوحى .
"إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "المعنى إن كان سوى نداء واحد فإذا هم كل عندنا موجودون فاليوم لا تنقص نفس حقا ولا تعطون إلا الذى كنتم تصنعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن البعث ليس سوى صيحة واحدة أى زجرة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون والمراد فإذا هم كل عندنا منظرون أى مبعوثون مصداق لقوله بسورة الصافات"فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون "ويقال :اليوم لا تظلم نفس شيئا والمراد الآن لا تنقص نفس حقا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون والمراد ولا تحاسبون إلا بحساب الذى كنتم تكسبون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة يونس"هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون "
"إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم "المعنى إن أهل الحديقة الآن فى متع يتلذذون هم ونساؤهم فى ظلال على الأسرة مستريحون لهم فيها نفع أى لهم فيها ما يريدون ،خير كلاما من إله نافع،يبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة اليوم وهو يوم القيامة فى شغل فاكهون والمراد فى متع الجنة منعمون يتلذذون هم وأزواجهم وهن نساؤهم وهم فى ظلال أى فى أماكن بها خيالات ليس فيها شمس ولا برد على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة متكئون أى راقدون يتمتعون ولهم فى الجنة فاكهة أى فائدة أى متعة وفسر هذا بأن لهم ما يدعون أى ما يطلبون أى ما يشتهون والسبب فى اعطاءهم المتع هو أن الرب الرحيم وهو الإله النافع قال لهم سلام أى الخير لكم أى النفع لكم والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص) .
"وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون "المعنى وأنقذوا أنفسكم اليوم أيها الكافرون ألم أقل لكم يا أولاد آدم (ص)أن لا تطيعوا الهوى إنه لكم كاره عظيم وأن أطيعونى هذا دين عادل ولقد أغوى منكم عددا كبيرا أفلم تكونوا تفهمون؟يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للكفار وامتازوا اليوم أيها المجرمون والمراد أنقذوا أنفسكم الآن أيها الكافرون إن كنتم تقدرون ،ويسألهم الله عن طريق الملائكة عن وحى الله فيقول :ألم أعهد إليكم يا بنى آدم والمراد ألم أحدثكم فى الوحى الدنيوى يا أولاد آدم (ص)أن لا تعبدوا الشيطان أى "لا تتبعوا خطوات الشيطان "كما قال بسورة البقرة والمراد لا تطيعوا حكم الهوى إنه لكم عدو مبين أى إنه لكم خاذل عظيم مصداق لقوله بسورة الإسراء"وكان الشيطان للإنسان خذولا"وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم والمراد وأن أطيعوا حكمى هذا دين عادل ولقد أضل منكم جبلا كثيرا والمراد ولقد أغوى منكم عددا كبيرا ،أفلم تكونوا تعقلون والمراد أفلم تكونوا تفقهون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم كانوا أغبياء جهلاء ولم يكونوا عقلاء فى الدنيا عندما أطاعوا أهواءهم .
"هذه جهنم التى كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون "المعنى هذه النار التى كنتم تخبرون ادخلوها الآن بما كنتم تكذبون الآن نطبع على ألسنتهم وتحدثنا أيديهم وتقر أقدامهم بما كانوا يسيئون،يبين الله لنبيه (ص)أنه يقول للكفار على لسان الملائكة ككل الأقوال السابقة :هذه جهنم التى كنتم توعدون والمراد هذا السعير الذى كنتم تخبرون به فى الدنيا ،اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون والمراد فذوقوا العذاب الآن بما كنتم تكذبون أى تكسبون أى تكذبون مصداق لقوله بسورة الأنعام"فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"وقوله بسورة يونس"بما كنتم تكسبون"،وفى يوم القيامة يختم الله على أفواه الكفار أى يشل الله ألسنة الكفار عن الكلام الجهرى مصداق لقوله بسورة المرسلات"هذا يوم لا ينطقون "ويجعل الله أيديهم تكلمه أى تحدثه بما فعلت فى الدنيا وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون أى وتقر أقدامهم بالذى كانوا يعملون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النور"يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون "وهذا يعنى وجود مسجلات فى أعضاء الإنسان تسجل ما تعمله والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص) .
"ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون "المعنى ولو نريد لطبعنا على قلوبهم فأرادوا الدين فكيف يسلمون ولو نريد لأبقيناهم على مقامهم فما قدروا ذهابا ولا يعودون،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو شاء أى لو أراد لفعل التالى :طمس على أعينهم أى طبع على نفوسهم فاستبقوا والمراد فسارعوا للصراط وهو دين الحق ومع ذلك فأنى يبصرون أى فكيف يسلمون وهذا يعنى أن الله لو أراد ما أسلم أحد من البشر بالطبع على قلوبهم ،ولو أراد لمسخهم على مكانتهم أى لأبقاهم على دينهم فما استطاعوا مضيا أى فما قدروا على تغيير دينهم أى لا يرجعون أى لا يعودون للدين الحق .
"ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون "ومن نحييه نعيده فى الإنشاء أفلا يفقهون ؟يبين الله لنبيه (ص)أن من يعمره ينكسه فى الخلق والمراد من يطيل الله حياته يرجعه إلى مرحلة الضعف كما كان فى مرحلة الضعف الأولى وهى الطفولة من حيث العلم فلا علم بعد الولادة ولا علم بعد أرذل العمر مصداق لقوله بسورة النحل"ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "و"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "ويسأل أفلا تعقلون أى "أفلا يشكرون "أى يطيعون حكم الله كما قال بنفس السورة .
"وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "المعنى وما عرفناه الشعر وما يجب له إن هو إلا وحى أى كتاب عظيم ليخبر من كان مطيعا ويصدق القول فى المكذبين،يبين الله للناس أنه ما علم محمد(ص)الشعر والمراد ما عرفه الكلام المنقسم لأشطار تنتهى بقافية وفسر هذا بأنه ما ينبغى له أى ما يجب له أى لا يحق للنبى (ص)قول الشعر من نفسه وإنما كلامه ذكر وفسره بأنه قرآن مبين أى كتاب كريم مصداق لقوله بسورة الواقعة "إنه لقرآن كريم "والسبب فى إنزاله عليه هو أن ينذر من كان حيا والمراد أن يبلغ أى يسمع الوحى من كان متبعا للذكر مصداق لقوله بسورة يس"إنما تنذر من اتبع الذكر"ويحق القول على الكافرين والمراد ويوقع العذاب على المكذبين وهو ذوق العذاب مصداق لقوله بسورة الصافات"فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون "والخطاب للناس.
"أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون "المعنى ألم يعلموا أنا أبدعنا لهم مما صنعت أنفسنا أنعاما فهم فيها متصرفون وسخرناها لهم فمنها حملهم ومنها يطعمون ولهم فيها فوائد وسوائل أفلا يطيعون ؟يسأل الله أو لم يروا أى هل لم يدروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا والمراد إنا أنشأنا لهم مما خلقت أنفسنا أنعاما فهم لها مالكون أى فهم فيها متصرفون وذللناها أى وسخرناها لهم فمنها ركوبهم أى حملهم ومنها يأكلون أى يطعمون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يعلمون أن الله خلق للناس ضمن خلقه الأنعام وهى الماعز والغنم والإبل والبقر وهم لها مالكون أى متصرفون فيها يعملون ما يريدون وفسر الله هذا بأنه ذللها لهم أى سخر لها فمنها ركوبهم وهو حملهم ومتاعهم إلى أى مكان يريدونه ومنها يأكلون أى يطعمون من منافعها ومع ذلك لا يطيعون من أعطاهم هذه النعم وفسر الله هذا بأن لهم منافع أى فوائد عديدة ومشارب أى ألبان يشربونها ويسأل الله أفلا يشكرون أى "أفلا يعقلون "كما قال بنفس السورة والمراد إخبارنا أن الناس لا يطيعون حكم الله بعد فهمهم لمخلوقاته والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون "المعنى وعبدوا من سوى الرب أرباب لعلهم ينقذون لا يقدرون على إنقاذهم وهم لهم عسكر معذبون،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار اتخذوا من دون الله آلهة والمراد عبدوا من سوى الله أولياء مصداق لقوله بسورة الشورى "أم تخذوا من دونه أولياء "والسبب لعلهم ينصرون أى يعزون أى يقوون مصداق لقوله بسورة مريم"واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا "والآلهة المزعومة لا يستطيعون نصرهم والمراد لا يقدرون على إنقاذهم من عذاب الله وهم لهم جند محضرون أى وهم لهم زبانية معذبون وهذا يعنى أن الملائكة التى يزعمون عبادتهم هم الذين يعذبونهم .
"فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون "المعنى فلا يخيفك حديثهم إنا نعرف الذى يخفون والذى يبدون،يطلب الله من نبيه (ص)ألا يحزنه قولهم والمراد ألا يخيفه أى ألا يقلقه حديث الكفار فالله يعلم ما يسرون وما يعلنون والمراد يعرف الذى يكتمون والذى يبدون مصداق النور "والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ".
"أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين "المعنى أو لم يعلم الفرد أنا أبدعناه من منى فإذا هو مجادل عظيم ،يسأل الله أو لم ير الإنسان والمراد ألم يدرى الفرد أنا خلقناه من نطفة والمراد أنا أنشأناه من جزء يسير من المنى فإذا هو خصيم مبين أى كافر عظيم أى كثير الجدل مصداق لقوله بسورة الكهف"وكان الإنسان أكثر شىء جدلا"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الإنسان يعرف أن الله خلقه من المنى فإذا هو كافر بدينه.
"وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم "المعنى وقال لنا قولا وترك إنشاؤه قال من يعيد العظام وهى فتات ؟يبين الله لنبيه (ص)أن الإنسان ضرب لله مثلا والمراد قال لله قولا هو من يحى العظام وهى رميم أى من يعيد العظام وهى متفرقة ؟وقد نسى خلقه والمراد وقد ترك أمر إنشاؤه من منى ضئيل وهذا يعنى أن الله الذى خلق الشىء الضئيل قادر على إعادة العظام المتفرقة مرة أخرى للحياة .
"قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم "المعنى قل يعيدها الذى أبدعها أسبق مرة وهو بكل خلق خبير ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يرد على سؤال الكافر بقوله يحييها الذى أنشأها أول مرة والمراد يعيدها للحياة الذى خلقها أسبق مرة وهو بكل خلق عليم والمراد وهو بكل مخلوق خبير .
"الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "المعنى الذى خلق لكم من النبات الأخضر وقودا فإذا أنتم منه تشعلون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :الذى جعل أى خلق لكم من الشجر الأخضر وهو النبات الأخضر نارا أى وقودا فإذا أنتم منه توقدون أى منه تشعلون وهذا يعنى أن الشجر الأخضر إذا مات تحول لحطب أو لزيت يستخرج منه فيوقد منه.
"أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم "المعنى أو ليس الذى أبدع السموات والأرض بقادر على أن يبدع شبههم وهو المبدع الخبير ؟يسأل الله أو ليس الذى خلق أى أنشأ السموات والأرض بقادر أى بقوى على أن يخلق مثلهم أى على أن ينشىء شبههم ؟ويجيب على السؤال بقوله بلى وهو الخلاق العليم أى نعم وهو المنشىء الخبير بكل شىء والخطاب للنبى(ص)
"إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء وإليه ترجعون"المعنى إنما قضاؤه إذا شاء خلقا أن يوحى له تواجد فيتواجد فالطاعة للذى بأمره حكم كل مخلوق وإلى جزاء الله تعودون ،يبين الله للناس أن أمر الله إذا أراد شيئا والمراد أن حكم الله إذا شاء خلق مخلوق هو أن يقول له والمراد يوحى له كن فيكون أى انخلق فينخلق أى تواجد فيظهر إلى الوجود وسبحان أى والطاعة لحكم الذى بيده ملكوت كل شىء والمراد الذى بأمره حكم كل مخلوق وإليه ترجعون والمراد وإلى جزاء الله فى الأخرة تعودون والخطاب للناس[/align]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع