"مصراوى" ''ضحايا أسيوط'' و''جيكا ومسعود'' ومئات المصابين.. حصيلة أسبوع ''الدم المصرى''

[محمد زنادة]

''ضحايا أسيوط'' و''جيكا ومسعود'' ومئات المصابين.. حصيلة أسبوع ''الدم المصرى''

أسبوع استثنائي للغاية طغى عليه اللون الأحمر لون دم المصريين الذى سال نتيجة الأحداث الحزينة التي حصدت عدد كبير من الأرواح؛ فمع بداية الأسبوع المنقضي جاء حادث ''قطار أسيوط'' الأليم ليتزامن مع الذكرى الأولى لأحداث ''محمد محمود'' وما شهدها من تكرار للمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ليتبعها إصدار الرئيس مرسى للإعلان الدستوري الجديد الذى أدى إلى اشتعال المشهد السياسي جدلاً وما تبعه من اشتباكات دامية بين معارضي الإعلان ومؤيديه.
''مصراوى'' يستعرض من خلال السطور القادمة أبرز ما جرى خلال الأسبوع والذى يروى لنا قصة وطن ينزف هان فيه الدم المصري...

حادث قطار أسيوط

بدأ الأسبوع الماضي بحادث أليم حيث أستيقظ المصريون على كارثة قطار أسيوط والذى أودى بحياة 51 طفلا وإصابة آخرين بعدما دهس أتوبيساً يُقل عدداً من تلاميذ معهد أزهري خاص بمنفلوط فى الوقت الذى أعلن فيه محمد رشاد المتينى وزير النقل عن استقالته من منصبه بالإضافة إلى المهندس مصطفى قناوي رئيس هيئة السكة الحديد والذى تم تحويله للتحقيق.
وقررت النيابة بعد مواصلة التحقيقات حبس عامل البلوك 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعد توجيه تهم القتل الخطأ والإصابة الخطأ والإضرار بالمال العام والإهمال الجسيم فيما أمرت بإخلاء سبيل سائق القطار ومساعده لحين ورود تقرير اللجنة الهندسية المنتدبة من جامعة أسيوط .

أحداث محمد محمود

وشهدت الذكرى الأولى لإحياء أحداث شارع محمد محمود اشتباكات قوية حيث تواصلت المواجهات بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين لليوم السادس على التوالي وسط اعتصامات شملت أكثر من 18 حركة وحزب ممثلة للقوى المدنية للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس محمد مرسى وحل الجمعية التأسيسية للدستور بالإضافة إلى إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل بعد الإخفاق في إدارة شئون البلاد .
وبلغ عدد المصابين في الأحداث التي شهدها ميدان التحرير وتحديداً فى شارع محمد محمود نحو 91 مصاباً حتى الآن - وفقاً لوزارة الصحة والسكان - بعد تحويل المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة من المنطقة.
وجاءت هذه الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بالتزامن مع إحياء عدد من القوى السياسية للذكرى الأولى لأحداث محمد محمود والتي تميزت باستخدام الحجارة والطوب بالإضافة إلى زجاجات المولوتوف الحارقة .
وفى نفس السياق أقام المتظاهرون مستشفيين ميدانيين عند مدخل شارع طلعت حرب وداخل حديقة الميدان لتقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين، الذين تنوعت حالات إصاباتهم بين الاختناق من دخان الغاز، والإصابة بجروح قطعية نتيجة تبادل إلقاء الحجارة مع قوات الأمن .

قصر العيني

كما شهد شارع القصر العيني و المنطقة المجاورة لمسجد عمر مكرم بمحيط السفارة الأمريكية عدد من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد رشق المتظاهرين لقوات الأمن بالحجارة فى الوقت الذى قامت فيه قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين باتجاه ميدان التحرير.
وجاءت الاشتباكات في الشارع الذى تميز هذه المرة بتمركز أفراد الأمن المركزي به بالإضافة إلى وجود ثلاث عربات مصفحة أمام مقر مجلس الشورى بعد عمليات من الكر والفر امتلأت خلالها سماء الميدان بدخان الغاز.
وقام المتظاهرين بإشعال النيران في إطارات السيارات ووضع بعض الحجارة لمنع تقدم المدرعات وفى الساعات الأخيرة هدأت المواجهات بين الطرفين في أعقاب نصب جدار خرساني ببداية الشارع، لحماية المنشآت الهامة والفصل بين المتظاهرين والأمن .
وعاد مشهد تواجد الموتوسيكلات في الظهور لاستخدامها في نقل المصابين بالإضافة إلى قيام الباعة الجائلين ببيع الكمامات والمناديل للمتظاهرين، لمواجهة دخان القنابل.

حرق مقرات الإخوان المسلمين

واندلعت مواجهات عنيفة بين أعضاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية المختلفة من جانب وبين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن جانب آخر فى أعقاب الكلمة التي ألقاها الرئيس محمد مرسى أمام قصر الاتحادية - مساء الجمعة - بعد صدور الإعلان الدستوري الجديد الأمر الذى أدى إلى تحولها إلى حرب شوارع وتطوره إلى حرق مقرات الجماعة فى العديد من المحافظات المختلفة .
وشهدت مقرات جماعة الإخوان المسلمين فى مناطق الإسكندرية ودمياط والسويس والمحلة وأسيوط وبورسعيد وأسوان والبحيرة وقنا ودمنهور اشتباكات دامية و أعمال كر وفر بين المتظاهرين وأعضاء الجماعة و كان أبرز المصابين فى هذه الأحداث النائبين السابقين حمدي الفخراني وأبو العز الحريرى.
وأصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً عن عدد المصابين فى كل محافظة فبلغ عدد المصابين في محافظة الإسكندرية نحو 31 مصاباً أما محافظة الغربية فبلغ عدد المصابين نحو 23 مصاباً وبلغ عدد المصابين بمحافظة البحيرة نحو 38 مصاباً وفى محافظة السويس بلغ عدد المصابين نحو 27 مصاباً وفى بورسعيد نحو 77 مصاباً وأخيراً الدقهلية عشر مصابين.

أحداث دمنهور

وكانت مدينة دمنهور على موعد مع اشتباكات عنيفة على خلفية الإعلان الدستوري الجديد الذى أصدره الرئيس مرسى؛ حيث استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين الرافضين للإعلان وأنصار جماعة الإخوان المسلمين بميدان الساعة بالمدينة.
وتحولت الشوارع المحيطة بميدان الساعة إلي حرب شوارع وكر وفر بين الجانبين والمطاردات بـ''الشوم'' والعصي وزجاجات المولوتوف وأسفرت الأحداث عن إصابة العشرات بكسور وجروح بالوجه والرأس وانفجار بمقلة العين وكدمات وسط تضارب في الأرقام حتى صباح اليوم.
وأطلقت القوات القنابل المسيلة للدموع مما تسبب في غلق جميع المحلات التجارية و قام الأهالي بغلق بوابات عقاراتهم خوفاً من اقتحامها وسادت حالة من القلق والرعب والفزع بين الأهالي المقيمين في وسط مسرح الأحداث بسبب ما يشاهدوه على مدار يومين من أحداث دامية.
وكانت الأحداث الدامية قد اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي بعد غياب من قوات الأمن عن مسرح الأحداث وفقاً لرواية عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر.

''جيكا'' و ''مسعود''

وأسفرت الاشتباكات الدائرة على مدار اليومين الماضيين عن وفاة كلاً من جابر صلاح '' جيكا'' عضو حركة 6 إبريل والذى أصيب فى أحداث محمد محمود يوم الثلاثاء الماضي بطلق ناري فى الرأس والصدر أدت إلى إصابته بشلل في المخ وأعلن قصر العيني بالأمس عن الوفاة رسمياً بعد ساعات من وفاة إسلام مسعود - أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين - والذى وافته المنية أمس أثناء اقتحام مقر الجماعة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.
في الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة عن ارتفاع أعداد المصابين جراء الاشتباكات التى وقعت بين مؤيدي ومعارضي الإعلان الدستوري في القاهرة والمحافظات منذ الجمعة الماضية وحتى الآن إلى 297 مصابا، خرجوا جميعا من المستشفيات باستثناء 37 مصابا ما زالوا يتلقوا العلاج .
المصدر: