العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:01 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكايتى مع أحمد زكى من الكرنك للمشير (2)

تحدثنا الأسبوع الماضى عن كيف اعترض المنتج الكبير رمسيس نجيب على إعطاء دور البطولة فى فيلم الكرنك لأحمد زكى واستدرك وقال «سعاد حسنى تحب الولد الأسمر ده» ليرد عليه والدى ممدوح الليثى «مش سعاد حسنى يا أستاذ رمسيس، دى زينب دياب بنت المعلم دياب بياع لحمة الراس فى حارة دعبس بالحسينية». ليرد رمسيس نجيب «برضه سعاد حسنى السندريلا بتاعتنا اللى عملت الحب الضايع وبئر الحرمان وزوزو لو ده حصل الفيلم هيسقط سقوطاً شنيعاً والجماهير حتضربكم.. لأنهم مش هيوافقوا إن سعاد تحب الولد ده! بس يا أستاذ رمسيس الكل متوقع النجاح لأحمد زكى وأنه حيبقى نجم.. عمره ما حيبقى نجم.. بالكتير أوى حايصبح زى فلان». وذكر اسم ممثل يقوم بأدوار ثانوية. وأسقط فى أيديهم وتبادلوا نظرات الشفقة ممدوح الليثى والمخرج على بدرخان والفنانة سعاد حسنى وابتسم الموزعان.. واستطرد رمسيس نجيب قائلاً بالنسبة للشاب الثانى (يقصد محمد صبحى) ممكن يأخذ دور شيوعى هو.. وهو شكله شيوعى فعلا.. بس ماتوقعلوش نجاح كبير إنما زى بعضه.. عشان يبقى قدمتم وجهاً جديدا! وكانوا فى حيرة كيف سيبلغون الوجه الجديد أحمد زكى بهذا الاعتذار وكيف سيتلقى الصدمة بعد أن نشرت الصحف مئات الأخبار عن قيامه بهذا الدور! ومن الذى سيقوم بدور أحمد زكى، وبعد نقاش لم يستغرق طويلاً اتفقوا على ترشيح الفنان نور الشريف لدور إسماعيل الشيخ، وتركوا كيفية إبلاغ أحمد زكى بالاعتذار لأبى بصفته منتج الفيلم وقرر بينه وبين نفسه أن يترك هذه المهمة للزمن القريب! لكن أحمد زكى لم يعط الزمن الفرصة، فقد اتصل بأبى وسأله عن موعد بدء تصوير الفيلم لأنه معروض عليه أعمال أخرى وقال له أبى مشفقاً: «لنتقابل فى مكتبى فى السادسة مساء». وحضر أحمد زكى إلى مكتبه بشارع قصر النيل وسأله «فين كشف الملابس يا أستاذ؟ إيه الأخبار حانبدا نصور إمتى؟» وبدأ أبى حديثه قائلاً «الموزعين اليومين دول يا أحمد بيتحكموا فى السينما المصرية»! سأل بقلق: إزاى؟ مش مكفيهم إن سعاد حسنى فى الفيلم.. عايزين بطل قدامها.. مش فاهم.. مافيه كمال الشناوى موجود.. وقريت فى الجرايد إنكم مضيتم مع فريد شوقى دور أبو سعاد! اللى يهم الموزعين.. مين اللى حيقف قدام سعاد.. مين اللى حاتحبه فى الفيلم. ورد أحمد زكى بعصبية: ماتحب اللى على مزاجها.. هوه مال أبوهم.. مالهم، متنساش إنهم بيمولوا الفيلم.. وبيقولوا كفاية وجه جديد واحد.. واخترتم مين أنا ولا صبحى.. رد يا أستاذ ممدوح.. مش عارف يا أحمد ونهض أحمد وقد زاغت عيناه وارتعشت شفتاه وقال له اتكلم يا أستاذ ممدوح.. قولى بصراحة أنا مش حعمل الدور؟ ليهز أبى رأسه بالإيجاب.. أيوه.. وبحركة لا شعورية التقط أحمد زكى الكوب الزجاجى وضرب جبهته.. وهو يصرخ وانكسر الكوب وانسابت الدماء من جبهته وهو لا يزال يصرخ.. وتجمهر كل من فى المكتب واشتركوا جميعاً فى إسعاف أحمد زكى وتطييب خاطره وترقرق الدمع فى أعينهم وأعين أبى، إشفاقا على مشاعره وأحضروا الميكروكروم والشاش والبن ووضعوها على الجرح وظلوا فترة يحيطون بأحمد زكى بمشاعر الحب والحنان والإشفاق، وفكر أبى جدياً بالعدول عن إنتاج الفيلم وطلب أحمد زكى الانصراف وصمم أبى أن يقوم بتوصيله لمنزله وصحبه فى سيارته وسأله إلى أين؟ أى مكان. وسار يومها فى جميع شوارع القاهرة من الهرم إلى أقصى مصر الجديدة.. وأحمد زكى يتطلع أمامه ويهز رأسه بأسى ويزم على شفتيه ويبرطم بجمل وكأنه فيلسوف كبير فى الحياة! كانت لحظة سيئة لدى أبى الذى يحب أحمد زكى ويؤمن به كوجه جديد يريد أن يعطيه فرصة، وبين أحمد ذلك الشاب القادم من الريف يحلم بالسينما وبعد يومين اتصل الشاعر الكبير صلاح جاهين بأبى وكانت معه الفنانة سعاد حسنى، وسأله «إيه رأيك يا بطل أنا وسعاد حكمنا عليك بحكم. موافق تنفذه؟ إيه هوه؟ أنت مضيت عقد مع أحمد زكى بمبلغ مائة وخمسين جنيهاً دفعت منها خمسة وعشرين جنيه لا غير. حكمنا عليك تدفع للراجل بقية عقده وفوقهم مائة وخمسين جنيه تعويض كمان ليرد أبى فوراً: موافق.. وذهب أبى إلى منزل صلاح جاهين وقابل أحمد زكى هناك وحرروا اتفاقا بفسخ العقد وسداد مبلغ التعويض المطلوب ودفع المبلغ، ونهض أبى واحتضن أحمد زكى وقبله وقبل أن ينصرف نظر إليه أحمد زكى أمام سعاد حسنى وصلاح جاهين وقال «انتوا اخدتوا برأى رمسيس نجيب عشان ده ملك السينما، ولكم حق، بس أنا باقولك يا أستاذ ممدوح بكرة تندموا وتجروا ورايا وتعرفوا إن زمن رمسيس نجيب انتهى». وربت أبى على كتف أحمد زكى وقبله على جبينه وكان ذلك فى أوائل عام 1975 وظلت هذه الواقعة تشكل حاجزا نفسيا بينه وبين أبى لعدة سنوات، كبر هو خلالها وأصبح من نجوم الصف الأول، وفى عام 1982 جرى فعلا الليثى خلف أحمد زكى ليمثل بطولة فيلم «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل»، الذى كتب له السيناريو والحوار عن قصة أستاذنا إحسان عبدالقدوس ثم أسند له البطولة فى سباعية «الرجل التى فقد ذاكرته مرتين».. أمام الراحلة هالة فؤاد والذى أحبها أحمد فى هذا الفيلم وتزوجها بعد الفيلم، ثم أسند له بطولة فيلم المدمن أمام نجوى إبراهيم وخلال تلك السنوات ارتبط أحمد بنا ارتباطاً قوياً وتحول من صداقته لأبى إلى صداقة قوية تجمعنى به، كنت أزوره دائماً فى منزله أمام فندق أطلس بميدان أسوان وكان مولعا بقراءة الأدب خاصة أدب نجيب محفوظ، وأخبرنى أنه يتمنى أن يؤدى شخصية حضرة المحترم، الرواية التى كتبها الأستاذ نجيب بأسلوب رشيق كعادته، وأذكر فى يوم من الأيام وبحكم صداقتى به اتصل بى وأخبرنى أنه سوف يذهب إلى أحد أطباء الأمراض الباطنية لأن عنده انتفاخا كبيرا فى المعدة فسألته أنت كلت إيه؟ قال لى: ماكلتش حاجة. قلت له: أومال جالك الانتفاخ من إيه؟ قال لى مش عارف. ذهبنا سوياً إلى الدكتور العظيم مصطفى المنيلاوى أستاذ الأمراض الباطنة وعندما شاهد أحمد ببطنه المنتفخ وبعد فحص دقيق سأله الدكتور المنيلاوى «قولى يا أحمد أنت بتصور إيه اليومين دول فرد أحمد قاله بصور فيلم اسمه زوجة رجل مهم. فسأله الدكتور احكى لى كده دورك إيه؟ فرد عليه أحمد: دورى ضابط، كان فى الخدمة وبعدين طلعوه على المعاش وهو مش قادر يتحمل ده، فرد الدكتور المنيلاوى بابتسامة خفيفة اللى عندك ده التهاب فى القولون نتيجة الدور.. فأحمد كان من النوعيات النادرة التى تعايش الأدوار بكل أحاسيسها وجوارحها.. اعتاد على أن يتردد على منزلنا دائماً وكما قلت سابقاً كان حريصا على أن يفطر عندنا فى رمضان وحتى بعدما تزوج من هالة فؤاد ابنة أستاذنا المخرج العظيم أحمد فؤاد، كان دائماً يتواصل معنا ولا يترك عيد ميلاد لى أو للمرحوم أخى شريف إلا كان لازم يحضره. وأذكر أنه فى عام 83 وبعد وفاة شريف أخى فجأة فى مستشفى المعادى كان أحمد زكى أول من حضر إلينا وبكى على شريف بكاءً حاراً كما لو أنه ابن من أبنائه، وظل طيلة فترة العزاء يأتى إلى منزلنا ويصحبنى معه محاولاً أن يخفف عنى آلام الفراق مع شقيقى، وهكذا تحول أحمد زكى إلى فرد من أفراد أسرتنا نعيش معه فى كل تفاصيل حياته، حتى فى خلافاته العائلية كان دائماً يعتبر أمى حكماً يرجع إليه، خاصة أنه كان يتسم بالعصبية، وكان أبى رحمة الله عليه يقول لهالة فؤاد الله يرحمها «خلى بالك ده عصبى» وسقطت نظرية رمسيس نجيب «سعاد حسنى تحب ده» وأصبحت بطلات السينما المشهورات يسعين للتمثيل أمامه. أما ما هى الظروف المحيطة بقيام أحمد بدور عبدالناصر فى فيلم ناصر 56 وكيف تقمص الشخصية، لدرجة أنه أصدر قرارا جمهوريا باعتقالى كما أصدر قرارا جمهوريا بإقالة وزير الإعلام فى ذلك الوقت، وكيف كان فيلم ناصر بداية لمشوار مهم وطويل مع الشخصيات التى أثرت فى حياته انتهاء بالفيلم الذى أجرى بروفة على ملابسه ولم يشأ القدر أن يقوم ببطولته، فيلم الرئيس المشير ففى الأسبوع القادم إن شاء الله.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع