إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 03:50 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الوداع يا صديقى

لم أكن يوماً من الذين يهتمون باقتناء الحيوانات فى منزلى.. فلى سابق خبرة مؤلمة مع بغبغان اشتريته منذ أكثر من عشرين عاماً وقمت بتربيته فى منزلى، لدرجة أنه يقلد صوتى بشكل غريب ويعرف عاداتى وفجأة مات، حزنت كثيراً عليه وبكيته، ومنذ تلك اللحظة قررت ألا أقتنى أى طائر..


حكى لى والدى، رحمه الله، أنه فى فترة ما كان ضابط شرطة فى الفيوم عام 1965، كان لديه كلب اسمه ستيف، كان أبى يحب هذا الكلب حباً شديداً كان يرى فيه الوفاء والأمان..

ويحكى أبى أنه يوما نزل إلى القاهرة وعاد إلى الفيوم فأبلغوه أن كلبه ستيف قد دهسه أتوبيس، حكى أبى كيف تلقى خبر وفاة ستيف وبكاه بشده وقرر بعدها ألا يقتنى حيوانات.. حتى لا يتكرر معه مثلما حدث مع ستيف.. أما أنا فلم أكن أهتم ولا أحب الكلاب، لكن ذات يوم منذ أربع سنوات طلب منى ابنى أن يربى كلبا فى المنزل، وافقت على مضض شديد.. فأنا لا أحبها، وبالفعل اشتريت له كلباً كان عمره وقتها شهرا.. وبدأت نظرتى تتغير للكلب.. سماه ابنى (توم).. ومع مرور الأيام أصبح هذا الكلب صديقاً لابنى ولى.. لم أكن أتخيل أبداً أن الكلاب لديها هذا الحس بالوفاء والحب والحنان.. دون تمثيل أو رغبة أو نفاق..

ذات يوم عاقبت توم وعنفته وما هى لحظات إلا وجدت ابنى يقول لى إن توم يبكى.. يبكى سألت نفسى وهل يبكى الكلب؟!..

خرجت له وجدته يبكى حاولت أن أكلمه أشاح بوجهه عنى كأنه يقول لى إنه غاضب وحزين منى.. حنوت عليه.. فوجدته يتمسح بى.. بحنان شديد أحببت هذا الكلب حباً جماً.. كان يهرول لى كلما أحضر، لا ينام حتى أعود من عملى.. وينبح ليقول لى إنه مستيقظ.. اكتشفت ذكاءه وفطنته.. وعندما أعود حزيناً أجده يقترب منى كما لو أنه يطبطب على.. شعور غريب افتقدناه فى حياتنا الإنسانية لكنه موجود بالفطرة عند الحيوان وعند سفرى للعمرة.. كان يجب أن أضع توم فى مكان آمن يتولى رعايته حتى أعود..

وللأسف وقع الاختيار على مكان لم يكن أميناً أمام منتجع بيفرلى هيلز بالشيخ زايد ولم يشعر القائمون عليه أن هذا الحيوان يحتاج منهم الاهتمام والرعاية.. وبعد أيام من سفرى لمكة دخلت غرفتى فى الفندق بعد أداء صلاة التراويح فوجدت ابنى منهاراً من البكاء بشدة سألته مالك.. أجاب باكياً... توم مات.. غالبتنى دموعى وأصبت بصدمة شديدة.. لم أصدق أننى بكيته كأننى أبكى صديقاً عزيزاً غالياً.. بكيته وأنا أعود بذاكرتى لأتذكر مواقفه معى.. وحنانه ووفاءه لى.. بكيته وأنا أعلم أن هذا الكلب كان يشعر بى بحب منزه دون غرض أو هدف أو نفاق حب مجرد ووفاء منقطع النظير وحنانً لا يماثله حنان بشر، لأنه صديق وفى أخلص لصديقه لذا فإننى أفتقده بشدة.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع