العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الرياضي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2009, 01:13 AM
verdi85 verdi85 غير متواجد حالياً
عضو
 

Thumbs up إعتذار خارج الأسوار

منقول د. سليم دادة

أن تُبرمَج تغطية إعلامية مكثفة من أجل فعاليات مباراة استثنائية، الفائز فيها سيتأهل إلى نهائيات كأس عالمية، فهذا أمر وارد..
أن تشحن الأعصاب وتعلو الهمم وتتطلع الآمال للفوز، فهذا أمر محبوب..
أن تشحذ النفوس ويتجلد بالصبر اللاعبون، فهذا أمر مطلوب..
أن يشجع كل ٌ فريقه ولاعبه المفضل، فذاك مما يزيد في الإثارة ومن متعة الترقب ومن حرارة المشاهدة..
أن يستوي كل هذا على نار هادئة في ظل روح رياضية تؤمن بالفوز وبالخسارة، وتؤمن بالنصر لمن يقدم الأفضل فذاك عين العقل..
أن يحدث ما نستنكره بشدة بعد انتهاء بعض المباريات من أحداث شغب وتبادل كلمات نابية بين طرف سعيد بفوزه وآخر غاضب لخسارته، أمر تعودنا وللأسف مشاهدته في اللقاءات الحاسمة وحتى في الدول المتطورة والمنظَّمة..
أن تعم الفرحة الشوارع وأن يهنئ الطرف المنهزم نظيره الرابح لهوقمة الروح الرياضية والهدف الشعوبي من هذه الرياضة..
هذا الذي كان يجب أن يحدث نظريا..
لكن ما الذي حدث عندنا فعليا؟
خروج عن سياق المباراة وتجاوز الكرة لأسوار الملعب..
مناورات إعلامية.. رشق مُدمي للاعبين زائرين مسالمين.. إرهاب مشجعين ومناصرين ضيوف..
عدم الاعتراف بالخطأ بل وتكذيب لكل الأدلة الداحضة ووسائل الإعلام الدولية بل ووصل الأمر إلى اتهام المجني عليه بتلفيق التهمة والمراوغة.
وسائل إعلامية من الطرفين تشحذ أحدّ سكاكينها وتخرج أقوى أسلحتها.. وتُعلَنُ الحرب الإعلامية بين جريدة صفراء وقنوات تليفزيونية تجارية..
الكل يترقب آخر فيديو، وألذع أغنية، وأقبح صورة، وأَزْوَرُ شهادة من مجهول.
أدِلّة وبصمات يغذيها الهواة والعاطلون والمهووسون بالكرة من المتعصبين، والتي تفتقد لأدنى شروط المصداقية والأمانة،
ومع هذا تجد من يستعملها من الإعلاميون "المحترفون" كحقائق دامغة وإثباتات رسمية.
وللأسف يصدق الشعب كل ذلك بل ويساهم في نشره.
يحدث بعد فصل الختام وفوز أحد الفريقين، فصل كامل من التشنج والتوتر بل ومن التهور، إثر زوبعة مكالمات وفيديوهات قديمة تروّج وعلى المباشر في العديد من القنوات الفضائية للفريق المنهزم، زوبعة تذهب حفيظة كل متحفظ، وترعب كل هادئ متفرج، وتروع كل مسكين مقهور بهزيمة علق عليها كل الآمال ومفجوع بمجزرة يسمع غوغاؤها من كل مكان من دون أن يرى أوأن يتبين شيئا.
في الظلام الدامس لا يصبح الجنون أمرا صعب المنال ولا مستحيل الحدوث.
هنا تبدأ الحملة الشعواء والتصريحات المكلوبة تجاه شعب كامل وبلد بأكمله: بتاريخه وبمقوماته وبلغته وبمميزاته الاجتماعية والثقافية..
دولة كاملة تشهد موجة من الاتهامات والقذف والسب والتجريح..
فيتهم شعبها بالهمجية والإرهاب، وتوصف نساءها بالبغاء والرعونة، ويسمى أبناءها لقطاء وبنو زنى، وينعت شهداءها بالجِزم.
أين هذا؟..
على مسمع ومرأى كل العالم،
ومن أين؟..
من على منابر إعلامية فضائية مشهورة يتابعها الجميع،
وممن؟..
من شخصيات إعلامية معروفة، ومن مشاهير الممثلين والمغنيين، ومن رجال السياسة وأصحاب المصالح، ومن رجال ينسبون إلى الرياضة..
أضف إلى ذلك مكالمات من مجهولين تبث الرعب في نفوس الناس.
كل هذا مع المزايدة في لهجة الخطاب والتفنن في ضروب الشتم والسب والقذف، والتصعيد من الإفك والبهتان ومن الترويع والتضخيم، ومواصلة الكذب والتلفيق، وكلام هراء يفتقد لأدنى موضوعية وروح مهنية، وتصريحات غير مسؤولة لا تمت بصلة لأخلاقيات مهنة الإعلام الرزين والأمين.
هذا كله يحدث والعالم محدق ومندهش بين مصدق قد واتته الفرصة لإفراغ ما في جعبته من كبت وحقد وغل، وبين مكذب متريث في اتخاذ قرار لا يعرف من يصدق؟
أجيش إعلامي جرار منظم في حملة وحدها كانت ستكفي لفك الحصار عن غزة؟
أم دولة متهمة بأقذى الجنح ولا تحرك ساكنا ولا تقاوم إعلاميا، اللهم إلا بعض الصحف المحلية وفيديوهات شباب مدمن على اليوتوب.
حتى أن الشعب المتهم احتار في أمره، أهو المقصود حقا أم دولة أخرى قد تسمى إسرائيل على أرجح تقدير..
ثم كيف ولِم يحدث هذا؟ وأين ذهبت فرحة النصر؟
دولة قاومت الإرهاب لمدة 12 سنة أريقت فيها أكثر من مائتي ألف روح، توصف اليوم بالإرهاب، وتحرم من لحظة فرحة فارقت ذكراها منذ عقود.
ثم كيف يوصف بأعتى النعوت شعب قاوم محتله ودافع عن عرضه وأرضه وماله وحارب عدوه لسنوات طِوال بلا هدنة، ساقيا أرضه بدماء مليون ونصف مليون شهيد قهروا أقوى حربية زمانها وأشدها قسوة وعدائية؟
ثم كيف يُنتقص من أخلاق من فتح بابه مصراعيها كرما وأعطى الأمان لكل داخل بيته جوادا بما وجد ومقتسما بما فاض به خير هذه الأرض، هكذا ومن غير مقابل، سوى حبا في الأخوة والعروبة والدين وحسن الجوار وكرم الأخلاق؟
ثم ولنفترض أنه قد حصلت فعلا تجاوزات ومناوشات بين مناصرين متهورين غاضبين.
ومن غير الانطلاق في جدلية من بدأ؟ أومن سبق بالظلم؟
فهل تعطي هذه المناوشات حق التطاول على دولة كاملة وعلى سيادتها؟
وهل يجوز تجنيد جيش إعلامي كامل للنفخ على أبواق حرب ودق طبول معركة تدعو الناس إلى تقتيل وتذبيح كل منتسب لشعب الهمج على حسب تعبيرهم؟
أو أيستدعى هذا عقد اجتماع طارئ لأركان الدولة لم يعقد منذ حرب 73 يدلي فيه خطاب الرئيس شخصيا ويصرح فيه وفي سابقة تاريخية بأن كرامة المواطن من كرامة الوطن؟
أكان يجدر أيضا إتهام أمن البلد المحايد والمضيف للمباراة بالتقصير والتواطؤ مع الطرف الآخر، ويتطلب الأمر تعكير علاقات دبلوماسية عتيقة هشة وتعريضها للانهيار؟
أم كان يستحق هذا الوصول حتى إلى الجامعة العربية والطلب من رئيس الإتحاد الإفريقي التدخل لاحتواء الوضع والإصرار على تقديم إعتذار رسمي من دولة "البلطجية"؟
ألم يكن من الأجدر منذ البداية أن تبقى الكرة داخل أسوار الملعب وأن يُتعامل مع الأمور على أساس أنها لعبة رياضية، جلد منفوخ تتقاذفه الأقدام؟
بعد يومين من بداية الحملة نتنفس الصعداء ولله الحمد.
فالأمن الرسمي للبلد المضيف يثبت عدم حدوث أية تجاوزات وأن كل ما قيل لم يكن إلا بهتانا وباطلا.
ثم يشهد مسؤول دبلوماسي وعلى المباشر بعدم تعرض أيٍ من رعاياه لمكروه وبأن الجميع عائدون إلى بلدهم بسلام ومن غير أذى.
ثـم تأتي عديد القنوات الرسمية المحايدة والمعروفة بمصداقيتها كي تفنّد كل الدعاوى والاتهامات الباطلة بل وتَدحض كل حججها الواهية.
ثم تظهر كواليس الأفلام المركبة والإتصالات المشبوهة والصور المزيفة والأدلة المنسوبة للحدث والتي ثبت وجودها على "النت" لأيام قبله.
ثم يصرح فيما بعد وزير الخارجية البلد "المجني عليه" بأن العشرة آلاف مناصر رجعوا كلهم إلى بلادهم بسلام وفي أقل من 12 ساعة، ثلاثة منهم فقط دخلوا المستشفى بجروح طفيفة وخرجوا منه في يومهم.
ما فهمناه إذن هو أنه في الوقت الذي كان فيه مناصرو الفريق المنهزم يستقلّون طائراتهم عائدين إلى بلادهم، وفي الوقت الذي كانوا فيه مع عائلتهم وأصدقائهم وعلى المقاهي، وفي الوقت الذي كانوا يشاهدون فيه مع الجميع حملة إفك وبهتان وكذب توحي للناس بأن مذبحة تتواصل منذ أيام وبأن الضحايا يعدّون بالعشرات بل بالمئات، مذبحة قام بها شعب كامل وسوقت لها دولته طائرات حربية وأخرجت لها من في السجون.
إذن سؤالي المطروح الآن لن أوجهه لوسائل الإعلام، هاته التي باعت ضميرها في سعيها اللاهث وراء الربح العريض والشهرة الزائفة والمصلحة المشتركة، وخصوصا بعد انكشاف خيوط اللعبة المؤامرة، وبعد تبنيها سياسة الغناء في الحمّام بتصعيدها المتواصل للوضع،حتى بعد تفنيد كل ما قيل وحُبك وبعد إنهيار الدعائم التي قامت عليها هذه الحملة الشرسة.
لكن سؤالي هذا سأوجهه لك أنت أيها المواطن البسيط.. أنت أيها الرجل الشريف.. يا من عاش الحقائق ووصل إلى أهله سالما.. ويا من يسمع إلى اليوم بكائية ترفع على ذكراه وهوالحي الذي لم يمت:
أرضيت أن تكون مناحة النائحات ومندبة النادبات ووعد المنتقمين؟
أم رضيت أن تكون شهيدا بلا إستشهاد أو شاهد زور ولو شيطانا أخرسا؟
أم تراك أبيت إلا أن تكون بيدقا على رقعة شطرنج إن لم يضحّ بك بداية اللعبة سيضحى بك في نهايتها؟
أم أنها أعجبتك نفسك والإعلام يتحدث عنها ليلا نهارا ويشيد بدورها البطولي في مسرحية شاهد ما شافش حاجة؟
وأن يصفق لكرامتك أو يصفق عليها - لست أدرى، في الاجتماع الطارئ لمجلس الأركان وهي الكلمة التي لم تدخل ذاك الصرح إلا اليوم؟
أم تراك لا تعلم أنه ثأر سيطلب من أجلك ونار حقد تؤجج اليوم للانتقام من البلطجية والبربر الهمج الذين قتلوك وقطعوك ومثلوا بك وأنت الجالس في حضن أمك سالما معافى؟ .. أفكرت في الأم التي ستُثكل جراء صمتك؟
أم تراها هي الوطنية الجديدة التي علمتك الانصهار والذوبان في قِدر إحراق الذات وحرمانها من حق الحياة ومن عزة النفس وكرامة القيم تحت غطاء المواطنة الضيقة تحت شعار أصحاب الثأر "أنا وأخي على إبن عمي"؟
أم لعله الخوف والرعب الذي تعيشه يوميا ما بين مطرقة نظام متجبر وسندان فقر وفاقة؟
..
صديقي المواطن الطيب الشريف، لن ألح عليك السؤال أكثر من هذا، كما أني لن أصرّ على الإجابة.
بل سأدعك لضميرك ولوازعك الخُلقي كي تقرر ما ستفعله إزاء ما حِيك حولك وما ينسج من أجلك، وإزاء إقحامك العسريُّ في هذا المنزلق اللا أخلاقي الخطير من دون استشارة لديك ولا رغبة منك.
ولأني أريدك أن تعلم بأنه رغم كل ما حدث وما قد سيحدث، بأننا شعب أذكى من أن تنطوي عليه لعبة سافلة كهذه وبأننا نفرق جيدا ما بين الشعوب وما بين حكامها. فإني أدعوك بعد كل الذي سمعته مني، بأن تحكم عقلك وأن تكون صريحا ولو مع نفسك على الأقل، وأن تجيبها هي لا أنا عن سؤالي الذي أطرحه عليك اليوم، ومن خارج الأسوار: "بالله عليك من له الحق في المطالبة بالإعتذار؟".

د. سليم دادة، مؤلف موسيقي وفنان جزائري
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2009, 04:07 AM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

لن ولم نقبل اعتذار اى شخص يحمل الجنسيه الجزائريه الفرنسيه اليهوديه


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2009, 10:25 AM   رقم المشاركة : [3]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مقاطعة مهما حصل ومهما كان
وهنشجع انجلترا وامريكا وسلوفينيا ان شاء الله


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-2009, 11:42 PM   رقم المشاركة : [4]
verdi85
عضو
 
افتراضي

[align=center]يا مدير المنتدى ويا المشرف عليه، نحن لا نعتذر لقوم لا يفعلون الخير في أنفسهم، ولا نطلب الاعتذار من قوم يخونون بلدهم وقضايا أمّتهم. أما علاقة مصر العريقة بأختها الجزائر الشامخة فهي أكبر من أن يوقفها ثلة من الجهلة والمتعصبين.
شعبُ الجزائــر مــسـلمٌ ... وإلى العروبة ينـتـســبُ
من قال حاد عـن أصـلـه ... أو قال مات فــقـد كـذب

أو رام إدمـاجـــاً لــه ... رام المحال من الطــلـب
يا نشءُ أنت رجــاؤُنــا ... وبك الصّباح قد اقـتـربْ

خذْ للحيـــاة سلاحــها ... وخُض الخُطوب ولا تهب

وأذق نفوس الظالــمـيـن ... السـم يُـمــزج بالرهـب
واقـلع جُذور الـخائنـين ... فـمـنـهم كـلّ الـعـطب
واهـزز نـفـوس الجامدين ... فربـما حــيّ الخــشب
وارفع منار العدل والــ ... إحسان، وأصدم من غصب

مـــن كـان يـبغي ودّنا ... فـــعلى الكرامة والرحب
أو كان يــبــغــي ذلنا ... فـلـه المـهـانة والحرب
هذا نـظـام حـيـاتـنــا ... بالـنـور خُـط وبـاللهب
حــتـى يـعـود لـقومنا ... من مــجدهم مــا قد ذهب
هذا لــكـم عـــهدي به ... حتى أوســد في التـــرب
فإذا هــلــكتُ فـصيحتي ... تــحــيا الجزائر والعرب[/align]


verdi85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اعتذار، الجزائر، مصر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع