إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2010, 03:15 AM
ahmed3raqe ahmed3raqe غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي رد قلبى





من حكمة ربنا سبحانه وتعالى أن جعل الناس بعضهم فوق بعض درجات ، وأول استفادة من الموضوع ده هو استمرار عجلة الحياة ، عشان يبقى الناس كلها محتاجة بعضها ويظل في تواصل ما بينهم يدفعه حاجتهم لبعض


الغني بيحتاج الفقير عشان يعمل شغل كتير هو مش بارع فيه ، والفقير بيحتاج الفلوس من الغني اللي هي حقه بياخده بعرق جبينه
والغني زي ما ربنا أعطا له المال ، فهو هيحاسبه عليه ، لدرجة إن الغني لو صدق مع نفسه ما بيبقاش عارف هي نقمة ولا نعمة
والفقير لو ما صبرش على فقره فممكن يحصل الغني الفاسد بماله


ومثل المال فالناس درجات في الذكاء والعلم والنسب .... الخ


ولكنها أولا وأخيراً ، اختلافات لتدوم الحياة ، ثم هي اختبارات للبشر كافة ، تظهر نتيجتها في الآخرة




تلك المنظومة التي هي من رحمة الله بالناس ، فسدت لما فسدت منظومة موازية لها من القيم ومكارم الأخلاق






فظن الغني أنه خير من الفقير وأن الله آتاه ذلك لأنه الأفضل ، وظن الفقير - حين يقوم بمهمة من أجل غيره - أن ذلك احتقار لذاته وأنه لولا المال لجلس معززا مكرماً في بيته


ومن هنا وهناك أصبحنا بلد شهادات ، أول سؤال يسأله أحدهم لك إذا اختلفت معه ، أنت بتشتغل ايه ، انت درست ايه ، انت معاك ايه ، أنت أبوك مين ، وكأن الاختلاف في حد ذاته إهانة










(2)


لما عبد الناصر حب يحط الشعب في جيبه ، فهمهم إن أبو "انجي" مارضاش يجوزها "لابن الجنايني" عشان مكانش متعلم وماكانش معاه فلوس ، فلما الشعب صدق ، راح هو واللي معاه ، سطوا على فلوس كل "انجي" في البلد بدون محاكمات ، وأخد الفكة بتاعت الكلام ده ورماها للفلاحين ، وعملهم تعليم مجاني ، كان هايل في بدايته


ولكنهم ما لبثوا أن أذلوا الفلاحين والبسطاء به ، وبقى التعليم المجاني سبة
ثم عندما أصبح أولاد المصريين كلهم "جامعيين" لم يجدوا عمل لهم ، وأصبحوا عاطلين ، وانقلب الهرم الاجتماعي ، فأصبحت المهن التي لاتحتاج إلى تعليم ، لا تجد مؤهلين لها ، والمهن التي تحتاج إلى تعليم ، يوجد لكل وظيفة عشر وعشرون خريجاً ينتظرون ،


رويدا رويدا فسد التعليم ، لأنه أصبح في نظر المتعلمين "بلا طائل"
ورويدا رويدا بدء أولئك المتعلمين في العمل في "المهن الدنيا" ، هكذا سموها اسماً لا علاقة له بالواقع ، فنرى ميكانيكية جامعيون ، ونقاشون جامعيون .... الخ ، فالسوق ما هو إلا عرض وطلب


لقد كانت تلك المهن "الدنيا" موجودة من قبل الثورة ولكنها لم تكن أبداً دنيا
ولكن الفرق بين قبل الثورة وبعدها ، أن قبلها كان يمتهنها أهلها وهم محترمون ، يحترمون أنفسهم والمجتمع كله يحترمهم ، لأنهم "أصحاب مهنة" فقط
أما بعدها ، فامتهنها غير أهلها ، ثم هم لا يحترمون أنفسهم وهم يمتهنوها ولا المجتمع يحترمهم ، لأنهم من أصحاب المهن الدنيا ، لم تشفع لهم شهاداتهم ولا تعليمهم


وهكذا أصبحنا مجتمع منفسن ، لا أحد راضٍ عن أحد ، ولا هو حتى راضٍ عن نفسه




فاكرين يا إخوانا "أحمد أفندي" ، تلك الشخصية الأبيض وأسود ، حامل "التوجهيهية" الذي يعمل في لمصلحة الحكومية ، تقوم له "الشنبات" تحية واحتراماً ، وأخته المتزوجة من الأسطى عباس عامل المصنع ..... الخ


تلك المنظومة التي لم يكن يعضلها المال أن يحترم من بداخلها بعضهم بعضا ،


تلك المنظومة التي دمرت تدميرا على يد الجاهلين






(3)


كتير بنتفرج على أفلام غربية والأغلب إنها بتكون أمريكية
وبيبقى عندنا إعجاب بها ، وإعجاب بطريقة تفكير الشخصيات


بس للأسف احنا ما بنركزش شوية في مين هي شخصيات الأبطال ، وايه هي مؤهلاتهم ، ودا شيء غريب منا ، احنا بلد الشهادات


هتلاقي إن كتير منهم هم أشخاص عاديون ، وظائفهم وظائف عادية للغاية


رقيب شرطة (صول يعني) بطل أفلام الأكشن أو حتى رقيب في الجيش الأمريكي


عامل بناء ، عامل في مصنع ، سكريتير في شركة متواضعة ...... الخ


لم يشترطوا أن يكون البطل مهندس أو طبيب أو محامي ، حتى يكون مقنعاً للمشاهد
لم يشترطوا درجة جامعية من التعليم حتى يقتنع المشاهد أن البطل له رؤية وموقف في الحياة


لم يشترطوا أن يكون معه درجة الماجستير أو الدكتوراه حتى يكون مثقفاً وواعياً وحكيماً


بل دائماً يكون التركيز على ما أعطاه في حياته حتى لو كان داخل قريته الصغيرة


بغض النظر عن طريقة تقييمهم لذلك العطاء ، وماذا أعطى كل شخص ، ولكن المبدأ المهم هنا "ماذا فعلت أو ماذا تفعل" لا "ماذا تكون"؟




الأمة المحترمة ، الأمة التي تريد أن تتقدم ، تستثمر طاقات جميع أبناءها
ولن تستطيع ذلك إلا إذا أعطتهم الثقة في أنفسهم بأنهم قادرون


لا أن تصبح أدبيات تلك الأمة تحتكر البطل في صورة نمطية واحدة وتعتبر أن باقي الأمة كم مهمل






(----)


{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}
آخر آية في سورة الأنعام

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قلبي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع