العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2010, 04:59 PM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي تحديات الأمن الإسرائيلي.. وحل الدولتين

المساء

تحديات الأمن الإسرائيلي.. وحل الدولتين

الحل القائم علي دولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يمثل مصلحة ملحة للولايات المتحدة الأمريكية حيث إنه يعتبر المنهج الأكثر واقعية لإحلال السلام الدائم وتحقيق العدالة للإسرائيليين والفلسطينيين كما أنه يحقق مصلحة واضحة وجوهرية للأمريكيين والفلسطينيين والإسرائيليين وأيضا مصلحة العديد من الدول الأخري في المنطقة.
وهذا الحل العملي يجب أن يقوم علي ركيزة أساسية هي توفير الأمن الكافي للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني علي حد سواء لكن تحقيق هذا الهدف لن يكون بالأمر السهل حتي في سياق إقامة دولتين لأن كل دولة ستكون صغيرة نسبيا كما سيكون علي الطرفين تنسيق عمليات المراقبة علي الحدود والوصول للمياه والمواقع الدينية الرئيسية وغيرها من القضايا الخلافية الأخري المحتملة فالتاريخ الطويل من الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيقود حتما لتعظيم المخاوف الأمنية كما أن ذلك من شأنه إثارة قلق الطرفين من أن التنازلات التي سيتم تقديمها في إطار اتفاقية الوضع النهائي من المحتمل أن تصبح يوما ما عرضة للدخول مرة أخري في مفاوضات حولها وعلي الرغم من هذه التحديات فإن إقامة دولتين مازالت مثل أفضل الفرص لتحقيق الأمن المتبادل للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب.
في هذا السياق تأتي مقالة بعنوان "تحديات الأمن الإسرائيلي- الفلسطيني" للكاتب "ستيفن والت" stephen m walt وهو أستاذ بقسم الشئون الدولية في كلية هارفارد كيندي وعضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ومحرر في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية وذلك ضمن سلسلة المقالات حول دراسة السلام في الشرق الأوسط الصادرة عن مجموعة بوسطن تحت عنوان "إسرائيل وفلسطين دولتان لشعبين: إذا لم يكن الآن فمتي؟!".
يشير الكاتب إلي أنه لكي نفهم متطلبات واحتياجات الأمن الإسرائيلي الحالية بشكل تام فلابد من الاعتراف بأن الوضع الأمني الآن قد تغير عما كان عليه عام 1948 والدليل علي ذلك أنه فيما يتعلق بالتهديدات العسكرية التقليدية فإن إسرائيل الآن أكثر أمنا مما كانت عليه وقت احتلالها للضفة الغربية ومرتفعات الجولان عام 1967م حيث كانت إسرائيل حينذاك تواجه معارضة من قبل العالم العربي بأكمله أما اليوم فقد وقعت مصر والأردن معاهدات سلام مع إسرائيل بل أكثر من ذلك ففي عام 2007 أيدت الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية علي وجه التحديد مبادرة السلام لعام .2002
وفي عام 1967 كان حجم الانفاق الدفاعي الإسرائيلي أقل من نصف حجم الانفاق لكل من مصر وسوريا والأردن والعراق أما اليوم فقد تجاوز الانفاق الدفاعي الإسرائيلي مجموع الانفاق الدفاعي لجيرانها بهامش كبير حيث فقدت سوريا راعيها السوفيتي عام 1989 والعراق دمرت نتيجة خوضها ثلاث حروب مدمرة وإيران تبعد عن إسرائيل مئات الأميال.
علاوة علي ذلك فقد انتصرت إسرائيل في حرب عام 1948. حرب 1956. حرب 1967 بشكل حاسم في الوقت الذي لم تمدها فيه الولايات المتحدة بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية الكافية فاليوم. إسرائيل أصبحت أكبر قوة عسكرية في المنطقة وحليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية وأكبر متلق لبلايين الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية.
وأخيرا فإن إسرائيل لم يكن لديها درع نووية قبل عام 1967 بينما اليوم أصبح لديها ترسانة نووية تتجاوز 200 سلاح ففي ظل حدود ما قبل عام 1967 وفي وقت قصير أصبحت إسرائيل أكثر أمنا من أي وقت مضي ولم تعد تواجه أي تهديدات خطيرة بالأسلحة العسكرية التقليدية.
ويري "والت" أن التهديدات الرئيسية لأمن إسرائيلي اليوم تنبع من طرق القتال غير التقليدية بما في ذلك هجمات الصواريخ قصيرة المدي التي تشنها الجماعات الفلسطينية في قطاع غزة والتهديدات الصاروخية من قبل حزب الله في جنوب لبنان والاحتمالات المستمرة للهجمات ضد القوات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة أو ضد المدنيين الإسرائيليين وعلي الرغم من أنه لا يجب التقليل من شأن هذه التهديدات إلا أنها لا تشكل تهديدا علي بقاء إسرائيل.
والأكثر أهمية من ذلك أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة لا ينفي هذا الخطر.. بل علي العكس فجهود إسرائيل المستمرة للاستيطان في الضفة الغربية ومحاصرة سكان قطاع غزة تعد أحد الأسباب الأساسية لاستهداف الجماعات الفلسطينية لإسرائيل وفي ظل غياب حل الدولتين فإن هذه التهديدات غير التقليدية لن تنتهي بل في الواقع قد تتطور الأمور إلي الأسوأ.
أما الخطر الثاني غير التقليدي علي أمن إسرائيل فيتمثل في سعي إيران الدائم لامتلاك دورة الوقود النووي الكاملة ومن ثم إعطاؤها القدرة علي صنع أسلحة نووية إذا ما اختارت ذلك.. ومن الجدير بالذكر أن قلق إسرائيل بهذا الشأن من السهولة استيعابه خصوصا في ظل تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المتكررة التي تتحدي شرعية وجود إسرائيل.
غير أن هذا القلق المشروع من قبل إسرائيل لا ينبغي المبالغة فيه كما لا ينبغي أن يقودنا إلي استخلاص استنتاجات خاطئة فيما يتعلق بأسلوب التعامل الأفضل من قبل الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين حيث أعلن الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" مؤخرا دعم بلاده لحل الدولتين في حالة جلوس الطرفين علي مائدة المفاوضات.
وحتي في حالة امتلاك إيران أسلحة نووية يوما ما فيجب ألا ننسي أن إسرائيل لديها قوة ردع نووية خاصة بها فلا يمكن لزعيم إيراني مهاجمة إسرائيل دون رد إسرائيل علي ذلك بانتقام مدمر كما أن أي استخدام للأسلحة النووية يتطلب مشاركة فعالة من قبل عديد من أفراد القيادة الإيرانية والقوات المسلحة فالخوف من استخدام الأسلحة النووية مازال بعيدا نوعا ما لأن تنفيذ التهديد النووي ليس بالمصداقية ذاتها ضد الخصم المسلح نوويا.
وفي الوقع فإن وجود إسرائيل الدائم والمستمر في الأراضي المحتلة يعزز مصالح إيران من خلال إعطائها ورقة رابحة للعب بها في السباق علي تعزيز نفوذها علي نطاق أوسع في المنطقة والمساومة بشأن برنامجها النووي مع واشنطن.
وإذا ما أزلنا المصدر الرئيسي لقوة إيران وعملنا علي تسهيل التقارب بين إسرائيل وباقي الدول الأخري مثل المملكة العربية السعودية التي لديها مخاوفها خاصة من إيران فإن حل الدولتين قد يكون الطريق الأفضل لتقليل الخطر الذي تمثله إيران في الوقت الراهن.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأ, الدولتين, الإسرائيلي, الإسرائيلى.., تحديات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع