الجفري والإعلامي عمرو الليثي يواصلان طرح الأسئلة الصعبة

[على الشامى]

24/06/2010 الجفري والإعلامي عمرو الليثي يواصلان طرح الأسئلة الصعبة هل ستعرف الرسول لو وجدته علي بابك ؟
الليثي: أيهما أهم معرفة السنة النبوية أم صفات الرسول الشكلية؟
الجفري:هذه الإشكالية أفرزت تدينا جافا عقليا منفصلا عن الناحية القلبية
الخطاب الإسلامي متهم بالتركيز علي الكتاب والسنة فقط دون دراسة صفات الرسول
نظرا للجدل الذي أثير عقب إذاعة الحلقة الأولي من برنامج "حياتنا" الذي يقدمه الاعلامي عمرو الليثي ويستضيف الداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري علي قناة دريم الفضائية، أعاد البرنامج في حلقته الثانية
طرح السؤال الذي تسبب في ردود فعل واسعة وهو : ماذا تفعل لو علمت أن النبي صلي الله عليه وسلم سيزورك الاسبوع القادم؟
وأكد الداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري، أن السؤال الذي طرحه الاسبوع الماضي كان بمثابة صدمة للكثيرين، ووافقه الرأي الاعلامي عمرو الليثي الذي أشار إلي أن السؤال يتضمن أسئلة أخري فرعية وهي :
هتغير ايه من نفسك ومن اهل بيتك ومن حياتك عموما حتي تكون أهلا لاستقبال خير الخلق وحبيب الحق، رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وسجل البرنامج عددا من ردود الفعل في تقرير خارجي مع عدد من المواطنين، اختلفوا في اجاباتهم عن السؤال لكنهم اتفقوا جميعا أن زيارة الرسول صلي الله عليه وسلم لهم حلم يتمنون حدوثه وطوق نجاة لهم
في الآخرة.
بالدموع أجابت سيدة كبيرة في السن وقالت " يارب حقيقي اشوفه فعلا"، بينما تهلل وجه شيخ عجوز عندما سمع السؤال واقتصرت اجابته بقوله " الله اكبر علي السؤال ده" وبدا الارتباك علي وجه شاب مؤكدا أنه
سيرحب بالرسول وسيعمل علي توفير كل ما هو موجود لديه، لكن زيارة الرسول كانت حلما لدي فتاة سجل معها البرنامج مؤكدة أنه لو حدث ذلك فإنها علامة من علامات رضا المولي عز وجل عنها، وعلي نفس
المنوال جاءت باقي ردود فعل المواطنين التي تؤكد مدي حبهم لرسول الله ومنها" ياريت مش ممكن ده سؤال غريب جدا...أسيب كل حياتي وكل ما في....انفذ كل اوامره وابتعد عن نواهيه..."واختتم التقرير بسيدة
أكدت أنها ستطلب من الرسول أن يكون شفيعها يوم القيامة لتطلب من الله الرحمة لأمة المسلمين أجمعين.
أثرت ردود الفعل علي الاعلامي عمرو الليثي والداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري، اللذين أكدا أن هذه الاجابات رغم أنها تؤكد إلي أي مدي يحب المسلمون رسولهم إلا أنها كشفت أيضا إلي أي مدي نحن
بعيدون عن سنته.
وتساءل الاعلامي عمرو الليثي: لماذا هذا السؤال بالذات في هذا التوقيت؟ وما المغزي منه؟ فلاقي هذا السؤال قبولا لدي الداعية الاسلامي الذي أوضح أن العصر الذي نعيشه أثري في الانسان القدرة علي التخيل،
وبالتالي ينبغي ان تستثمر هذه القدرة في اتجاه اعادة النظر في احوالنا خصوصا عند الكلام عن حياة الحبيب صلي الله عليه وسلم حيث يتسارع الي الاذان استحضارات كثيرة منها الحب الذي يفعل في الانسان
اكثر مما يفعله الخوف، وهو ما أيده الداعية الاسلامي باسم العطاس الذي أجري مداخلة هاتفية بالبرنامج من المملكة العربية السعودية.
ثم طرح البرنامج سؤالا آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو: هل ستعرف النبي لو جاء علي بابك؟، وجاءت عدد من إجابات المواطنين الذين سجل معهم البرنامج في تقرير خارجي كالتالي : سنتعرف عليه من نور
وجهه والبركة التي سنشعر بها... نفسي احلم بيه... اتخيله في كل صفة جميلة علمناها عنه كالصدق والامانة والاحسان الي الجار... ربنا وصفه انه علي خلق عظيم بعد هذا الكلام لن نتكلم".
وعقب الداعية علي الجفري أن هناك تقصيراً كبيراً في تعريف ودرس اوصاف النبي ، مشيرا إلي أن التقرير الذي أذاعه البرنامج كشف أن الغالبية العظمي يعانون من ذلك، وشدد علي أن أهمية هذه المسألة تتعلق
بالوجدان الذي يقود السلوك والتصرف
لكن الليثي أدار دفة الحديث في ناحية أخري تماما، حينما سأل الجفري: ايهما اهم.. هل نهتم بشكل الرسول ام بفحوي رسالته؟ فأجاب الجفري إن هذا السؤال له من الأهمية بمكان، خاصة أن العلماء والصحابة
كانوا يهتمون بدراسة وتعريف أوصاف الرسول الشكلية ويربون اولادهم علي معرفة صفاته والسنة النبوية المطهرة.
وأكد الجفري أن هناك تقصيرا في الخطاب الاسلامي في عصرنا بالتعريف والاهتمام بصفات الرسول صلي الله عليه وسلم الشكلية، حيث تم تغييب هذا العمل والاقتصار فقط علي التركيز علي الكتاب والسنة، بينما
يتم تجاهل صفاته بدعوي "فمالنا وشخصه".
وأوضح الداعية الاسلامي أن هذا الاشكال كبير لأنه أفرز تدينا جافا و عقليا منفصلا عن الصلة القلبية، رغم أن الدين خليط من الحضور القلبي والروحي والعقلي، ودق جرس الانذار من أنه إذا استمر هذا النوع من
الانفصام والعزلة بين تعلم سنة النبي وهديه صلي الله عليه وسلم، ومعرفة وتدارس صفاته الشكلية، فإن ذلك سيشكل صعوبة بالغة في تطبيق الحدود علي السرقة والقتل والزنا وغيرها من المحرمات، وألمح إلي أن
أحد إرهاصات هذه العزلة ونتائجها السلبية أن نجد المسلمين يرتكبون الفواحش والكبائر رغم علم من يفعل ذلك بأن الشرع يحرمها وأنها من أكبر الكبار وأنها ستودي بصاحبها إلي عذاب النار وغيرها من وسائل
وكلمات التخويف أو الترغيب في الجنة لمن يترك هذه المعاصي.
وواصل الجفري أن احد اسباب عجز الأمة حاليا هو تجاهل أو عدم الاهتمام بدراسة صفات رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم، كاشفا النقاب عن أن السابقين من المسلمين وسلفنا الصالح كانوا يعيشون معني
الحب الحقيقي لشخص رسول الله صلي الله عليه وسلم، خاصة أن التعلق بشخص الرسول صلي الله عليه وسلم جعل هذه المحبة تؤثر في سلوكيات كل مسلم حينذاك، وبالتالي فإنه بهذا الانفصام الذي نعيشه
من الصعب اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وتساءل الجفري: إذا كانت دراسة التعريف بصفات الرسول صلي الله عليه وسلم الشكلية ليست أمرا مهما فلماذا قال النبي في حديثه الصحيح "لا يؤمن احدكم حتي اكون
احب اليه من نفسه" فالرسول لا يحتاج لمحبتنا له لكنه يهدف إلي أن تكون هذه المحبة دافعا وسندا لتنفيذ أوامر الله والاجتناب عن نواهيه.
وأكد الجفري علي ما ذهب إليه من ضرورة معرفة صفات الرسول صلي الله عليه وسلم الشكلية كمسألة لا تقل أهمية عن تدارس الكتاب والسنة النبوية المطهرة مشيرا إلي الحديث الشريف، حيث يقول الرسول
صلي الله عليه وسلم في حديث ما معناه " من أشد الناس محبة لي أناس من أمتي يأتون من بعدي ولم يروني يود احدهم ان لو يراني بأهله وماله" أي يود أحد المسلمين الذين جاءوا من بعد الرسول أن يفقد
أهله وماله وكل ما يملك مقابل لحظة واحدة يري فيها الرسول صلي الله عليه وسلم، علي حد قول الداعية الاسلامي.

[احمد مختار]

فعلا برنامج رائع
ومشكور ياعلى عالطرح