"الاهرام" : حرب كلامية بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بسبب وضع علامات على سلع المستوطنات

[محمد زنادة]

حرب كلامية بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بسبب وضع علامات على سلع المستوطنات

اتهمت إسرائيل جنوب إفريقيا، اليوم الخميس، بالتصرف كدولة عنصرية وذلك عندما طلبت وضع علامات على السلع التي صنعها مستوطنون بالضفة الغربية، تفيد بأنها صنعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن شأن تلك الحرب الكلامية أن تسبب توترًا في علاقات إسرائيل مع جنوب إفريقيا التي حارب حزبها الحاكم "المؤتمر الوطني الإفريقي" لإنهاء نظام الفصل العنصري، حيث دعم الأخير القضية الفلسطينية بينما كانت إسرائيل واحدة من الدول القلائل التي ترتبط بعلاقات قوية مع حكم الأقلية البيضاء التي تخلت عن السلطة في 1994.

والتجارة بين إسرائيل وجنوب إفريقيا ليست ضخمة لكن قرار وضع العلامات على البضائع آثار المخاوف الإسرائيلية من احتمال تكرار الموقف من جانب دول اخرى أو أن يدعم ذلك الموقف مطلب الفلسطينيين بمقاطعة البضائع الاسرائيلية المصنوعة بالضفة الغربية.

ويمنح الاتحاد الأوروبي إعفاء من الضرائب على وارداته من إسرائيل لكنه لا يمنح نفس الاعفاء على السلع القادمة من الضفة الغربية أو من أي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ستستدعي سفير جنوب إفريقيا للاحتجاج على قرار وضع العلامات على البضائع القادمة من المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية.

وقال داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي: للأسف يبدو أن التغيير الذي بدأ في جنوب افريقيا على مدى السنين لم يحدث أي تغيير أساسي في البلاد وأنها ما زالت دولة تمييز عنصري."

واضاف أيالون، اليميني المتطرف الذي ينتمي للائتلاف الحكومي الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو:" في اللحظة الحالية توجه جنوب إفريقيا سياسة الفصل العنصري الخاصة بها نحو إسرائيل."

ولم يوضح أيالون ما يعنيه بشأن العلاقة بين وضع العلامات على منتجات المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة وبين سياسة الفصل العنصري، بينما لم يرد على الفور تعليق من جنوب إفريقيا.

كانت حكومة جنوب إفريقيا، قد قالت يوم الأربعاء،إن الحكومة وافقت على إجراء يتطلب وضع علامات على البضائع أو المنتجات القادمة من الأراضي التي تحتلها إسرائيل لمنع اعتقاد الزبائن بأن تلك البضائع قادمة من تل أبيب."

وقال وزير الصناعة والتجارة شالوم سمحون إن الأمر سيمثل مشكلة إذا قامت دول أخرى بتكرار خطوة جنوب إفريقيا.

وانتقدت إسرائيل بريطانيا عام 2009 عندما نصحت المتاجر بوضع علامات توضح البضائع القادمة من المستوطنات الإسرائيلية لتمييزها عن البضائع التي أنتجها فلسطينيون.

كانت محكمة العدل الدولية قد قضت بأن المستوطنات بالضفة الغربية غير شرعية وفقًا للقانون الدولي ويقول الفلسطينيون إنها تحرمهم من إقامة دولتهم التي يسعون لإقامتها على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.
المصدر: