العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:10 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب لسانك حصانك


اللسان نعمة من نعم الله التى لا تعد ولا تحصى التى أنعم بها على الإنسان، واللسان سلاح ذو حدين إما أن يكون قائد صاحبه إلى الجنة أو يكون سبب هلاك صاحبه فى جهنم نتيجة لحصاد لسانه، وعلى الرغم من معرفتنا بخطورة اللسان وما قد يتسبب فيه من أذى لنا أو لغيرنا، إلا أنه قد تفشت بيننا فى الآونة الأخيرة شهوة الكلام، والمصرى بطبيعته يحب الإطناب فى الكلام وإيقاعه سريع، وعلى الرغم من أن حصيلة المعلومات لديه تكون قوية إلا أنك لا تخرج من الكلام بشىء مفيد؛ فنحن ندور فى دائرة مفرغة من كثرة الكلام وقلة الفعل، وخلال ذلك أفقدتنا شهوة الكلام أدب الحوار فيما بيننا؛ فكل شخص يحاول إثبات صحة موقفه بغض النظر عما يُقدم له من دلائل أو حجج أقوى من حججه، وكان الإمام الشافعى يقول: ما حاورت أحداً أو جادلته إلا وقد دعوت الله أن يجعل الحق على لسانه لا على لسانى. فغايتهم كانت واضحة وهى إظهار الحق بغض النظر عمن هو مخطئ أو مصيب منهم. أما ما يحدث الآن بين المتحاورين والمتصارعين من تراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات دون وجه حق أو بينة، وكل ذلك بدعوى حب مصر، فهو أبعد ما يكون عن الحق وعن أدب الحوار وعن النية الصادقة للخروج بهذا الوطن من الأزمة التى يمر بها؛ فإذا كنا نقوم بذلك بدعوى حب الوطن فما بالنا لو كنا نكرهه.. ولكى نحترم الطرف الآخر لابد من أن نبدأ باحترام أنفسنا أولاً.. وتخلينا عن أدب الحوار أثناء أحاديثنا معاً لا يدل عن قوة الحجة بل على العكس من ذلك إذا ضعفت حجة الإنسان علا صوته وخرج عن حدود الأدب فى الحوار، فى محاولة يائسة منه لإثبات صحة موقفه.. فيجب أن تجمعنا منظومة حوار راق، فإذا تكلم أحد فلينصت الطرف الآخر جيداً، فإذا انتهى من طرح وجهة نظره فليبدأ إما فى تفنيد هذا الكلام أو استيضاح أمر ما أو الرجوع إلى قاعدة معينة. أما المناقشات التى تحدث ليقتص كل طرف من الآخر فى مناقشات لا طائل منها ولا تعود بفائدة على أحد إنما تزيد الأمور سوءا.. وبدلاً من أن يعيب كل منا على الآخر فلينظر كل فرد فى المجتمع ماذا يستطيع أن يقدم للخروج مما نحن فيه، فعمل رجل فى ألف رجل خير من قول ألف رجل فى رجل. ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإخلاص فى القول والعمل.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع