العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:03 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب عمر



سيدنا عمر بن الخطاب هو الرمز الأكبر لتحقيق العدالة الاجتماعية فى تاريخنا. عمر هو الرمز الأكبر لتحقيق الحريات. تتعجب كيف كانت لديه قدرة على التعايش مع من يخالفه الرأى أو العقيدة. تشعر كيف نحن نحتاج فى مصر بل فى الدنيا كلها لهذه التجربة العمرية.. عمر كانت لديه القدرة على بناء وطن بل أمة تصنع جيلا يسمونه جيل التمكين. نحن فى حياتنا نعانى من مشاكل الفهم، كيف أفهم دينى وأفهم دورى فى الدنيا.. عمر استطاع أن يحقق فهما عاما وحالة مجتمعية.. كيف يكون لديك نجاح فى الدنيا، وجعل المجتمع منغمسا لآخره فى الدنيا، ولكن عنده نظرة للآخرة لرجاء النجاة يوم القيامة.. كيف استطاع أن يحقق الاتزان، فى حين أنك تنظر للصحابة والتابعين فى عهد عمر فتجد أناسا يعملون فى مطحنة الحياة تشعر أنهم لا يعبدون ربنا، وفى الوقت نفسه تدخل بيت الله تشعر أن هؤلاء الناس لا يعملون.. هذا الاتزان صنع تمكينا فى بناء النهضة جعل سيدنا عمر يتصدر المشهد التاريخى..


سيدنا عمر بن الخطاب قاد أصعب مرحلة انتقالية، كتلك التى نمر بها حاليا فى مصر. مرحلة انتقالية فيها ارتباك كبير بين طوائف المجتمع.. سيدنا عمر بن الخطاب تسلم تركة صعبة جدا بعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ارتد عشرات الآلاف من المسلمين من القبائل حديثى الإسلام الذين لم يفهموا فكرة وفاة سيدنا محمد كرسول «إنك ميت وإنهم ميتون»، كما أنه تسلم جيشا أنهك فى حروب الردة، كان يوجد أحد عشر جيشا مات فيها ستمائة شهيد من كبار حفظة القرآن والصحابة، لذلك كانت مرحلة انتقالية بها هزة للأمة الإسلامية، ومطلوب بها النهضة والتماسك والتجمع على مشروع وطنى. مشروع أمة لا وطن فقط. مشروع نتفق ماذا سنفعل فى الفترة القادمة لبداية جيل التمكين.. كيف تولى عمر بن الخطاب الخلافة؟ سيدنا أبوبكر الصديق كانت خلافته سنتين وأربعة أشهر. وبعد انتهاء خلافته وانتهاء حرب الردة عمل ما يشبه الاستفتاء، استفتاء عاما على الصحابة فسأل عبدالرحمن بن عوف: ما رأيك فى عمر؟
فقال إنى أعلم أن سره أفضل من علنيته.. ثم سأل عثمان بن عفان؟ فقال إنه أفضل مما تظن، وإن سره خير من علنيته، وحصل استفتاء شعبى عام، وكان الاتفاق على شخصية عمر بن الخطاب، لكن كان يوجد تخوف بسيط من شدته، وهذه الشدة كانت شدة فى غير عنف، فتمت تولية عمر بن الخطاب، وكانت وصية أوصى بها من قبل سيدنا أبو بكر الصديق لعمر ماثلة أمامه: «اعلم يا عمر أنَّ لِلَّهَ حَقًّا بِاللَّيْلِ لا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَأنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِى النَّهَارِ لا يَقْبَلُهُ فِى اللَّيْلِ، وَاللَّهُ لا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِى الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ...».
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع