قسم/ الحدث السياسى

[هند محمد محمود]

31/12/2009
البرادعي رجل أمريكا... ولا يصلح لرئاسة مصر!

العالم الشهير في أول حوار له عن مستقبل مصر السياسي
د. محمد النشائي:
البرادعي رجل أمريكا... ولا يصلح لرئاسة مصر!
هانز بليكس أكثر عروبة من البرادعي.. ولو كنت مكانه لاستقلت احتجاجا علي غزو العراق!
أنصح البرادعي أن يمنع أيمن نور من استقباله في مطار القاهرة!
لو رشح جمال مبارك نفسه سأنتخبه للأسباب الآتية!
لست طامعا في منصب.. ولو عرضوا عليّ الوزارة سأكون أنا الخسران!

حوار: أيمن الحكيم


لا يحتاج د.محمد النشائي إلي شهرة فهو واحد من اشهر علماء الدنيا في الفيزياء واسمه مطروح منذ سنوات لجائزة نوبل تقديرا لانجازاته العلمية العالمية ولا يحتاج كذلك إلي أموال إذ انه باعترافه يعيش حياة الملوك وراتبه يفوق عشرات الاضعاف راتب أي وزير في أوروبا ولا يحتاج إلي منصب فقد جاءته المناصب تطرق باب بيته ورفضها
ولذلك عندما يقول د.النشائي رأيا فلابد ان يكون عن قناعة واقناع والرجل مشهور ومشهود له بالشجاعة والصراحة رغم ان تلك الصراحة كلفته الكثير ودفع ثمن شجاعته باهظا في مواقف كثيرة ومستعد لأن يدفع المزيد

وفي هذا الحوار يفجر د. النشائي رأيا مثيرا يري فيه ان د. محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يصلح لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، وأنه سيرتكب غلطة عمره لو اقدم علي هذا الترشيح ولو فعل فإنه سيفشل بجدارة!!
هذا مع العلم ان النشائي يحمل تقديرا شخصيا وموضوعيا للبرادعي وليس هناك أي مواقف سابقة أوخلافات شخصية تجعله يحمل له أي ضغينة.. البرادعي عنده شخصية عالمية مرموقة، وله تاريخ مشرف وينتمي إلي أسرة عريقة ويذكر بالخير شقيقته استاذة الاقتصاد التي دعته لالقاء محاضرة علي طلبتها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وفوق ذلك فالرجل ـ البرادعي ـ يحمل صفات شخصية محل تقدير علي رأسها انه رجل صادق لا يعرف الكذب والمناورة وشعر النشائي باستياء بالغ من صحف الحكومة التي طعنت البرادعي في ذمته واتهمته بانه يحمل الجنسية السويدية ثم اتضح للجميع صدقه وكذبها.
ولكن رغم كل هذا التقدير فإن النشائي يقول بعلو الصوت ان البرادعي لا يصلح نهائيا لحكم مصر.

وأسأله: ولكن البرادعي له تجربة ناجحة في قيادة منظمة عالمية مرموقة تتعامل مع كل دول العالم.. و منحه العالم بجدارة جائزة نوبل تقديرا لهذا النجاح؟

يرد النشائي: أولا هذه المنظمة العالمية المرموقة كما يصفها انااسميها الوكالة الدولية للنفاق النووي لأنها منظمة وجدت لتحافظ علي الضعيف ضعيفا وتبقي القوي قويا منظمة دورها الرئيسي خدمة مصالح امريكا وحلفائها، امريكا هي التي تمولها وترسم سياستها، وتستخدمها في تحقيق مطامعها واهدافها وعلي رأسها ان تبقي إسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة يعني أنا من اشد المنتقدين للنظام الإيراني ولي عليه ملاحظات فادحة ولكنني مع ذلك أؤيد حق ايران في امتلاك طاقة نووية سلمية.. بل عسكرية ايضا.. فبأي منطق نمنعها ونهددها في حين انها مهددة من دولة عدوانية تمتلك اكثر من 005 رأس نووي!!
وللأسف فإن البرادعي كان علي رأس تلك المؤسسة البشعة التي تعمل علي تحقيق اهداف امريكا واسرائيل، وكانت جائزة نوبل تقديرا من امريكا لجهوده في خدمة مصالحها
حرب العراق
> ولكن البرادعي كان له مواقف مشهودة ضد السياسة الامريكية ومصالحها.. خاصة اثناء حرب العراق واعلانه ان نظام صدام لا يمتلك اي سلاح نووي، وهي الذريعة التي احتلوا بها العراق؟

>> يؤسفني ان اقول ان هذا الكلام ليس صحيحا، موقف البرادعي انا اسميه «موقف الرجل الملتزم بعدم الحياد» ويتضاعف اسفي عندما اقول ان موقف كبير مفتشي الوكالة هانز بليكس كان اشرف واروع وفضح السياسة الأمريكية وقدم استقالته ولذلك هددوه بالقتل حتي يصمت في حين كافأئوا البرادعي ومنحوه جائزة نوبل للسلام.

> لو كنت انت مكان البرادعي في هذا الموقف.. ماذا كنت ستفعل؟

>> كنت سأقدم استقالتي بلا تردد. .فالكرسي الذي يكون ثمنه مليون قتيل وهدم وتحطيم دولة عربية عظمي وسرقة ثرواتها ونفطها «يغور في داهية» نية ادارة بوش كانت واضحة وكان يسير فيها بكل بجاحة وصفاقة، وراح يستغل المنظمات الدولية لتمنحه شرعية العدوان والحرب.. ولو كنت رجلا احترم نفسي وضميري لاعترضت ورفضت ان احوذ منصبي علي جثة العراق.. وقد اتضح للجميع ان ما فعله المجرم بوش في العراق جريمة لن تسقط بالتقادم مثل جرائم الهولوكستبل اشد بشاعة، لأنها لم تكن جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية فقط، بل كانت ايضا جريمة اقتصادية.. وانا التقي احيانا بعلماء وزملاء من العراق،، وبعضهم كان من اشد معارضي نظام صدام ولكنهم يقولون الآن «نار صدام ولا جنة الأمريكان»
وعلي ذلك فموقف البرادعي من الحرب علي العراق كان عائما وغائما وغير مشرف وكان عليه الا يستمر في اللعبة،وان لا يشتري منصبا ثمنه جثة دولة عربية كبري!.

> لكن الشائع عند الناس ان العلاقة بين الادارة الأمريكية والبرادعي متوترة بسبب مواقفه الرافضة لسياستها.. ووقوفه في وجه اطماعها؟

>> هذه صورة كاذبة ورؤية مضللة.. ذلك ان البرادعي جلس علي كرسي الوكالة بدعم من امريكا وبمباركة حلفائها، ذلك ان مصر في اثناء انتخابات الوكالة رشحت السفير محمد شاكر كان هو المرشح المصري الرسمي ولكن امريكا دعمت البرادعي ووقفت إلي جواره واستخدمت كل نفوذها لانجاحه..ومن ثم كان البرادعي هو رجل امريكا في الوكالة
ربما يكون قد حدث توتر في العلاقة في عهد ادارة بوش لانها كانت تريد من البرادعي اضعاف ما فعل من اجلها.. واظن ان العلاقة بين البرادعي والادارة الأمريكية اصبحت علي ما يرام لأن السياسة ـ كما يقول تشرشل ـ ليس فيها اعداء دائمون ولا اصدقاء دائمون.. بل مصالح دائمة، ولذلك وبناء علي تلك المواقف والخلفيات.. لا اؤيد ترشيح البرادعي رئيسا لمصر لأنني لا اطمئن إلي تلك المواقف والدوافع.
مرشح قوي

> ولكن قوي المعارضة في مصر علي اختلاف توجهاتها سعيدة بالبرادعي وتري أنه مرشح قوي في مواجهة مرشح الحزب الوطني واحتكاره للسلطة؟

>> لا تنتظرمني أن أسير مع القطيع واهتف معه واؤيد توجهاته ومواقفه.. هذا مع الاخذ في الاعتبار ان تطبيل وتهليل الصحف الخاصة للبرادعي لاغراض في نفس يعقوب.. وليست كلها لوجه الله والوطن.. ومع الاخذ في الاعتبار ايضا ان كثيرا من صحف الحكومة تحثني علي المعارضة، ولا تستسيغ كثيرا من مواقفي خاصة الناقدة لسياسة الحكومة، خاصة سياستها في مجال التعليم والبحث العلمي.. ورغم كل ذلك فأنا شخصيا لو سألتني عن رأيي سأقول انني أتمني ان يستمر الرئيس مبارك علي رأس الدولة وأن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة.. فوجوده أمانا لهذا البلد.

> واذا لم يرشح الرئيس مبارك نفسه؟

>> حتي أوفر عليك اللف والدوران.. إذا رشح جمال مبارك نفسه سأمنحه صوتي بلاتردد!

> الا تخشي أن يتهموك بأنك طمعان في منصب.. وبأنك تؤيد جمال مبارك بحثا عن دور أو كرسي؟

>> وليكن.. مش عيب ان الواحد يطمع في منصب الا اذا كانت كلمة منصب مشتقة من النصب والنصابين.. وانا والحمد لله غير موصوم بهذه التهمة!! منصب ايه وكرسي ايه؟! انا رجل جاوزت السبعين من العمر، وحققت والحمد لله نجاحات مهنية ومادية فوق الخيال.. ولا اظن ان رجلا في مثل سني أو وضعي مازال يبحث عن كرسي أو سبوبة..وحتي لو عرضوا عليّ كرسي الوزارة سأكون أنا الخسران اذا قبلته!.

> هل جمعتك لقاءات بجمال مبارك؟! وما هي انطباعاتك الشخصية عنه؟

>> جمعني به اكثرمن لقاء، والحقيقة ان انطباعاتي عنه طيبة وايجابية جدا، وفوق انه انسان دمث الخلق ولطيف الحديث ومتواضع يهمني فيه صفتين اساسيتين اعرفهما فيه عن كثب الأولي: الانضباط بحكم نشأته في بيت عسكري وأنا اكثر الناس معرفة بأهمية هذه الصفة بحكم انني تربيت في أسرة عسكرية فوالدي كان ضابطا في الجيش وعرفت يعني أيه الضبط والربط والحزم، وواحد زي جمال عاش وتربي في قلب المطبخ السياسي وشاف وعرف وفهم، لذلك فشهوة السلطة عنده غير موجودة..والثانية انه رغم الانضباط والتربية العسكرية الا انه انسان مدني، مستقل برأيه وليس نسخه من ابيه،ومقدر لقيمة الاختلاف والليبرالية والحرية.
بتاع الحكومة

> الا تخشي بعد هذه الآراء ان تصنف علي أنك بتاع الحكومة
وان الحزب الوطني اشتراك؟

>> شوف أنا طول عمري عاشق لموقف وكلمة «ياما موتو» وهذا الرجل كان قائد الأسطول الياباني في الحرب العالمية الثانية، و قبلها كان الملحق العسكري الياباني في أمريكا فلما عاد واشتعلت الحرب ووجد بلاده علي وشك الصدام مع أمريكا وان الجنرالات في الجيش ينصحون الامبراطور ويلحون عليه بأن يوجه ضربة إلي أمريكا ليكسرحصار الاسطول الامريكي الذي خنق الشواطيء اليابانية ومنع عنها البترول.. جاهر ياما موتو برأيه واعترض علي الحاح الجنرالات.. وحذرهم من ايقاظ المارد الأمريكي النائم وعدم استفزازه.. فاتهموه بالجبن ولما رأي الاجماع قاد الاسطول الياباني لاكبر عملية بحرية في التاريخ ودمر الاسطول الامريكي في بيرل هاربو.. فلما سألوه بعد ذلك:لماذا لم تصر علي رأيك وانت تعرف ان تلك الضربة ستكلف اليابان الكثير؟! قال كلمة انا معجب بها جدا: أنا سيفا الامبراطور يعمل بي ما شاء!
وأنا اعتبر نفسي سيفا في يد رئيس بلدي.. واي رئيس ينتخبه الشعب المصري

> ما دمت بهذا الاقتناع.. لماذا لم تنضم إلي الحزب الوطني .. أو تدخل لجنة السياسات؟

>> لا أريد ان أحسب علي أي حزب انا عندي ملاحظات علي الاحزاب الموجودة ولا اكاد اصدق ان هناك اتجاهات سياسية حتي الآن لا تؤمن بمساواة الرجل والمرأة، وترفض ترشيحها للمناصب القيادية أو رئاسة الجمهورية.. ولا تؤمن بمساواة المسلمين والاقباط في الحقوق السياسية وفي منصب رئيس الجمهورية.
هذا امر يدهشني ويحزنني لأنني أعرف مثلا اقباط يحبون هذا البلد اكثر الف مرة من مواطنين مسلمين
وفوق ذلك اشعر باستياء بالغ من حالة الاحزاب في مصر، والصراعات القاتلة فيها.. الوفديون ضربوا بعض.. الناصريون منقسمون.. الاحرار بقي اكثر من حزب.. وفي المقابل شايف ان الوطني هو الاكثر ملاءمة لتفكيري والاقرب للاتجاه الصحيح لكني لست عضوا رسميا فيه.
استقبال شعبي

> نعود إلي حكاية البرادعي.. ما موقفك من الدعوة التي تنتشر الآن لتنظيم استقبال شعبي له في مطار القاهرة في 51 يناير القادم عند وصوله لمصر، وهو اقتراح يقوده د. أيمن نور؟

>> ارجو ألا يغضب الاخ ايمن نور من كلامي عندما اقول انه لو عايز يفيد البرادعي ما يروحش يستقبله في المطار.. لو بيحبه صحيح لا يذهب.. واظن ان البرادعي لو عرف ان ايمن نور ينتظره في المطار لن يعود!!
كل هذه منظرة علي الفاضي.. وحتي لو رشح البرادعي نفسه، فلن ينجح في الانتخابات.. ساقط 001% ليس هناك شك في ذلك.

> يكفيه شرف المحاولة والمنافسة؟

>> ده كلام يتقال في ماتش كورة وليس في انتخابات رئاسية تحدد مصير اكبر بلد في المنطقة.. عن نفسي أكرر انني احترم البرادعي واقدره ولكني ارفض ترشيحه بناء علي مواقفه السياسية التي لم تخدم مصالح بلده ولا امته، وارجو الا ينجرف د. البرادعي مع التيار الذي تقوده الصحافة الخاصة.. ما يفعلونه مجرد «سبوبة» ليس اكثر.. وسيكون هو اول الخاسرين!

> هل تأخذ علي د. البرادعي مأخذ الصحف القومية عليه مثل انه بعيد عن مصر ولا يعرف ظروفها وعاش عمره في الخارج؟

>> لا.. انا أخذ عليه حاجات اهم من كده.. ابرزها مواقفه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. خاصة موقفه المتخاذل من غزو أمريكا للعراق، فلا استطيع ان اثق في رجل ضحي بمصالح بلده وامته من اجل مصالح امريكا وحلفائها!.

> هل انت ضد ان يتولي عالم رئاسة الجمهورية؟

>> ابدا.. محرر ايرلندا وأول رئيس لايرلندا الحرة كان عالما كبيرا في الفيزياء.. أنا مع الاصلح لهذا المنصب.

> المعارضة طرحت اسم د. زويل مرشحا في الانتخابات الرئاسية؟
ليس عندي رد سوي الحكمة الالمانية البليغة «ما تبقي هو السكوت»

>> قطع الحوار مكالمة هاتفية كان واضحا انها مهمة وينتظرها د. النشائي وكان واضحا انها من وراء الحدود.. ورد د. النشائي وتحدث مع المتصل بلغة المانية بليغة.. وطال الحديث بينهما.. وانتهي بعلامات سعادة علي وجه الرجل.. فلما سألته عن السبب قال بلغة عربية بليغة: تقريبا كسبت القضية التي كنت قد اقمتها ضد مجلة «ينتشر» العالمية الشهيرة قضية سب وقذف كانت شخصية مصرية عالمية معروفة قد دست علي المجلة معلومات مغلوطة عني وشوهت تاريخي، وشككت في ترشيحي لجائزة نوبل وأنني اتاجر بهذا الموضوع.. فاقمت دعوي تشهير مطالبا بتعويض قدره عشرة ملايين جنيه استرليني وان تعتذر لي المجلة، وليس علي صفحاتها فقط، وانما في عدد من المطبوعات المرموقة في العالم كله.. وهذه اول مرة في تاريخ المجلة العالمية العريقة التي تذهب فيها إلي المحكمة وتدفع مثل هذا التعويض وتعتذر بهذا الشكل القاسي.

سألته: وهل المجلة قادرة علي دفع هذا المبلغ الهائل؟

اجاب: طبعا.. المجلة تابعة لمؤسسة ماكميلان العالمية التي تمتلك عددا ضخما من المؤسسات الاعلامية في العالم ورأس مالها يزيد علي مليارات الدولارات

سألته: وماذا ستفعل بهذا المبلغ الكبير؟

>> اجاب ساخرا: اكيد مش هتبرع به لحملة البرادعي؟!