إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:24 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الكرنك (6) : ولقاء مع الرئيس وحرمه

كما ذكرنا وحكى لى والدى المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى أنه خرج من مكتب وزير الثقافة يوسف السباعى وقد انتابته حالة يأس كاملة من عدد المشاهد المطلوب منه حذفها من فيلم الكرنك وعندما عاد لمنزلنا وجد والدتى فى حالة سعادة... وهى تعرض عليه الصحف ومجلات الصباح وفيها العديد من كلمات المديح فى الفيلم لكبار الكتاب والنقاد وأبلغته أن سيارة رئاسة الجمهورية قد أعادت نسخة الفيلم التى أخذتها من مدينة السينما... من باب الخطأ... إلينا وسألته والدتى: خير كان طالبك ليه يوسف السباعى؟



ليرد والدى أبدا... بسيطة... عايز يشيل حوالى نص ساعة من الفيلم... وشهقت والدتى وقالت له: مش لازم تسكت... كلم أصحابك بتوع الرئاسة... مش قالولك إن السادات عاجبه الفيلم... احكى لهم اللى حصل... خليهم يتصرفوا... واتجه والدى إلى التليفزيون يسأل عن أصحابه بالرئاسة ولكن كان الكل غير موجود... فى مأمورية مع الرئيس... فى المساء يدق جرس التليفون فى بيتنا... مساء الخير... أنا اللواء نبوى إسماعيل... مدير مكتب السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء... الأستاذ ممدوح الليثى معايا وفى أدب جم... وبأسلوب هادئ... طلب السيد ممدوح سالم من والدى أن يحضر نسخة فيلم الكرنك مساء غد إلى مبنى مباحث أمن الدولة- لاظوغلى ليسأله والدى: خير يافندم؟ لا أبدا... سيادة الريس عجبه الفيلم... وطلب أشوفه مع مجلس الوزراء... حضرت سيارة أمن الدولة... حملت نسخ الفيلم إلى مبنى مباحث أمن الدولة بوزارة الداخلية..!!

فى السادسة مساء اليوم التالى... كان والدى هناك فى الموعد المحدد واستقبله السيد ممدوح سالم بترحاب هادئ... وحضر جميع أعضاء الوزارة لمشاهدة الفيلم ما عدا السيد يوسف السباعى الذى كان قد سافر ودارت ماكينات العرض... وشاهد مجلس الوزراء الفيلم.. أضيئت الأنوار لينظر والدى إلى وجه ممدوح سالم... ليرى عينيه وقد اغرورقت بالدموع..! بدا التأثر واضحا جدا عليه وعلى أغلب أعضاء مجلس الوزراء، والتفت أحد الوزراء، وسأل ممدوح سالم... معقول يافندم... ده كان بيحصل...؟ ورد بأسى... الصورة أخف من الواقع... سأل وزيرا آخر يعنى مشاهد التعذيب دى... مش مبالغ فيها شوية...؟ ورد السيد ممدوح سالم.. وأكتر من كده كان بيحصل... ولم يرد والدى فى هذا الجو القاتم أن يخوض مع السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء فى أى حديث عن المشاكل التى يتعرض لها من الوزير يوسف السباعى واجتمع والدى مع أسرة الفيلم... المخرج على بدرخان، سعاد حسنى، نور الشريف، صلاح جاهين، المونتير سعيد الشيخ... وجلسوا يتناقشون: ماذا لو نفذوا ملاحظات يوسف السباعى؟ وانتهوا لأن ذلك سيفرغ الفيلم من مضمونه ويصبح «لا فيلم»..!

وقفز المخرج الكبير على بدرخان ثائراً... على جثتى أن تحذف لقطة من الفيلم قال والدى متهكماً... دى مش لقطة... ده أكثر من نص ساعة... فاستطرد مبتسما... يبقى على جثتى... وجثة المرحوم أبويا كمان... وضحكوا جميعا... إذن ما الحل؟ فكانت الإجابة فى صوت واحد... الرئيس السادات... نطلب موعدا مع الرئيس ونشكو له... وأخرج الفنان نور الشريف أجندة تليفون صغيرة... واتصل بالأستاذ أحمد فوزى، سكرتير السيدة جيهان السادات... وأعطى لأبى السماعة... ورحب به الأستاذ أحمد فوزى... ودخل معه فى الموضوع مباشرة وطلب منه أن يحدد له موعدا لمقابلة السيد الرئيس أو السيدة جيهان السادات... وذلك بصفة عاجلة... لشرح مشكلته بخصوص فيلم الكرنك، ومرت الأحداث سريعة، وفى المساء اتصل به الأستاذ أحمد فوزى، وحدد له موعدا باكرا الساعة الثانية عشرة ظهرا فى منزل الرئيس بالجيزة...!! وتنفسوا جميعاً الصعداء...! وللحديث بقية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع