أبو الغيط محامي دفاع عن أوباما... وعادل إمام يرفض 'طيور الظلام'

[اسامه فؤاد]

أبو الغيط محامي دفاع عن أوباما... وعادل إمام يرفض 'طيور الظلام'

جلس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في برنامج 'البيت بيتك' على القناة المصرية بكامل أناقته وكياسته، وبكامل راحته النفسية التي بدّت على وجهه أشراقاً ووداعة ما بعدها وداعة. موضوع اللقاء في البرنامج المصري الأكثر شهرة زيارة وزير الخارجية يرافقه مدير المخابرات عمر سليمان إلى البيت الأبيض. بدا أبو الغيط شديد الثقة بنفسه، فهو دون شك أملى على الإدارة الأمريكية كذا وكذا وكذا. وما للإدارة الامريكية سوى السمع والطاعة 'أمرك يا فندم' أو هي ترد بكل تهذيب 'طلباتك أوامر سي أبو الغيط'.
في البيت الأبيض كان أبو الغيط مهموماً بالقضية الفلسطينية والمفاوضات المتجمدة كما الصقيع الضارب في أكثر الأصقاع الأمريكية، بعد كثير من الأمل بتحريكها بثه باراك أوباما إثر خطابه الشهير في جامعة القاهرة. ذهب الى البيت الأبيض ليقول لهم بالحرف الواحد 'ما وراكوش غير تمشّوا المفاوضات'. ويتابع شرح جهوده الكبيرة 'دول في واشنطن إستمعوا بكثير من الإهتمام.. وإحنا كمصر حنخش على إسرائيل مرة وإتنين وثلاثة.. المسائل مش حتمشي بشكلها الحالي.. إحنا شايفين حالة غليان بين الغرب والشرق.. الريس بعت ورا الإسرائيليين وقلهم ما وراكوش غير حلين: دولة فلسطينية مش ح تكون منظر، أو دولة بشعبين.«همّ ما بيردوش لأن في بالهم خيارا ثالثا.. همّ حيزقوا الفلسطينيين ورا نهر الأردن أو حيسوحوهم أوستراليا وكندا'.
حكى أبو الغيط وإستفاض، وفي مقابله جلس زميلان من جماعة الصحافة التي تؤمن بالمثل القائل 'لا يفنى الغنم ولا يموت الذئب'. لذلك لم يسمع أبو الغيط من يقول له 'يا محلى الكحل في عينيك'. لم يسمع من يقول له مثلاً بأن مصر كنظام وغيرها من الأنظمة العربية التي زحفت إلى'واشنطن مؤخراً وضعت بيضها جميعه في السلة الأمريكية. ولأن هذا البيض موضوع في سلة مفتوحة لتلبية شهية الدولة العبرية المزروعة في أرضنا زوراً، فليس بمقدور تلك الأنظمة أن تُدلي بدلوها في حضرة باراك أوباما وهيلاري كلينتون الملتزمين بكل ما تطلبه إسرائيل كراعية دائمة للمصالح الأمريكية في منطقتنا العربية.
كيف للإدارة الأمريكية وإسرائيل معاً أن يحترما موقف أبو الغيط أو سواه من المسؤولين العرب الذين زحفوا مؤخراً إلى واشنطن وهم صفر اليدين. ألم تكن مصر في مؤتمر القمة في بيروت والتي تبنت المبادرة العربية للسلام. هذه المبادرة المعروفة بإسم مبادرة الملك عبدالله لا تزال مطروحة على طاولة البحث منذ سنة 2002، وصاحبها قال بأنها لن تبقى على الطاولة مدى العمر! لكن إسرائيل رفستها منذ ولادتها، كما رفست سواها من المبادرات، لأنها لم تر عيناً حمراء داعمة لتلك المبادرة حتى من والدها الشرعي. فهل طرح العرب مبادرتهم وتمسكوا بها وأصبحت ورقتهم التي لا يحيدون عنها؟ هل تعرف المحافل الدولية وبخاصة واشنطن أن العرب ملتزمون بتلك المباردة؟ لكن كيف ستعرف وزيارات الحج إلى البيت الأبيض فيها طروحات من 'كل وادي عصا' والهم الأساسي لكل الأطراف 'ترويض' حماس في غزة.
لماذا تُقدم إسرائيل على بحث حلول للقضية الفلسطينية ما دامت مصر وتحت شعار الأمن القومي تستصدر فتاوى دينية بتحليل بناء الجدار الفولاذي لخنق أهل غزة. فأهل غزة المحاصرون منذ حوالى الثلاث سنوات يشكلون تهديداً للأمن القومي المصري؟
وفي جلسته 'المستريحة جداً' داخل إستديو 'البيت بيتك' شكل أبو الغيط دفاعاً أميناً عن أوباما بعد سؤال عن تراجع الأمال التي ترافقت مع زيارته للقاهرة والمنطقة بشكل عام. وبالتأكيد لو عين أوباما محامياً يرافع عنه لما تمكن من إستحضار ما إستحضره أبو الغيط من ورطات لسيد البيت الأبيض ورثها عن سلفه. وإذا به يقول برأفة ورحمة وقلب حنون 'الله يكون بعونوا أوباما هوَ موزع جهوده هنا وهناك. 15 مليون عاطل عن العمل. 130 ألف جندي في العراق ومثلها في أفغانستان، ونصف هذا العدد في البحر في الخليج العربي، وفي صبيحة كل أول شهر عليه أن يدفع 15 مليار دولار على حروبه'. والله تركنا ابو الغيط نتفتت شفقة وحزناً على مشاكل أوباما الداخلية والخارجية. ومع ذلك نسي أبو الغيط أن باراك أوباما يردد صباحا ومساء إلتزامه 'أمن إسرائيل' ومشاكله الجمة تلك لم تنسه الإبنة المدللة للبيت الأبيض. كذلك لم ينس أبو الغيط و'الإدارة' المصرية أنهم مصابون بفوبيا حماس وحزب الله حتى وإن لم يقل ذلك بالحرف الواضح والصريح. لكنه قال'الجيش المصري اللي بنضرب بالرصاص النهار دا قعد ست سنوات في الخنادق يحارب'. لكنه لم يقل أنه حارب العدو. فحماس 'دي الوقتِ هي العدو' ومعها أطفال غزة.

التصويب على حماس

نقلت قناة 'دريم' في برنامج 'الساعة العاشرة' صوراً من مسرح الأهرام في القاهرة للفنان عادل إمام وهو يدلي بدلوه في مسألة إستشهاد الجندي المصري أحمد شعبان. فمن الطبيعي أن يستنكر كل إنسان تجري في عروقه دماء عربية أن يسقط عربي برصاص عربي. من الطبيعي أن نحزن على حياة هذا الشاب المصري الذي ذهب ضحية وفي غير المكان الصحيح. من حق عادل إمام أن يستنكر ومعه محمد هنيدي ـ إذ لم يلب الدعوة للتجمع في مسرح الأهرام سوى نفر قليل وغير مشهور من الفنانين ـ جريمة قتل هذا الشاب. لكن ليس من حق عادل إمام أن يتمسك بالأكاذيب. فكيف لغزة المحاصرة والتي حاربت في السنة الماضية ثلاثة أسابيع أعتى جيش في العالم أن تُهرِب السلاح إلى مصر؟ ولماذا عادل إمام وحده سمع تصريح الزهار وهو يقول: نعم نحن نُهرب السلاح إلى مصر!
عادل إمام الذي هتف من 'أعماق قلبه': نرفض طيور الظلام ونرفض أعداء الإنسانية. كان يصوب على حماس. وهو طالب 'بذاك الرجل من حماس الذي أطلق النار على الشهيد أحمد شعبان ليحاكم في مصر محاكمة عادلة'. ففي ظل الهيصة التي شهدها معبر رفح إثر 'جرجرة' قافلة شريان الحياة حول الكرة الأرضية حتى وصلت إلى أطراف غزة، من يستطيع ضبط مطلق النار، والنار كانت كثيرة؟
عادل إمام 'الزعيم' سجل موقفاً متوازناً جداً إبان الأزمة التي إشتعلت بين مصر والجزائر. كان موقفه مميزاً عن مواقف زملائه الفنانين الذين إنجرفوا في موجة الكراهية. لكنه فيما يتعلق بغزة ومنذ زمن بعيد ينحاز لموقف 'السلطان'. هو إبن بار للنظام. ألم يقل في خطابه التعبوي الشعبوي الذي لم يحضره من الفنانين إلا قلة: يقولون الشعب المصري ضد الحكومة في الموقف من غزة،'ما الحكومة هي الشعب والشعب هو الحكومة'.
ونحن نقول 'للزعيم': ليس لمثقف سلطة أن يتميز. هو فرد من قافلة عمياء.

أخبار عالمنا

[lion hart]

جزاك الله خيرا