إضراب عمال "طنطا للكتان" يدخل يومه الـ90

[اسامه فؤاد]

كتب: محمدعزوز " المصرى اليوم "
تصاعدت أزمة عمال طنطا للكتان والزيوت بعد مواصلتهم اليوم الجمعة الإضراب عن العمل لليوم الـ90 على التوالي؛ بسبب تعنت إدارة الشركة ورفضها الاستجابة لمطالبهم.

وتتلخص مطالب العاملين في صرف الأرباح المتراكمة لهم منذ بيع الشركة للمستثمر السعودي عبد الله الكحكي، فضلا عن زيادة بدل الوجبة الغذائية من 32 جنيه إلى 90 جنيه أسوة بجميع الشركات الغزل والنسيج، وصرف العلاوة الدورية بنسبة 7 % من الأجر الأساسي التي لم يتم صرفها منذ عام 2003، وإعادة زملائهم المفصولين.

واتهم العاملون بالشركة الحكومة المصرية ممثلة في الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، وعائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة، بالسلبية تجاه أزمتهم وإضرابهم، مؤكدين أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تصعيدا غير متوقعا من جانبهم من أجل حث الحكومة على التحرك الفوري للحل.

من جانبه، قرر مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج خلال اجتماعه أمس الخميس إلغاء قرار تعليق الإضراب الشرعي الذي بدأته النقابة في 31 مايو الماضي بسبب فشل المفاوضات مع إدارة الشركة أثناء فترة التعليق.

وقرر المجلس بالإجماع الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة للنقابة العامة، عقب عيد الفطر المبارك للمطالبة بتحديد موعد لتنظيم لوقفة احتجاجية عن العمل لجميع عمال الغزل والنسيج في مصر في مختلف الشركات على مستوى الجمهورية سواء بشركات القطاع العام أو الأعمال العام أو الخاص أو الاستثماري.

وهدد مجلس النقابة بتقديم استقالة جماعية، والانسحاب من عضوية الاتحاد العام لنقابات عمال مصر احتجاجا على عدم تضامن غالبية النقابات العامة معهم تجاه مشكلة عمال طنطا، واصفا موقفهم بـ"غير النقابي" ويفتقد لمعايير وحدة العمل النقابي.

وأعرب مجلس إدارة النقابة برئاسة سعيد الجوهري عن أسفه الشديد، لموقف الحكومة تجاه مشكلة عمال طنطا للكتان، وطالب كافة الأجهزة المعنية بالتدخل العاجل لحماية العمال وممارسات "القهر والاضطهاد" التي تمارسها إدارة الشركة بالمخالفة للقانون والدستور، وكافة نصوص الاتفاقيات الدولية للعمل.

وطالبت النقابة بضرورة إعادة النظر في عقد بيع الشركة للمستثمر السعودي عبد الله الكحكي، وعودتها إلى ملكية الدولة "القطاع العام" وذلك من أجل حماية المال العام، و استمرار نشاط الشركة التي تمثل أهمية إستراتيجية للاقتصاد القومي، حيث أنها المحتكر الوحيد في مصر والشرق الأوسط لصناعة خيوط الكتان.

وقام الأعضاء بقراءة "فاتحة القرآن الكريم" عقب صلاتهم تراويح أمس على التنفيذ الفوري لهذه القرارات، أثناء انعقاد الجمعية العمومية الطارئة التي سيدعون لها.

وانتقد الأعضاء بلاغ المستشار القانوني لشركة طنطا للكتان والذي اتهم فيه النقابة العامة بالتحريض على الإضراب، وتحويل أعضاء من اللجنة النقابية و300 من العمال إلى التحقيق معهم تمهيدا لفصلهم عن العمل.

وقرر المجلس رفع دعوى قضائية عاجلة ضد عبد الله الكحكي مالك الشركة، وتقديم بلاغ للنائب العام ضده بشأن المخالفات الدستورية والقانونية التي ترتكب بحق العمال وسيادة الدولة.

في سياق متصل، طالب حسين مجاور رئيس اتحاد العمال، الدكتور أحمد نظيف بضرورة عقد لقاء عاجل لبحث المشكلة وتداعياتها على العمال والاستثمار في مصر، مؤكدا في مذكرة أرسلها إلى رئيس الوزراء على ضرورة التدخل الشخصي للحل.

وقال: "إن الحكومة مطالبة بحماية الشرعية بما يحفظ للدولة هيبتها"، واصفا تعنت إدارة الشركة بالمخالفة للحقوق الدستورية والقانونية للعمال.

من جانبه، أحال الدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب البيان العاجل الذي تقدم به محمود صيام عضو المجلس، ونائب رئيس نقابة العاملين بالغزل والنسيج إلى لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب والتي قررت عقد اجتماع خلال أيام لبحث ما تضمنه البيان من تطورات لأزمة عمال طنطا، ورفع تقرير بتوصياتها إلى رئيس مجلس الشعب لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

يذكر أن مشاكل عمال الشركة تفاقمت منذ أن قامت الحكومة ببيعها ضمن برنامج إعادة الهيكلة (الخصخصة) إلى المستثمر السعودي بـ83 مليون جنيه بالتقسيط على ثلاث سنوات، على الرغم من أن القيمة الفعلية للشركة كانت تقدر بنحو 500 مليون جنيه؟!