العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2009, 05:57 PM
اسامه فؤاد اسامه فؤاد غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

Post نتنياهو يطالبنا ب "الورقة الأخيرة" من بداية اللعب

كتب الصحفى/ محمد أبو الحديد فى عموده الشهير آخر الاسبوع بجريدة الجمهورية :

الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يستعد لإعلان خطته للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل الشهر القادم.. ربما خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. أو في مؤتمر دولي خاص يدعو إليه لهذا الغرض.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. يقوم الآن بجولة أوروبية. يحاول من خلالها تقديم نفسه في صورة جديدة علي أنه "صانع سلام".. وأن نتنياهو 2009 مختلف عن نتنياهو .1996
زار نتنياهو بريطانيا واجتمع برئيس وزرائها "براون" ويزور ألمانيا ويلتقي بمستشارتها "ميركل". كما اجتمع مع المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط "ميتشل".
أما الفصائل الفلسطينية المنقسمة علي نفسها.. فلاتزال منقسمة.. وجولة الحوار الأخيرة لها في القاهرة والتي كان مقرراً لها أن تتم هذا الأسبوع. لا يبدو حتي الآن أنها ستكون الأخيرة فعلاً.
فمازالت الفصائل تبحث "القضايا العالقة". وتتبادل الاتهامات فيما بينها بعدم الوفاء بالتعهدات. وكأن هناك نية مبيتة علي أن تبقي القضية الفلسطينية نفسها "عالقة" إلي أجل غير مسمي.
وموعد جولة الحوار هذا الأسبوع. هو الموعد الثالث أو الرابع الذي تفشل الفصائل في الوفاء به وإتمام الاتفاق فيما بينها.
ووسط ذلك كله. يعلن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية "سلام فياض" برنامج حكومته لبناء الدولة الفلسطينية. بصرف النظر عن تقدم أو تأخر عملية السلام.. وعن اختلاف أو اتفاق الفصائل في الداخل.
* * *
التحركات تعطي لأي مراقب انطباعاً بأن هناك عملاً.. وأنه يجري الإعداد ل "خطوة كبيرة" علي المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
وهناك "شبه اتفاق" بين الأطراف للإيحاء بذلك. وإشاعة جو من الترقب لهذه الخطوة.
جوردون براون. رئيس الوزراء البريطاني. أعرب عقب اجتماعه مع نتنياهو في لندن أمس عن أنه "أكثر تفاؤلاً الآن بعملية السلام".
الأسبوع الماضي. عبر الرئيس الأمريكي أوباما ربما بنفس الكلمات عن ذات الاحساس. عقب لقائه بالرئيس مبارك في البيت الأبيض.
سوف نسمع أو نقرأ اليوم أو غداً تصريحات لمبعوث السلام الأمريكي "ميتشل" ومستشارة ألمانيا "ميركل" تصب في نفس الاتجاه.
لكن الغريب أنه لا يوجد حتي الآن دليل واحد علي الأرض يعزز هذا الاحساس بالتفاؤل وينقله من تصريحات القادة إلي ممارسات المواطنين الفلسطينيين والاسرائيليين في حياتهم اليومية.
* هل أوقفت إسرائيل مثلا اعتداءاتها علي الفلسطينيين في الضفة وغزة؟!
العكس هو الصحيح.. وغارة أول أمس علي غزة أحدث دليل.
* هل خففت إسرائيل القيود التي تفرضها علي حركة الأفراد والسلع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهي أبسط بادرة علي الأقل من الناحية الانسانية. لاثبات حسن النية السياسية؟!
لم يحدث..
* هل خفضت إسرائيل عدد نقاط التفتيش التي تحتجز المواطنين الفلسطينيين أمامها كل يوم وتقوم بتفتيشهم بطريقة مهينة. لتشعرهم بأن رقابهم في قبضة الاحتلال؟!
ان تقريرا صدر هذا الأسبوع عن الأمم المتحدة. يؤكد ان عدد نقاط التفتيش الاسرائيلية في الأراضي المحتلة الآن 614 نقطة. بزيادة نقطة واحدة عما كان عليه قبل شهرين.
* * *
والسؤال الذي تتفرع عنه كل هذه الأسئلة هو:
* هل تغير نتنياهو حقا عما كان عليه خلال فترة ولايته الأولي "1996 - 1999" أو تغيرت إسرائيل حتي يتغير؟!
كل الشواهد تؤكد انه لا تغير هو.. ولا تغيرت إسرائيل.
فمازال نتنياهو. هو "المراوغ الأكبر" حين يأتي حديث السلام.. وهو يسعي الآن كما سعي في الماضي ل "استهلاك الوقت" في المناورات. وفي طرح قضايا خارج الموضوع.
فإذا ضاق حوله الخناق. وشعر بأن الضغوط الخارجية تتزايد عليه لتقديم تنازلات حقيقية لا يرضاها. فما أسهل من تفجير الائتلاف الحاكم الذي يقوده. بدعوي رفض العناصر الأكثر تطرفا في هذا الائتلاف لتقديم أي تنازلات.. ثم تجيء الدعوة إلي انتخابات مبكرة جديدة.. وتتكرر اللعبة التي حفظناها وحفظها العالم معنا عن ظهر قلب. واستمرت القضية الفلسطينية عالقة بسببها وبأسباب أخري أكثر من ستين سنة.
* * *
حين كان الشعار المتفق عليه في العالم كله عام 1996 كطريق لتسوية القضية الفلسطينية هو: "الأرض مقابل السلام" واجهه نتنياهو يومها بشعار كوميدي يقول: "السلام مقابل السلام"
وكان شعارا بلا معني.. هدف نتنياهو من ورائه هو الإفلات من فخ الاجماع العالمي والضغوط المترتبة عليه.
وانتهي الأمر في عام 1999 باللعبة إياها. دون أن يتحقق شيء من الشعارين معاً.
وحين أصبحت الرؤية الحالية بعد عقد من الزمان. هي إقامة دولتين.. فلسطينية وإسرائيلية. في إطار سلام بالمفهوم السياسي والقانوني.. تحايل نتنياهو علي هذه الرؤية. وطرح شعارا الآن يدعو إلي "سلام اقتصادي" تقود إسرائيل "المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا في رأيه" العالم العربي كله بمن فيه الفلسطينيون. للالتحاق بركب العولمة. ليصبحوا جزءا من الاقتصاد العالمي.
وبالطبع. فإنه بمقتضي هذا الشعار. يمكن أن يحصل نتنياهو وإسرائيل من الفلسطينيين والعرب علي كل شيء.. التطبيع الاقتصادي والتجاري مجانا. دون التزام بأي شيء.. بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
* * *
وحين وضع الرئيس الأمريكي أوباما. رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام اختبار محدد. في قضية واضحة. هي قضية الاستيطان. كمفتاح لباب المفاوضات المغلق مع الفلسطينيين. واصل نتنياهو مراوغاته التي لم تتوقف حتي الآن.
رغم أن قضية الاستيطان ليست هي "كل السلام" المطلوب. وإنما هي مجرد "واحدة" من قضايا عديدة شائكة مطروحة علي أي مائدة مفاوضات. مثل قضايا اللاجئين. والحدود. والمياه. والقدس.
ورغم أن قضية الاستيطان هي "الأكثر وضوحاً" بين كل هذه القضايا.. فالقانون الدولي يعتبر الاستيطان غير مشروع.. والقوي الكبري والمنظمات الدولية بلا استثناء ترفضه. وتعتبره علي الأقل عقبة في طريق السلام.
ولا توجد دولة في العالم. بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها الحليف الاستراتيجي لإسرائيل. جرؤت علي مدي 42 عاما منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة عام 1967 علي إعلان مباركتها للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. أو تشجيع إسرائيل عليه في العلن علي الأقل.
وكان مطلب الرئيس الأمريكي بسيطا.. ليس إزالة المستوطنات كما يقضي القانون الدولي بذلك.. لا جزئيا ولا كليا.. وإنما فقط "تجميد" عملية الاستيطان.. أي التوقف عن بناء أي مستوطنات جديدة.
لكن.. حتي هذا المطلب البسيط.. مازال نتنياهو يراوغ فيه ويلتف حوله حتي الآن.
* * *
في البداية .. كان الرد الإسرائيلي هو رفض المطلب الأمريكي
وحين وجد نتنياهو أن كل الدول الكبري بلا استثناء.. بريطانيا .. فرنسا.. ألمانيا.. روسيا.. الصين تؤيد المطلب الأمريكي.. بدأ نتنياهو في طرح الأسئلة التفصيلية بهدف استهلاك الوقت والهروب من اعلان موقف ايجابي من المطلب الأمريكي الذي أصبح عالميا.
* اذا قالت أمريكا ان المطلوب تجميد كل عمليات البناء.. قال نتنياهو:
وماذا عن النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة داخل الكردونات المحددة لها في الأراضي الفلسطينية؟!
* وإذا قيل له ان المطلوب هو وقف بناء المساكن.. قال:
وماذا عن مشروعات البنية الأساسية التي بدأ العمل فيها بالفعل في المستوطنات؟!
* واذا قيل له ان الوقف يجب ان يكون شاملاً لكل المواقع.. قال:
إلا القدس الشرقية
* واذا قيل له ان التجميد أو الوقف يجب أن يستمر لمدة سنة قال:
بل ستة شهور فقط
* * *
هكذا تحولت قضية الاستيطان وتجميده إلي ما يشبه "بقرة بني إسرائيل" التي أصبحت عنوانا لأطول سور القرآن الكريم
بل ولجأت حكومة نتنياهو إلي الادعاء بأن هناك موافقة أمريكية سابقة في عهد الرئيس السابق جورج بوش علي حق إسرائيل في توسيع المستوطنات في اطار ما تسميه "النمو الطبيعي".
وأن هذه الموافقة مسجلة في محاضر اجتماعات عقدت بين مسئولين إسرائيليين ومسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية.
رغم أن إسرائيل أصلا لاتعترف بأي اتفاقات سابقة حتي تلك التي وضعت توقيعها عليها.
ورغم أنها حين يشار مثلا إلي "وثيقة رابين" التي وضع فيها إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أسس تسوية سلمية مع سوريا لاعادة هضبة الجولان.. تنكر إسرائيل وجود هذه الوثيقة وتطالب بأن تكون أي مفاوضات مع سوريا "دون شروط مسبقة".
ومع ذلك اتضح أنه لا توجد موافقة أمريكية بهذا المعني بعد ان كشفت "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية كذب الادعاء الإسرائيلي بوجودها. وأعلنت ان جميع الملفات التي تسلمتها ادارة الرئيس أوباما من الإدارة السابقة. بما في ذلك محاضر الاجتماعات الإسرائيلية الأمريكية. لا تحوي شيئاً بهذا المعني.
* * *
والآن. يسعي نتنياهو إلي الايحاء بأنه علي وشك التوصل إلي اتفاق مع الإدارة الأمريكية الحالية حول مطلبها تجميد المستوطنات.
بعد أن يحصل بالطبع علي المقابل الذي طلبه. وهو أن تعيد الدول العربية التي كان لإسرائيل فيها مكاتب تجارية. فتح هذه المكاتب التي أغلقتها عند العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة.
وأن تسمح الدول العربية. بما في ذلك تلك التي لا علاقة لها بإسرائيل. بفتح أجوائها أمام رحلات الطيران المدني الإسرائيلي.
وأن تتخذ الدول العربية إجراءات لبدء التبادل التجاري والثقافي مع إسرائيل.
أي أن تحصل إسرائيل. مقابل الموافقة فقط علي التجميد "المؤقت" للاستيطان. علي الثمن الذي ليس من المفروض أن تحصل عليه إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي العربية. وإقامة الدولة الفلسطينية.
أي أن إسرائيل تريد أن تحصل منا.. بالورقة الأولي لديها.. علي الورقة الأخيرة لدينا.. وأمريكا تدفعپفي هذا الاتجاه.
ليت هذا فقط..
فرئيس الوزراء الإسرائيلي. في قضية تجميد الاستيطان. يتحدث فقط عن مشروعات الحكومة..
بينما يغض الطرف عن عمليات بناء للمساكن يقوم بها المستوطنون أنفسهم. بعلم الحكومة وعدم معارضتها. أمس واليوم وغداً. وفي كل المناطق.
تماماً. كما تغض الأحياء عندنا الطرف عن عمليات البناء التي يقوم بها الأفراد في المناطق العشوائية. وبدون ترخيص.
أي أن التوسع الاستيطاني مستمر. حتي ولو أعلن نتنياهو وقفه رسمياً. لأنه لا توجد آليات دولية لمراقبة ذلك علي الأرض. داخل المناطق المحتلة.
* * *
* ما الذي يدعو اذن إلي التفاؤل في هذا المشهد العبثي الذي تدور القضية الفلسطينية في مثله من المشاهد المتكررة علي مدي ستين عاماً ويزيد؟!
* وهل تتوصل الفصائل الفلسطينية إلي اتفاق.. أم أن كل هذا لا يشعرها بأي خطر. علي أساس أنها استمرأت ذلك علي مدي تلك العقود. أو أن عدوي المماطلات الإسرائيلية معها ومع العالم قد انتقلت إليها فأصبحت أسلوباً للتعامل معتمداً فيما بينها..؟!
* وهل يصبح برنامج "فياض" وحكومته لإقامة الدولة الفلسطينية. في ظل هذا المناخ. خطوة عملية في الاتجاه الصحيح.. أم مجرد حلقة في سلسلة "استهلاك الوقت" من كل الأطراف. إلي أن تصل السلطة الفلسطينية. التي تنتهي ولايتها في يناير القادم. إلي تحديد موعد للانتخابات الفلسطينية الجديدة؟!
أسئلة. اكتفي فقط بمجرد اثارتها.. فقد تكون هناك قنوات سرية تعمل في الخفاء بعيداً عن المواقف العلنية المتشددة. للتوصل إلي صيغة ما.. ولذلك اترك الاجابة للأيام.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الورقة الأخيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع