عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2011, 05:50 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي بقلم عمرو الليثي:حكايتي مع أم إبراهيم5-7-2011

http://www.youtube.com/watch?v=0Ytf6...layer_embedded

ذات يوم كنت اصور حلقة من برنامجي واحد من الناس في قرية كفر منصور بمحافظة المنوفية فقد اعتدت علي تصوير مشاكل اهل بلدي في الريف والعشوائيات واطرحها من خلال برنامجي وبعد ما قمت بتصوير الحلقة عن مشاكل يلاقيها أهالي قرية كفر منصور من عدم توفير المياه النقية والصرف الصحي والمستشفيات .. وكنت استعد لاترك المكان جاءني شاب من أهالي القرية وقال لي «هو انت مش هتقابل الست أم ابراهيم».. قلت له (مين أم ابراهيم) قال(ست غلبانة وعيانة وبتاعة ربنا..) قلت لفريق التصوير ياللا بينا نروح نشوف الست أم ابراهيم .. وبالفعل وصلت لغرفة أم إبراهيم .. وجدتها غرفة تحت الارض والنزول لها في منتهي الصعوبة اما الغرفة فهي لا تتجاوز 2 متر* 2 متر وليس بها مصدر انارة ومع ذلك فالغرفة كانت (منورة) .. وجدت سيدة عجوز ينبعث من وجهها الضياء والانوار الربانية تجلس علي اريكة خشبية وتنام عليها ولا يكاد يوجد في الغرفة سوي تلك الاريكة و«قلة» صغيرة بجانبها.. وبعد لحظات عرفت ان أم إبراهيم قد فقدت نظرها منذ سنوات طويلة .. للوهلة الأولي شعرت بقشعريرة انتابتني .. ونفس الشعور وصل لزميلي المصور جلست بجانب ام ابراهيم أسالها عن احوالها.. قالت الحمد لله .. سألتها فقدت بصرك من قد أيه قالت لي الحمد لله .. قلت لها عايشة ازاي وبتصرفي منين قالت لي باخد 10 جنيهات من الجامع و 50 جنيهاً معاشاً.. قلت لها 60 جنيهاً تكفيكي .. ردت عليا بصدق نابع من القلب (الحمد لله بيكفيني وزيادة ) .. المهم ان الانسان يكون (قنوع) وقالت الرسول عليه الصلاة والسلام كان (قانعاً بما قسمه الله له) في هذه اللحظات فقدت كل قدرتي علي ادارة الحوار وتحولت الي انسان يجلس امام اعظم شخصية رأيتها في حياتي .. فقلت لها ادعيلي يا امي واذا بام ابراهيم تدعو لي ولجميع الناس وتدعو للرسول عليه الصلاة والسلام وتقول (يارب) ..(ربنا ينصرك يا سيدنا محمد) .. في تلك اللحظات لا استطيع ان أصف لكم مشاعري ومن معي في حجرة أم إبراهيم.. توسلت لها ان احقق لها أي شيء .. ردت بشموخ وكبرياء (أنا مش عايزة حاجة) سألتها عن أبنائها .. قالت لي (عندي 3 بنات أرامل وغلابة) .. وفي نهاية لقائي بأم ابراهيم أغلقت الكاميرا والاضاءة .. ووقفت في غرفتها لمدة 15 دقيقة اسمعها وهي تناجي الله عز وجل وتقول (يارب انا مطلبتش غير منك وما لجأتش غير ليك ) .. استمر دعاؤها ومناجاتها لله سبحانه وتعالي وقد اصابني وزميلي ما اصابنا من مشاعر .. المهم بعد لحظات عدت الي القاهرة .. وكانت كل امنياتي ان افعل اي شيء لأم ابراهيم .. وفي النهاية قلت لماذا لا اوفر لها شقة تعيش فيها حياه كريمة .. وبالفعل وخلال يوم وفرت لها شقة وقررت ان اسافر مرة ثانية لاسلمها الشقة.. وفي طريقي مرة اخري لكفر منصور لالتقي بالغالية ام ابراهيم .. وما ان وصلت الي هناك وذهبت الي غرفتها حتي بلغني النبأ .. لقد ماتت ام ابراهيم وهي تصلي العصر وانتقلت للقاء ربها .. وبدلا من أن اسلمها مفتاح شقتها الجديدة صلي الجميع عليها .. ان ام ابراهيم هي نموذج رائع للرضا والزهد والقناعة والحمد والصبر .. رحم الله ام ابراهيم ورحم الله فقراءنا فلهم الأجر عند الله سبحانه وتعالي علي ما يقاسونه في الحياة الدنيا.
التوقيع:


رد مع اقتباس